مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مع استمرار الحرب بين حزب الله وإسرائيل.. هل يلفظ الاقتصاد اللبناني أنفاسه الأخيرة؟

نشر
قصف لبنان
قصف لبنان

يعكس التصعيد الميداني الذي تشهده المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، مدى هشاشة الوضع بين البلدين، حيث تُنذر المؤشرات السلبية المتتالية، بأن الحال بين الجانبين باتت قاب قوسين من الانفجار الكبير، مع احتمال انزلاق الأمور إلى مواجهات عسكرية تشمل مختلف الأراضي اللبنانية.

وخلال الساعات الماضية، ارتفعت وتيرة قرع طبول الحرب على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، مع تصعيد الطرفين المتنازعين أي حزب الله والجيش الإسرئيلي، لحدة تهديداتهما بجعل المعركة بلا ضوابط أو سقوف.

انعكاس التوتر بين حزب الله وإسرائيل على الاقتصاد في لبنان

وانعكست حالة التوتر من احتمال توسع الحرب في لبنان بصورة كبيرة على اقتصاد البلاد المترنح تحت وطأة الأزمات المتلاحقة، التي تعرض لها على مدى 4 سنوات والخسائر التي ستنتج عن الحرب التي تلوح في الأفق، فيما لا تزال البلاد غارقة في فراغ سياسي ومؤسساتي، وأزمة اجتماعية واقتصادية.

ولا يزال لبنان حتى الساعة يلملم جراح الأزمة الاقتصادية والمالية والمصرفية، التي أصابته منذ نهاية عام 2019 والتي تسببت في فقدان الليرة اللبنانية لأكثر من 90 بالمئة من قيمتها، مقابل الدولار الأميركي، مع عدم قدرة المودعين الذين ادّخروا أموالهم في المصارف على سحبها لعدم توافر العملة الصعبة، ليترافق ذلك مع انهيار كبير في مستوى الخدمات المقدمة في البلاد، في حين تجمع آراء الخبراء الاقتصاديين والماليين، على أنّ لبنان لا يملك في الوقت الراهن أيا من مقومات الصمود، التي تتيح له تحمل التداعيات الكارثية لحرب واسعة النطاق على أراضيه.

3 سيناريوهات أمام اقتصاد لبنان

السيناريو الأول الذي يرجح حدوثه بنسبة 40 في المئة، يشير إلى بقاء الوضع على ما هو عليه اليوم، لناحية استمرار الأعمال القتالية في المناطق الجنوبية وبعض أجزاء البقاع، حيث ستكون تداعيات استمرار هذا الوضع انكماش الاقتصاد اللبناني بنسبة 0.5 في المئة خلال 2024، مع احتمال تحقيق نمو طفيف في حال كان موسم الاصطياف واعداً مع قدوم المغتربين اللبنانيين للسياحة في البلاد.

السيناريو الثاني الذي يرجح حدوثه أيضاً بنسبة 40 في المئة، يشير إلى توسع الحرب لتشمل جميع الأراضي اللبنانية، حيث ستكون تداعيات هذا السيناريو انكماش الاقتصاد اللبناني بنسبة 15 في المئة على الأقل.

السيناريو الثالث الذي يرجح حدوثه بنسبة 20 في المئة، يشير إلى احتمال التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام بين لبنان وإسرائيل، ليشكل هذا الخيار صدمة إيجابية للاقتصاد، مع ازدياد عدد السياح وبدء عملية إعادة الإعمار في الجنوب اللبناني.

صمود اقتصاد لبنان رغم الصدمات

ويراهن الكثير من الخبراء على قدرة لبنان في الاستمرار رغم الصعوبات التي واجهها، حيث استطاع اقتصاد البلاد تدريجياً استيعاب صدمة اشتعال الجبهة الجنوبية، بعد تاريخ 7 أكتوبر 2023 بدعم من القطاع الخاص، ولكن هذا لا يعني أن هناك فرصاً ضاعت نتيجة ما حصل.

وبالرغم من ذلك توجد خسائر فادحة في الجنوب اللبناني، حيث تراجعت الحركة التجارية بنسبة 75 في المئة، في حين أن الحياة المدنية هناك شبه مشلولة، والمدارس مغلقة وهذا له تداعياته على اقتصاد البلاد.

ويعاني لاقتصاد اللبناني من أشد أزمة يشهدها لبنان في تاريخه الحديث، فالناتج المحلي للبلاد هبط من 55 مليار دولار قبل الأزمة الاقتصادية، إلى نحو 25 مليار دولار اليوم، أضف إلى ذلك مشكلة هبوط القوة الشرائية للأفراد، وتدني مستوى رواتب اليد العاملة، مقارنة بما كانت عليه قبل الأزمة في عام 2019.

وبالرغم من خضوع الرواتب لعملية تصحيح فإنها لم تعد إلى مستوياتها الطبيعية، حيث تم تصحيحها بنسبة 70 في المئة بالنسبة للقطاع الخاص، وبنسبة تتراوح بين 30 و40 في المئة بالنسبة للقطاع العام.

وسيسهم التصعيد الذي حصل في الساعات الماضية واحتمال توسع الحرب، لتشمل البنى التحتية الرئيسية الموزعة على مختلف الأراض اللبنانية، في تراجع الموسم السياحي وإلغاء عدد من القادمين إلى لبنان لزياراتهم،