بعد تعينه خلفًا لهنية.. من هو يحيى السنوار؟
في إعلان لافت، صرّحت حركة "حماس"، مساء اليوم الثلاثاء، بتعيين يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، خلفًا لإسماعيل هنية الذي تم اغتياله في طهران بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بيزشكيان.
وقالت الحركة في بيانها: "تعلن حماس عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي للحركة خلفًا للقائد إسماعيل هنية".
وكان هذا الإعلان بعد عملية تشاور واسعة ضمن مؤسسات الحركة القيادية والشورية لاختيار خليفة هنية، وذلك حسب النظام الأساسي للحركة، حيث يتم انتخاب الرئيس من قبل أعضاء مجلس الشورى المركزي.
يحيى السنوار: رحلة من الكفاح إلى القيادة
ولد يحيى السنوار في أزقة مخيم خان يونس بقطاع غزة قبل أكثر من ستة عقود، ونشأ في ظروف قاسية عقب نزوح عائلته من مدينة المجدل بعد نكبة 1948. هذه الظروف القاسية شكّلت شخصيته وطموحاته منذ صغره، حيث عاش طفولته في ظل الاحتلال وشهد نكسة 1967، ما عمق في داخله مشاعر الغضب والسخط.
تلقى تعليمه في مدارس المخيم واستكمل دراسته في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث تخرج بشهادة في الدراسات العربية. بدأ نشاطه السياسي من خلال العمل الطلابي ضمن "الكتلة الإسلامية"، وتدرج في العمل التنظيمي حتى أصبح أحد مؤسسي جهاز "المجد"، الجهاز الأمني الداخلي لحماس المكلف بملاحقة العملاء.
سنوات السجن والتأسيس
اعتقلته السلطات الإسرائيلية في أواخر الثمانينات بتهمة قتل أربعة متعاونين، وحكم عليه بأربعة أحكام مدى الحياة. خلال فترة سجنه، قاد السنوار نشاطات حركة حماس داخل السجون الإسرائيلية، وبرز كقيادي قوي بفضل قدراته التنظيمية والأمنية. تعلم اللغة العبرية وأصبح ملمًا بتركيبة الجيش والمخابرات الإسرائيلية، مما عزز مكانته القيادية.
قيادة حماس بعد الخروج من السجن
في عام 2011، أُفرج عن السنوار ضمن صفقة تبادل الأسرى المعروفة بـ"صفقة شاليط"، حيث أُطلق سراحه مع نحو ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. بعد خروجه من السجن، تعززت علاقاته بالجناح العسكري لحماس، وخاصة بفضل شقيقه محمد السنوار، أحد القادة البارزين في كتائب القسام.
دور بارز في التصعيد والقيادة
انتُخب السنوار عضوًا في المكتب السياسي لحماس عام 2012، وتولى ملف التواصل مع الجناح العسكري. في انتخابات عام 2017، أصبح رئيسًا للمكتب السياسي للحركة في غزة، محققًا توازنًا بين الجناحين السياسي والعسكري. كانت هذه الفترة مليئة بالتحديات، حيث قاد جهودًا مكثفة لتطوير العمل العسكري للحركة.
السنوار شخصية مثيرة للجدل، يجمع بين البساطة والتدين وبين القسوة والحدة في التعامل.
يُعتبر من الشخصيات الصعبة التي لا تقبل المساومة، ويرى أن الحلول تأتي فقط في إطار التكتيك.
و تجربته الطويلة في السجن جعلت منه قائدًا ذا رؤية استراتيجية، غير مستعد للتنازل عن أهدافه.
اغتيال هنية وصعود السنوار
وكانت حركة حماس قد أكدت في وقت سابق اغتيال هنية في غارة إسرائيلية على العاصمة الإيرانية طهران، وذلك على هامش مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
إيران تُعلن فتح تحقيق في اغتيال «إسماعيل هنية» على أراضيها
أعلن «الحرس الثوري الإيراني»، أنه سيفتح تحقيقًا في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس «إسماعيل هنية»، وأن النتائج «ستُعلن قريبًا»، حسبما أفادت وسائل إعلام إيرانية، في أنباء عاجلة، اليوم الأربعاء.
وقال الحرس الثوري: «سندرس أبعاد حادثة استشهاد هنية في طهران وسنُعلن عن نتائج التحقيق لاحقًا».
وذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية أيضًا أن «التحقيق جار في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وسيتم الإعلان عن النتائج قريبًا».
واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق أن "اغتيال هنية عمل جبان ولن يمر سدى".
بدوره قال القيادي في حركة "حماس" سامي أبو زهري: "نخوض حربا مفتوحة لتحرير القدس وجاهزون لدفع مختلف الأثمان".
وحسبما ذكر الحرس الثوري في بيان، فإن هنية قتل مع أحد حراسه الشخصيين، وهو ما أكدته وكالة الأنباء الإيرانية التي قالت إن «هنية قضى وأحد حراسه إثر استهداف مقر إقامتهم في طهران».
ونعت حركة حماس إلى أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم، وإلى الأمة العربية والإسلامية، وإلى كل أحرار العالم: «الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية، رئيس الحركة، الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وإنه لجهاد، نصر أو استشهاد».
وكان هنية وصل إلى طهران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
مع اغتيال إسماعيل هنية في طهران، واجهت حماس تحديات جديدة دفعتها لاختيار السنوار كقائد للمكتب السياسي.
هذا القرار يعكس الثقة الكبيرة التي يحظى بها السنوار داخل الحركة وقدرته على القيادة في أوقات الأزمات.
وبانتخابه، يستعد السنوار لقيادة حماس في مرحلة حرجة مليئة بالتحديات على المستوى المحلي والدولي.