مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

47 ألف حالة وفاة.. الطقس الحار يقلب موازين العالم.. ماذا يحدث؟

نشر
الأمصار

تشهد القارة الأوروبية موجة حر غير مسبوقة، حيث تتجاوز درجات الحرارة المعدلات الطبيعية بشكل كبير، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة على صحة الإنسان والبيئة. 

وتشير الدراسات الحديثة إلى أن هذه الموجات الحارة المتكررة والمتصاعدة تشكل تهديداً حقيقياً على حياة الإنسان، وتتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة للتكيف مع التغيرات المناخية.

تفاصيل الأزمة

موجات الحر في أوروبا

كشفت دراسة حديثة أجراها معهد برشلونة للصحة العالمية عن وفاة أكثر من 47 ألف شخص في أوروبا خلال عام 2023 بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وتعتبر هذه الأرقام قياسية، مما يسلط الضوء على خطورة هذه الظاهرة.

وتؤكد الدراسة أن إيطاليا كانت الأكثر تضرراً من هذه الموجة الحارة، حيث سجلت أعلى نسبة وفيات، تلتها إسبانيا وألمانيا. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل منها:

ارتفاع درجات الحرارة الشديد: شهدت العديد من المناطق الأوروبية درجات حرارة قياسية، تجاوزت في بعض الأحيان 40 درجة مئوية.

التقدم في العمر: يعاني كبار السن بشكل خاص من آثار الحرارة الشديدة، حيث يقلل الجسم من قدرته على تنظيم درجة حرارته.

الأمراض المزمنة: الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والرئة هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية نتيجة للحرارة الشديدة.

التأثيرات على الصحة العامة:

تؤدي موجات الحر إلى العديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك:

الإجهاد الحراري: وهو حالة طبية طارئة تحدث عندما يرتفع درجة حرارة الجسم بشكل كبير.

ضربة الشمس: وهي حالة خطيرة تنتج عن ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير.

جفاف الجسم: يؤدي فقدان السوائل والأملاح المعدنية إلى جفاف الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى.

تدهور جودة الهواء: تزيد الحرارة الشديدة من تلوث الهواء، مما يؤثر سلباً على صحة الجهاز التنفسي.

التأثيرات على البيئة:

جفاف الأراضي الزراعية: تؤدي موجات الحر إلى جفاف الأراضي الزراعية، مما يؤثر على إنتاج المحاصيل.

حرائق الغابات: تزيد الحرارة الشديدة من خطر اندلاع حرائق الغابات، مما يتسبب في خسائر اقتصادية وبيئية كبيرة.

ارتفاع مستوى سطح البحر: يؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى ذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر، مما يهدد المناطق الساحلية.

التكيف مع التغيرات المناخية:

أكدت الدراسة أن التكيف مع التغيرات المناخية أصبح ضرورة ملحة، حيث يجب على الدول الأوروبية اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من آثار موجات الحر، بما في ذلك:

تطوير خطط طوارئ: يجب على الحكومات وضع خطط طوارئ للتعامل مع موجات الحر، وتوفير الموارد اللازمة لتقديم المساعدة للمواطنين الأكثر عرضة للخطر.

تحسين البنية التحتية: يجب تحسين البنية التحتية للمدن، مثل زيادة المساحات الخضراء وتوفير مصادر مياه الشرب النظيفة.

توعية المجتمع: يجب توعية المواطنين بأخطار الحرارة الشديدة وكيفية حماية أنفسهم.

الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة: يجب على الدول اتخاذ إجراءات للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، والتي تعتبر السبب الرئيسي لتغير المناخ.

وخلصت دراسة علمية إلى أن موجات الحر التي شهدتها دول أوروبا والولايات المتحدة خلال شهر يوليو السابق، كانت تعد "مستحيلة عمليا" في حدوثها لولا تغير المناخ بسبب الأنشطة البشرية.

وأدى الاحتباس الحراري الناتج عن حرق الوقود الأحفوري إلى زيادة احتمالية حدوث موجات الحر التي تؤثر على مناطق في الصين بواقع 50 مرة.

وتوصلت الدراسة إلى أن تأثير تغير المناخ يعني أن موجة الحر التي شهدتها دول جنوب أوروبا كانت أكثر سخونة بمقدار 2.5 درجة مئوية.

وحذر خبراء من عدم استعداد جميع المجتمعات تقريبا لمواجهة درجات الحرارة الشديدة القاتلة.

وقال المشرفون على الدراسة إن النتائج تسلط الضوء على أهمية تكيف العالم مع ارتفاع درجات الحرارة، نظرا لكونها لم تعد ظاهرة "نادرة".


وقالت جولي أريغي، من مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وهي واحدة من فريق الإشراف على الدراسة: "الحرارة من بين أكثر أنواع الكوارث فتكا".

وأضافت أنه يتعين على الدول بناء منازل مقاومة للحرارة، وبناء "مراكز تبريد" يلجأ إليها الناس، فضلا عن التوصل إلى طرق لتبريد المدن، بما في ذلك زراعة المزيد من الأشجار.
 

وكانت دقت سلسلة من الأرقام القياسية المناخية حول التغير في درجات الحرارة وسخونة مياه المحيطات ومساحة طبقة الجليد في المحيط المتجمد الجنوبي ناقوس الخطر لدى العلماء الذين يقولون إن سرعة هذا التغير وتوقيته "غير مسبوقين".

وتقول الأمم المتحدة إن موجات الحر الخطيرة في أوروبا قد تحطّم المزيد من الأرقام القياسية.

من الصعب الربط مباشرة بين هذه الأحداث والتغير المناخي لأن الطقس- والمحيطات- معقدة.

هناك دراسات تُجرى الآن، لكن العلماء يخشون بالفعل من أن بعض السيناريوهات الكابوسية بدأت تتكشف

تعتبر موجات الحر التي تشهدها أوروبا تحدياً كبيراً، ويتطلب مواجهتها تضافر جهود جميع الأطراف، من الحكومات والشركات إلى الأفراد. 

يجب علينا جميعاً العمل معاً لحماية كوكبنا ومواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ.