رئيس الوزراء القطري يبحث مع وزيري الخارجية الأمريكي والتركي تطورات الأوضاع بغزة
بحث رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني اليوم الأربعاء، هاتفيا مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ونظيره التركي هاكان فيدان، آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن رئيس الوزراء القطري بحث مع بلينكن، العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين البلدين، ومستجدات جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على القطاع، والتوترات المستمرة في الشرق الأوسط، والتأكيد على ضرورة التهدئة وخفض التصعيد في المنطقة.
وفي اتصال ثان، بحث رئيس الوزراء القطري مع وزير خارجية التركي، علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، ومستجدات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وسبل التوصل لاتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في القطاع.
الأمم المتحدة ترحب بجهود مصر وقطر والولايات المتحدة في غزة
رحبت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، بجهود مصر وقطر والولايات المتحدة لحمل الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على إبرام صفقة لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين فى غزة، وإيصال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع.
وفي معرض إحاطتها أمام جلسة مجلس الأمن مساء أمس بتوقيت نيويورك، شددت المسؤولة الأممية على ضرورة الاستجابة لدعوة قادة مصر وقطر والولايات المتحدة، من أجل تقديم الإغاثة الفورية لأهل غزة والمحتجزين.
كما حثت جميع الأطراف على إعطاء الأولوية لحماية المدنيين وإبرام هذه الصفقة، على الفور، كما أقرها مجلس الأمن في القرار 2735 (2024).. قائلة إن التهديد بمزيد من التصعيد الإقليمي بات أكثر وضوحا وإثارة للرعب من أي وقت مضى، مشيرة إلى استمرار تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق بشكل شبه يومي.
وشددت "ديكارلو" على أن وقف الانزلاق نحو كارثة أكبر يتطلب من الأطراف أن تكف عن كل الخطابات والأفعال التصعيدية. وجددت دعوة الأمين العام إلى العمل بقوة نحو خفض التصعيد الإقليمي لصالح السلام والاستقرار على المدى الطويل.
وأعربت عن استيائها من الغارة الجوية الإسرائيلية على مدرسة التابعين، التي أسفرت عن "مقتل" العشرات من الفلسطينيين وإصابة العديد من الأشخاص، بمن فيهم نساء وأطفال، وأوضحت أن الأمين العام أدان استمرار الخسائر في الأرواح في غزة في أعقاب الهجوم على مدرسة التابعين. كما أكد الأمين العام ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب والاحتياط في جميع الأوقات.
كما طالبت "ديكارلو" بضرورة مواصلة الاهتمام بالوضع المتدهور والعنف المستمر في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، مشيرة إلى العديد من الحوادث التي وقعت مؤخرا، ومن بينها غارتان جويتان نفذهما الجيش الإسرائيلي "على خلية لحماس" في طولكرم، ما أسفر عن مقتل تسعة فلسطينيين قال الجيش الإسرائيلي إنهم كانوا يخططون لشن هجوم داخل إسرائيل.
ومن جانبها، أعربت المسؤولة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) "ليزا دوتن" عن الفزع الشديد إزاء الضربة الإسرائيلية على مدرسة التابعين، مشيرة إلى أن العديد من الأسر داخل المدرسة كانت قد انتقلت إلى هناك بسبب أوامر الإخلاء الأخيرة. وقالت إن التقارير الأولية تشير إلى أن هذا الهجوم كان أحد أكثر الهجمات دموية على مدرسة تؤوي نازحين منذ بداية هذا الصراع.
كما أعربت "دوتن" عن الأسف لأن هذه الحوادث واسعة النطاق، ليست سوى جزء من الطرق العديدة التي يتسبب بها هذا الصراع المروع في معاناة ودمار لا يطاقان. وأشارت إلى أن العنف المتواصل في غزة، أسفر، حتى الآن، عن "مقتل" نحو 40 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 90 ألفا آخرين، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وأوضحت أن ما تشهده غزة هو نتيجة لحرب شنت دون مراعاة لمتطلبات القانون الدولي، وشاطرت الأمين العام ومختلف المنظمات القلق العميق إزاء انتهاكات القانون الدولي الإنساني التي ترتكب طيلة هذا الصراع.
ونبهت المسؤولة الأممية إلى أن هذه الحرب تدمر الأرواح والأحلام والمستقبل، مشيرة إلى أن أكثر من نصف مليون طالب خسروا عاما دراسيا كاملا، "وحتى لو انتهت هذه الحرب اليوم، فإن ما يقدر أن 8 من كل 10 مدارس على الأقل سوف تحتاج إلى إعادة تأهيل. كما أكدت على ضرورة عدم تجاهل الصدمة العاطفية والنفسية الهائلة التي خلفتها هذه الحرب على الأطفال ــ بل وعلى الناس من جميع الأعمار ــ "وهي الصدمة التي سوف يحملونها لبقية حياتهم".
ووفقا لتحليل حديث للأمم المتحدة، تضرر أو تدمر أكثر من 60% من المباني السكنية و65% من شبكة الطرق. وفي غضون أسبوعين فقط، نزح أكثر من ربع مليون شخص، وغالبا مرات متعددة.
وقالت "ليزا دوتن" إن أوامر الإخلاء - التي يُفترض أنها من أجل أمن المدنيين - تؤدي بوضوح إلى النتيجة المعاكسة. ويُطلب من المدنيين مرارا وتكرارا الإجلاء إلى مناطق تفتقر إلى الضروريات اللازمة لبقائهم على قيد الحياة. ويُقتلون ويصابون مرارا وتكرارا في نفس الأماكن التي قيل لهم إنها آمنة للذهاب إليها.