واشنطن عاجزة عن تحديد موعد وشدة هجوم إيران الانتقامي وسط حالة من الترقب
تعيش المنطقة على صفيح ساخن وسط حالة من ترقب هجوم إيراني مُحتمل على اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس «إسماعيل هنية» في العاصمة طهران، بعد أن وجه «الحرس الثوري الإيراني»، أصابع الاتهام إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي في ضلوعها بالجريمة، وأشرك معها «الولايات المتحدة» في هذا الأمر.
رد إيران على اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر
وفي هذا الصدد، أعلن مسؤولون أمريكيون، أنهم يعتقدون أن رد إيران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس «إسماعيل هنية»، والمسؤول الكبير في حزب الله «فؤاد شكر»، سيأتي في الأيام المُقبلة.
وقال مسؤولان دفاعيان أمريكيان في حديث لشبكة «CNN»، إن «الولايات المتحدة تُواجه مشكلة في تحديد زمن وشكل وشدة الهجوم المُرتقب».
ووفقًا للشبكة «فقد ترك عدم اليقين النسبي إدارة بايدن في وضع دفاعي وهي تُحاول حشد الحلفاء والضغط على إيران لعدم تصعيد التوترات».
وأوضح المسؤولان أن «هذه الصعوبات التي تُواجهها الولايات المتحدة في تحديد هذه المعطيات ترجع بشكل جزئي إلى أن إيران نقلت بالفعل بعض الأصول العسكرية اللازمة لتنفيذ هجوم كبير على إسرائيل في شهر أبريل».
وأضافوا أن «التقييمات تستند إلى عدة مصادر استخباراتية، والمسؤولون الأمنيون منقسمون في الرأي حول الشكل الذي سيبدو عليه الهجوم وتوقيته».
أمريكا تُطالب بعدم تصعيد الصراع
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية هو ماثيو ميلر، يوم الإثنين، إن الولايات المتحدة تطلب من الدول التي تربطها علاقات دبلوماسية مع إيران حثها على عدم تصعيد الصراع.
وصرح ميلر: «أرسلنا مجموعة رسائل متسقة من خلال مشاركاتنا الدبلوماسية لتشجيع حلفائنا على التواصل مع حكومة إيران وإقناعها بأن التصعيد ليس في مصلحتها وأننا سندافع عن إسرائيل من أي هجمات محتملة، وأن التصعيد لا يخدم مصلحة إيران، كما أنه لا يخدم مصالح أي شخص في المنطقة».
ورفض ميلر تحديد إطار زمني لتوقع الولايات المتحدة لزمن الرد الإيراني، لكنه أضاف: «لا نعتقد أن هذا الهجوم يجب أن يحدث، ونحن نعمل على محاولة منع حدوثه».
ووفقًا للمسؤولين الذين لم تكشف الشبكة عن هوياتهم فإن الصورة الاستخباراتية الأمريكية هذه المرة أكثر غموضا، لافتين إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتسابق مع الزمن لمحاولة منع الوضع من الانزلاق إلى حرب شاملة.
وأعرب المسؤولون ذاتهم في ختام حديثهم عن شكهم في إمكانية تقييد إيران ومنعها من شن الهجوم.
بالإضافة إلى ترقب كبير لاحتمال توسع الصراع بين "حزب الله" وإسرائيل إلى حرب شاملة، عقب اغتيال القيادي الكبير في "الحزب" فؤاد شكر بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.
إسرائيل تستعد لرد انتقامي من جانب إيران وحلفائها
وفيما تستعد إسرائيل لرد انتقامي من جانب إيران وحلفائها قد يأتي "في أي لحظة"، دعا رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، مساء يوم الإثنين، إلى مناقشة لمجلس الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، لمراقبة الأحداث في الشرق الأوسط استعدادا لهجوم محتمل.
وذكرت "يديعوت أحرونوت" نقلا عن أحد كبار المسؤولين الأمريكيين قوله: "إسرائيل تحظى بدعم الولايات المتحدة، والرئيس بايدن يفعل كل شيء لحمايتها..هناك جهد مثير للإعجاب هنا لبناء ائتلاف."
ووفقًا له، "أمر الرئيس بتسخير كل ما هو ممكن للدفاع عن إسرائيل. ونأمل أن يكون هذا الهجوم محدودا وألا يؤدي إلى حرب إقليمية وشاملة".
من ناحية أخرى، يُفيد مسؤولون كبار في إسرائيل بأن تل أبيب ليست معنية بحرب إقليمية، ولكنها مستعدة للدفاع والهجوم، وأنها ستجبر كل من يمسها على دفع ثمن باهظ.
إسرائيل لم تتبن اغتيال هنية، في حين وجهت إيران و"حماس" أصابع الاتهام إليها، وأكد المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، أن الانتقام لدم هنية هو "من واجباتنا لأن الاغتيال وقع على أراضينا".
كما شدد أمين عام "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله اليوم الخميس، على أنه يجب على إسرائيل ومن خلفها "انتظار ردنا الآتي" على اغتيال القيادي فؤاد شكر، مؤكدا أن "لا نقاش في هذا ولا جدال".
جيش الاحتلال يستعد لهجوم «حتمي» مشترك وسط مباحثات طارئة ومصيرية مع أمريكا
ويستعد «جيش الاحتلال الإسرائيلي»، لهجوم «حتمي» مشترك بين إيران وحلفائها، ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس «إسماعيل هنية» والقيادي في حزب الله اللبناني «فؤاد شكر»، حيث جرت نهاية الأسبوع سلسلة من المباحثات والمشاورات على المستوى السياسي والأمني في تل أبيب، تمهيدًا للرد المُحتمل لإيران وحزب الله على عمليتي الاغتيال: «هنية وشكر»، التي تبنت إسرائيل تنفيذ الأخيرة بينها، فيما رفضت التعليق على الأولى ولم تتبنّها.