خالية من التفاؤل.. بلينكن ينهي زيارته للشرق الأوسط دون وقف إطلاق النار
"إنها لحظة حاسمة، على الأرجح أفضل وربما آخر فرصة لإعادة الرهائن إلى ديارهم والتوصل إلى وقف إطلاق نار ووضع الجميع على طريق أفضل إلى سلام وأمن دائمين"…. هذه كانت كلمات بلينكن عن زيارتة للشرق الأوسط.
وتعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، هي الرابعة خلال ثلاثة أشهر إلى المنطقة والعاشرة منذ بدء عملية طوفان الأقصي في السابع من أكتوبر 2023.
واعتبر الكثير أن الزيارة الأخيرة هي طوق النجاة الأخير لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، لمنع اندلاع صراع إقليمى بالشرق الأوسط وخفض التوتر وطرح رؤية لما بعد حرب غزة.
وأشارت التوقعات أن هذه الزيارة ستكون الحد لفشل الحكومة الإسرائيلية في إدارة الأزمة، وتدفع بالتحرك طبقًا لأسس باتجاه مشهد سياسي يفضي إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإدارة القطاع وفقًا لرؤية فلسطينية موحدة مع الضفة الغربية وإعادة الإعمار بغزة والسير باتجاه آلية سياسية تقود لحل الدولتين، وهي الرؤية التي طرحتها مصر على الأطراف ومتداولة حاليًا.
وأن هذه الزيارة الأمريكية، تحمل في طياتها الأمل الوحيد لانتشال إسرائيل بل والمشهد برمته من هذا المسار المدمر وغير الأخلاقي، والذي يثقل الرأي العام العالمي المتيقظ، ويعيد الرشد تدريجيًا للحكومات الغربية المتواطئة.
والزيارة كانت المدخل الهام لإنجاح حملة الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئاسية، الذي عليه أن يدرك أنه إذا ساهم في حل الأزمة الراهنة، كما فعل الرئيس السابق جيمي كارتر في التوصل لاتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، سيكون هذا هو الرصيد الوحيد الباقي له سواء داخليًا أو خارجياً لنيل الثقة الدولية، وسيساعد حملته الانتخابية لتحقيق أهدافها.
وللمرة الخامسة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة ، بدأ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الاثنين الماضي، زيارته للشرق الأوسط.
وكانت تهدف أولويات الزيارة إلى إرساء هدنة ثانية في وقت تستمر فيه المفاوضات بمشاركة قطرية ومصرية وأميركية وفرنسية، بينما يتواصل القتال في جنوب غزة.
ومن المقرر أن تشمل الزيارة السعودية، التي تمثل محطته الأولى، وإسرائيل ومصر وقطر.
وشدد بلينكن قبل الزيارة على ضرورة "الاستجابة بشكل عاجل إلى الاحتياجات الإنسانية في غزة"، بعدما دقّت مجموعات الإغاثة مرارا ناقوس الخطر حيال التداعيات المدمّرة للحرب التي تقترب من دخول شهرها الخامس، على القطاع المحاصر..
إسرائيل
تأتي زيارة بلينكن في وقت أثارت تصريحات لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة جدلا، وأثارت ردودا عاجلة.
وقال بن غفير لصحيفة وول ستريت جورنال، الأحد، "بدلا من أن يقدم لنا دعمه الكامل، ينشغل (الرئيس الأميركي جو) بايدن في تقديم المساعدات الإنسانية والوقود (لغزة) التي تذهب لحماس".
وجاءت تلك التصريحات في أعقاب فرض واشنطن عقوبات على أربعة مستوطنين في ظل تصاعد العنف ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وقد استقبل الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، الإثنين، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لبحث آخر التطورات الحاصلة في المنطقة.
وقال هرتسوغ: "نشكر الولايات المتحدة في دعمها لإسرائيل خلال الفترة العصيبة، ولدينا حق أصيل في الدفاع عن أنفسنا ضد أي جهة كانت".
وتابع: "لا توجد أي قضية أهم من إعادة الرهائن إلى منازلهم".
من جانبه، قال بلينكن: "هذه الفرصة الأفضل وربما الأخيرة للإفراج عن الرهائن والتوصل لاتفاق، حان الوقت للتوصل لصفقة وتجنب تصعيد الأمور".
وتابع: "لدينا جهود حاسمة لنشر القوات وردع أي هجمات على إسرائيل، على الجميع الموافقة على الصفقة المطروحة بشأن غزة وعدم رفضها".
مصر
اجتمع وزير الخارجية أنتوني ج. بلينكن اليوم بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العلمين، وشكر الوزير بلينكن الرئيس السيسي على شراكة مصر كوسيط في المحادثات لوقف إطلاق النار ولضمان الإفراج عن الرهائن وإتاحة زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة. وشدد الوزير بلينكن أيضا على أهمية مواصلة العمل المشترك لتجنب التصعيد الإقليمي في هذه الفترة الحساسة.
وناقش الطرفان أيضا الجهود المتواصلة لإنهاء الحرب في السودان، كما رحب الوزير بلينكن بمشاركة مصر النشطة في المحادثات في سويسرا. وأشار الجانبان إلى أهمية إتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين السودانيين بدون عوائق.
قطر
أشار وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى أن «كل يوم يمر تزيد معه المخاطر التي يتعرض لها الأسرى وتزداد معاناة أهل غزة بدون مساعدات أو دواء»، مضيفا «نحن متحدون مع قطر ومصر ونعمل بمختلف الطرق لكي لا يكون هناك تصعيد في قطاع غزة».
وقال عقب محادثات في العاصمة القطرية الدوحة: «نحن متحدون بعملنا مع الجهات للتوصل لهذه الصفقة ومصر وقطر تتواصلان مع حماس مباشرة سعيا لإقرار الصفقة»، مشيرا إلى أن «العالم يدعم خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن ومجلس الأمن أيضا ونسعى للحصول على موافقة كل الجهات ونعمل على التفاصيل»، معلنًا: «سمعنا موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على الصفقة وأتمنى أن توافق حماس عليها بدورها».
وأضاف بلينكن «نعمل مع إسرائيل وشركاؤنا المصريون والقطريون يعملون مع حماس سعيا لإقرار الاتفاق والتوافق على تفاصيله.. نحن بحاجة لإنجاز الاتفاق وسنبذل كل جهدنا لإقرار هذه الصفقة».
وادعى أن «الولايات المتحدة لا تقبل أي احتلال إسرائيلي طويل الأمد لقطاع غزة»، موضحا أن «الاتفاق بشأن غزة سيصب في مصلحة إسرائيل وكل الجهات المعنية».
خالية من التفاؤل.. بلينكن ينهى زيارته الأخيرة للشرق الأوسط دون تأمين اتفاق وقف إطلاق النار
اختتم وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن زيارته التاسعة إلى الشرق الأوسط منذ بدء الحرب فى غزة دون إحراز أى تقدم كبير نحو التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، محذرا من أن "الوقت قد حان" لإنهاء الحرب، حتى مع إشارة حركة حماس وإسرائيل إلى أن التحديات لا تزال قائمة.
وجاءت تصريحات بلينكن في ختام مهمته الأخيرة للسلام بين إسرائيل وحماس خالية بشكل ملحوظ من التفاؤل الذي أعرب عنه في وقت سابق، مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل رحلته.
وقال بلينكن- بعد اجتماعات عقدت بكل من مصر وقطر- إنه بسبب قبول إسرائيل اقتراحا لجسر الفجوات ما بين موقف إسرائيل و حماس ، وتحول التركيز إلى بذل كل ما هو ممكن "لإشراك حماس" وضمان موافقة الجانبين على التفاصيل الرئيسية بشأن التنفيذ .
وأضافت أنه لم يتم الكشف سوى عن تفاصيل عن "اقتراح الجسر" - وقال بلينكن إنه "واضح للغاية بشأن الجدول الزمني ومواقع الانسحابات (العسكرية الإسرائيلية) من غزة".
وتأتي زيارة بلينكن للمنطقة في لحظة محفوفة بالمخاطر ووسط ضربات تشنها الولايات المتحدة على الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران في سوريا والعراق واليمن ردا على ضربة بطائرة مسيرة وقعت الأسبوع الماضي في الأردن، أسفرت عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة العشرات.
واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر أسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية.