المغرب يرتقي في تصنيف إفريقي لجاذبية الاستثمار
في تقرير حديث أنجزته المؤسسة المالية بنك راند ميرشانت (RMB، أكد أن المغرب من الاقتصادات الأكبر في القارة الإفريقية التي نجحت في جذب مستثمرين من جميع أنحاء العالم، مسجلا توفيره “نموذجا قويا وبنية تحتية حديثة”.
وحسب التقرير، الذي وضَع المغرب في المرتبة الخامسة، متقدما بمركز واحد عن تصنيف 2023، بتنقيط إجمالي 0,30 مباشرة بعد كل من جنوب إفريقيا التي جاءت قريبة منه بتنقيط 0.33 ثم مصر الثالثة بـ0.49 نقطة؛ فيما جاءت دول جَزْرية صغيرة في الصدارة (سيشيل الأولى تليها موريشيوس)، فإن الدولة توفر للشركات العالمية الراغبة في الاستثمار بالمملكة “خيارات متعددة ومتنوعة للفرص الاقتصادية”.
تقرير الاستثمار لعام 2024 للبنك الرائد في إفريقيا وصف المغرب بـ”وجهة استثمارية واعدة وجذابة للغاية”، موضحا أن هذا الوصف وراءه عوامل عديدة جذابة؛ أبرزها يتمثل في “الاستقرار الاقتصادي القوي، والتنمية البشرية والاجتماعية الدالة، خاصا بالذكر، في السياق، “التقدم الكبير الحاصل في مجالات الاتصالات والابتكار، فضلا عن “قُرب إستراتيجي من الأسواق الأوروبية”.
وفق النموذج التحليلي الذي اتبعه التقرير، فإن المغرب تبوأ “المركز الخامس بشكل عام”؛ فيما “تضعه النتائج في المراكز الخمسة الأولى من بين 31 دولة تم تحليلها وترتيبها من حيث عوامل الربط (الرقمي) والابتكار، ثم استقرار النقد الأجنبي وكذا السيولة الاقتصادية.
على الرغم من هذا التقدم، فإن التقرير لم يَخلُ من الإشارة إلى أن “الاقتصاد المغربي واجَه بعض التحديات خلال العام الماضي، مع تسجيله نموا اقتصاديا منخفضا مقارنة بسنة قبل ذلك؛ غير أنه عاد للاستدراك بالقول إنه “مع ذلك، فإن مكانة المغرب كبوابة رئيسية للقارة الإفريقية، إلى جانب الإصلاحات الاقتصادية المستمرة، تحافظ على مكانتها كوجهة جذابة للمستثمرين الباحثين يبحثون عن فرص جديدة”.
وسجل التقرير، المعنون بـ”Where to invest in Africa 2024″ والذي طالعت جريدة هسبريس نسخته الكاملة، ضمن أبرز الخلاصات العامة، أن “إفريقيا مجال جغرافي قاري يتميز بتنوع واسع في الأسواق والاقتصادات، مما يجعل من الصعب تطبيق نموذج واحد. ومن خلال فحصه البلدان الإفريقية وفقا لحجمها وجاذبيتها للاستثمار، حَدد التقرير خمسة نماذج استثمارية لعام 2024”.
“قطب عالمي”
جاء المغرب، وفق التقرير، ضمن فئة “القطب العالمي” (Hub mondial)، والتي تشمل الاقتصادات المتقدمة ذات الحضور الدولي القوي، مثل المغرب وموريشيوس؛ فيما مثلت الأسواق منخفضة المؤشرات اقتصاداتٌ صغيرة ذات إمكانات نمو عالية ولكنها تنطوي على مخاطر، مثل رواندا وموزمبيق.
كما تضمنت الفئة الأولى، الموسومة بـ”الرائدة”، اقتصادات كبيرة ومستقرة مع فرص استثمارية متنوعة؛ مثل نيجيريا وجنوب إفريقيا. أما الفئة الثانية، وهي “الاقتصادات الجاهزة للإقلاع الاقتصادي” حسب توصيف مُعدي التقرير، فتشمل سنة 2024 بلدان عالية النمو ومحتملة الابتكار، مثل السنغال وكوت ديفوار. أما الفئة الثالثة فتُركز على الأسواق ذات الإمكانات البشرية العالية، مع تزايد السكان الشباب (مثل كينيا وأوغندا).