مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

دعم دولي لمبادرة مصر وقطر وأمريكا لاستئناف مفاوضات غزة في منتصف أغسطس

نشر
الأمصار

شهدت الأوضاع في قطاع غزة خلال الأشهر الماضية تصعيدًا حادًا في المواجهات بين الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، وإسرائيل.

 هذه الجولة من العنف لم تكن الأولى في تاريخ الصراع، لكنها تميزت بشدة القصف المتبادل وتزايد عدد الضحايا من المدنيين في الجانبين.

و الأوضاع الإنسانية في غزة تدهورت بشكل ملحوظ بسبب الحصار المستمر منذ سنوات، مما أدى إلى نقص حاد في المواد الأساسية، وتفاقم الأوضاع الصحية والاقتصادية في القطاع. 

هذا الوضع دفع المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى هدنة دائمة وإيجاد حلول لإنهاء هذا الصراع المستمر.

 المبادرة الدولية لاستئناف المفاوضات:

في ظل هذه الظروف المتفاقمة، بادرت مصر وقطر، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، إلى طرح مبادرة جديدة تهدف إلى استئناف المفاوضات بين حماس وإسرائيل. 

المبادرة التي أُعلن عنها في بيان مشترك أصدره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الأمريكي جو بايدن، تدعو إلى استئناف المفاوضات في 15 أغسطس الجاري بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى والمعتقلين من الجانبين.

 الترحيب الدولي بالمبادرة:

لاقى البيان المشترك ترحيبًا واسعًا من قبل دول عربية وأوروبية ومنظمات دولية وإقليمية. الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي، أشاد بالمبادرة، مؤكدًا دعم دول المجلس لجهود إنهاء الأزمة في غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني. كما أكدت دول الخليج على ضرورة توحيد المواقف لتأمين سلام واستقرار المنطقة.

دولة الإمارات العربية المتحدة أيضًا أعلنت انضمامها إلى الدعوة، مشيدة بالجهود المشتركة بين قطر ومصر والولايات المتحدة. 

وأكدت على أهمية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من أجل إنهاء معاناة سكان غزة.

الكويت بدورها أصدرت بيانًا عبرت فيه عن دعمها للمبادرة، مشيرة إلى الجهود المبذولة من أجل خفض التصعيد وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. الخارجية العراقية عبرت عن دعمها للبيان الثلاثي، مؤكدة أن هذا البيان يمثل خطوة جدية نحو إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة.

سلطنة عمان ولبنان أعلنتا بدورهما عن دعمهما للمبادرة، معربة عن تقديرهما للجهود المبذولة من أجل الوصول إلى اتفاق يحقق الاستقرار في المنطقة.

 الترحيب الأوروبي بالمبادرة:

الاتحاد الأوروبي لم يتأخر في دعم المبادرة، حيث صرح جوزيب بوريل، الممثل الأعلى الأوروبي للشؤون الخارجية، بأن الاتحاد الأوروبي ينضم إلى مصر وقطر والولايات المتحدة في دعوتهم إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

 وأكد على أهمية الجهود الدولية لوقف المعاناة في المنطقة.

 مواقف الدول الأوروبية والغربية:

الحكومة الإيطالية أعلنت دعمها للمبادرة، مشيرة إلى أهمية وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء معاناة المدنيين هناك. كما أكدت على ضرورة دخول المساعدات الإنسانية دون أي تأخير.

وأكد المستشار الألماني أولاف شولتس  دعم ألمانيا للدعوة المشتركة بين مصر وقطر وأمريكا لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين.

وغرد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  باللغة العربية على منصة "إكس" داعيًا إلى ضرورة وقف الحرب في غزة ودعمًا للجهود الوسيطة التي تقودها الولايات المتحدة ومصر وقطر.

 

تأتي هذه المبادرة في وقت حرج حيث يزداد الضغط الدولي على جميع الأطراف للتوصل إلى حل دائم للصراع.

و المبادرة التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة تمثل محاولة جديدة لإنهاء العنف المستمر وتوفير بيئة مستقرة للشعب الفلسطيني في غزة.

 الدعم الدولي الواسع لهذه المبادرة يعكس إدراك المجتمع الدولي لخطورة الأوضاع في المنطقة وضرورة العمل الفوري لوقف القتال وتخفيف معاناة المدنيين.

بموجب هذه المبادرة، من المتوقع أن تجتمع الأطراف المعنية في 15 أغسطس الجاري لبحث السبل المتاحة لتنفيذ الاتفاق المقترح، والذي إذا ما تم التوصل إليه، قد يمثل خطوة نحو تحقيق السلام في المنطقة المضطربة.

واشتعل "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، بعدما شنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، صباح السبت 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، هجومًا قويًا غير مسبوق على إسرائيل جوًا وبحرًا وبرًا، أسفر عن مقتل 900 قتيل و2500 جريح إسرائيلي.


وبدأ هجوم "حماس" القوي، نحو الساعة السادسة والنصف صباح السبت (التوقيت المحلي)، بإطلاق عدد كبير من الصواريخ على جنوب إسرائيل تسبب في دوي صفارات الإنذار، وأشارت حماس إلى أنها أطلقت نحو خمسة آلاف صاروخ، في حين قالت مصادر إسرائيلية إن العدد لا يتجاوز 2500 صاروخ، ولم يكن الهدف الرئيس من الهجوم الصاروخي للحركة، كما بدا لاحقًا، إلا التغطية على هجوم أوسع وأكثر تعقيدًا، نجح من خلاله نحو ألف مقاتل من مقاتلي حركة حماس، وحركات أخرى متحالفة معها، في اجتياز الحواجز الأمنية إلى داخل الأراضي والمستوطنات الإسرائيلية عبر الجو والبحر والبر، في فشل أمني واستخباراتي واسع لم تشهده إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973.