مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بعد اتهامها باستهداف هنية.. كواليس دور أذربيجان في الحرب الإيرانية الإسرائيلية

نشر
الأمصار

أصبحت أذربيجان في الفترة الماضية عنوان لعمليات الهجوم الإسرائيلية ضد إيران، خاصة لما يربطها من علاقات مع إسرائيل، فهل تصبح باكو حلقة في سلسلة الصراع بين إيران وإسرائيل.

العلاقات الآذرية الإسرائيلية

وتعتبر أذربيجان هي واحدة من ست دول تركية مستقلة في منطقة القوقاز في أوراسيا. تقع في مفترق الطرق بين أوروبا الشرقية وآسيا الغربية، ويحدها بحر قزوين إلى الشرق وروسيا من الشمال وجورجيا إلى الشمال الغربي وأرمينيا إلى الغرب وإيران في الجنوب.

يحد مكتنف ناخيتشيفان أرمينيا في الشمال والشرق وإيران إلى الجنوب والغرب بينما تحد تركيا بحدود قصيرة في الشمال الغربي. تحاط الوصائد كاركي ويوخاري أوسكيبارا وبروخودارلي وسوفولو بأرمينيا والتي تسيطر عليها منذ حرب ناغورني قره باغ (أرتساخ). 

تتعاون أذربيجان وإسرائيل تعاونًا مكثفًا منذ عام 1992. أذربيجان هي واحدة من الدول القليلة ذات الأغلبية المسلمة، مع تركيا ومصر والأردن والجمهوريات السوفيتية السابقة، التي تطور العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية الثنائية مع إسرائيل.

أشاد إلهام علييف في اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالدور الفعّال للطائفة اليهودية التي تعيش في أذربيجان في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتربط إسرائيل وجمهورية أذربيجان علاقات وثيقة منذ عام 1992.

تعد   أذربيجان هي واحدة من الدول الإسلامية القليلة التي أقامت علاقات استراتيجية واقتصادية ثنائية مع إسرائيل . بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واستقلال أذربيجان ، كانت إسرائيل من أوائل الدول التي اعترفت بها، وأسست إسرائيل سفارتها في باكو عام 1993. 

 تستورد إسرائيل 40٪ من نفطها الخام من أذربيجان وهي أهم مصدر للأسلحة إلى أذربيجان. تشمل صادرات الأسلحة الإسرائيلية إلى أذربيجان الصواريخ وأنظمة الرادار والذخيرة وخاصة الطائرات بدون طيار

فيما أخذت أذربيجان بالنهم من الأسلحة الإسرائيلية حتى أصبحت أحد أكبر أسواقها، فخلال العامين الأخيرين اشترت باكو أسلحة إسرائيلية بقيمة 385 مليون دولار، وفي العام 2016 كانت أذربيجان ثاني أكبر متلق للأسلحة الإسرائيلية، والثالثة في العام 2017.

سرقة معلومات الأرشيف النووي الإيراني

في الفاتح من مايو، وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام شاشة عرض عملاقة، في مؤتمر صحافي بمقر وزارة دفاع الاحتلال يلخص أهم المعلومات التي جاءت في 110 آلاف صفحة من وثائق وصور، زعم أنّها أصلية وخاصة بالأرشيف النووي الإيراني.

بعد أيام من التساؤل حول كيفيّة حصول نتنياهو على هذه الأوراق، تحدّثت تقارير عن استخدام الاستخبارات الإسرائيلية لأذربيجان لسرقة الأرشيف النووي الإيراني، لكن بالرغم من نفي أذربيجان لصحة هذه التقارير؛ إلا أن مصادر إسرائيلية رجحت أن يكون عملاء جهاز الاستخبارات الخارجي الإسرائيلي (الموساد) هم من نقلوا الأرشيف من إيران إلى أذربيجان، ثم إلى إسرائيل.

وسبق أن بيّنت وثيقة نشرت على موقع «ويكيليكس» أن توقيع إسرائيل لصفقات أسلحة بمئات ملايين الدولارات مع أدربيجان يهدف من جراء هذه الصفقات إلى التجسس على إيران من خلال جارتها الشمالية، وضمان وجود قاعدة كبيرة لجهاز «الموساد» تستغل القرب الجغرافي من إيران في إجراء عمليّات تجسس وتنصت ومراقبة داخل الأراضي الإيرانية.

اغتيال هنية

تتجه أصابع الاتهام إلى أذربيجان ربما، وإلى تواطؤ أمريكي لتسهيل حركة إسرائيل في أجواء العراق، أو إلى الأجواء السورية سهلة الحركة نسبيا للاحتلال الإسرائيلي.


استعدادات للرد الإيراني

 

المناورات جاءت بعد أيام قليلة من إجراء البحرية الإيرانية تدريبات في بحر قزوين

أجرت أذربيجان، حليفة إسرائيل الوثيقة، مناورات للدفاع الجوي بعد أيام فقط من إجراء جارتها الجنوبية إيران اختبارات بحرية بالقرب من حدودهما المشتركة.

وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، السبت، على موقعها الإلكتروني، إنه تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك نظام إس-300 بعيد المدى، للتدرب على الدفاع عن المنشآت المهمة ضد هجمات صاروخية "وهمية".

وجاءت المناورات بعد أيام قليلة من إجراء البحرية الإيرانية تدريبات في بحر قزوين، في منطقة قريبة من الحدود مع أذربيجان.

وذكرت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية إن مناورات دفاعية جرت في القاعدة البحرية في مدينة أستارا شمالي البلاد الثلاثاء الماضي.

وقالت الوكالة إن القوات البحرية الإيرانية شملت مهاجمة أهداف افتراضية.

والعلاقات بين البلدين متوترة عادة إذ أن الجمهورية السوفياتية السابقة حليف كبير لتركيا خصم إيران التاريخي، ولإسرائيل عدو طهران اللدود.

علاقات طهران وباكو

وأعيد فتح سفارة أذربيجان في طهران الشهر الماضي، والتي كانت مغلقة منذ يناير 2023 بسبب هجوم دامٍ اقتحم خلاله رجل مبنى السفارة ما أدى إلى مقتل دبلوماسي وإصابة عنصرين من الحرس.

ونددت طهران في حينها بالهجوم مؤكدة أن دوافع المنفذ "شخصية"، إلا أن وزارة الخارجية الأذربيجانية حملت طهران المسؤولية. وأوضح ناطق باسمها ان حملة مناهضة لأذربيجان "شجعت على الهجوم".

وفي أبريل 2023، أعلنت وزارة خارجية أذربيجان أنها أبلغت السفير الإيراني أن أربعة موظفين في السفارة الإيرانية أشخاص غير مرغوب فيهم. وبعد شهر على ذلك، طردت إيران أربعة دبلوماسيين أذربيجانيين.

وتخشى إيران أيضا أن تستخدم أراضي أذربيجان لشن هجوم إسرائيلي محتمل على إيران. وإسرائيل مزود كبير للأسلحة إلى باكو.