مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بعد الرفض الياباني.. كيف أشعلت جبهة البوليساريو اجتماع "تيكاد"

نشر
الأمصار

ذكرت القناة التلفزية «ميدي 1»، التي يوجد مقرّها بمدينة طنجة المغربية، أن اليابان التي احتضنت، الأشغال التحضيرية للنسخة التاسعة لقمة «تيكاد» الأفريقية - اليابانية، جدّدت بشكل رسمي عدم اعترافها بـ«البوليساريو».

رفض ياباني لـ"البوليساريو"

وأكّدت القناة في نشرتها الصباحية، أن الوزير المنتدب الياباني في الشؤون الخارجية، فوكازاوا يوواشي، أكّد خلال الجلسة الافتتاحية أن تسلّل «البوليساريو» إلى هذا الاجتماع «لا يغيّر البتة من موقف اليابان»، مشدّداً على أن بلاده لا توجّه الدعوة إلى قمم «تيكاد» إلا للدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

رغم أن طوكيو حددت في وثيقة رسمية من البعثة اليابانية لدى الاتحاد الأفريقي، أُرسلت إلى مفوضية الاتحاد الأفريقي في 19 أغسطس/آب من عام 2022، أن الدول التي تلقت دعوة موقعة من رئيس الوزراء الياباني كيشيدا فوميو والرئيس التونسي قيس سعيد هي فقط الدول التي تلقت دعوة موقعة من رئيس الوزراء الياباني والرئيس التونسي قيس سعيد للمشاركة في أعمال قمة "تيكاد" الثامنة

تسلل البوليساريو لإجتماع “تيكاد”

وشهدت الجلسة الافتتاحية تسلّل أحد عناصر جبهة «البوليساريو» إلى قاعة الاجتماع التحضيري الوزاري للمؤتمر الدولي، الذي شارك فيه كبار المسؤولين في اليابان والبلدان الأفريقية الأعضاء في الأمم المتحدة، علماً بأن وزارة الخارجية اليابانية وجّهت دعوات للمشاركة في الاجتماع الوزاري، حصرياً، إلى البلدان الأفريقية الأعضاء في الأمم المتحدة. ولم تتم دعوة جبهة «البوليساريو»، كما أن القائمة الرسمية للبلدان المشاركة في هذا الاجتماع لا توجد ضمنها «الجمهورية الصحراوية» التي أعلنتها «بوليساريو» عام 1976 من جانب واحد، بدعم من الجزائر وليبيا، كما أنه خلال تنظيم قاعة الاجتماعات لم تعلن اليابان عن مشاركة ممثّلين عن «الجمهورية الصحراوية»، ولم تحتوِ القاعة إلا على لوحات تحمل أسماء البلدان الأفريقية الأعضاء في الأمم المتحدة المدعوة للمؤتمر.

وقالت مصادر دبلوماسية إن عناصر من جبهة «البوليساريو» تسلّلت إلى قاعة الاجتماعات بشارات جزائرية، وبوصفهم أعضاءً في الوفد الجزائري، وآنذاك أخرج عنصر من «البوليساريو» من حقيبته لوحة كتب عليها «الجمهورية الصحراوية»، ووضعها خلسةً على الطاولة.

وأوضح المصدر أن هذه اللوحة المزوّرة كانت مختلفة تماماً عن باقي اللوحات الرسمية، التي جهّزَتها وزارة الخارجية اليابانية، مشيراً إلى أن الهدف من هذا العمل «إعطاء انطباع مضلّل بأن الجمهورية الصحراوية» مشارِكة في هذا الاجتماع، الذي ندّد به بشدة الوفدُ المغربي، وكذلك عدد كبير من المشاركين.

استنكار مغربي

استنكرت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب، الاعتداء السافر الذي تعرض له الوفد الدبلوماسي المغربي خلال الأشغال التحضيرية للنسخة الثامنة لقمة تيكاد الإفريقية اليابانية في طوكيو. ووصفت المنظمة هذا الاعتداء بـ “الهمجي”، مشيرة إلى أن أحد الانفصاليين تسلل إلى قاعة الاجتماعات بجواز سفر دبلوماسي جزائري، وقام برفع يافطة مكتوب عليها اسم الجمهورية الوهمية.

أوضحت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد، أن هذا التصرف أثار احتجاجا شديدا من الوفد المغربي، الذي طالب بإزالة اليافطة فورا، قبل أن تتدخل الخارجية اليابانية، التي أكدت أنها لم توجه أي دعوة رسمية لجبهة البوليساريو، وأعلنت عدم قبولها لمثل هذه التصرفات.

وأعلن البلاغ ذاته تضامنه الكامل مع الوفد الدبلوماسي المغربي، داعيا إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمحاسبة المسؤولين عن هذا الاعتداء.

ليس الحادث الأول

وحدثت أزمة بين المغرب وتونس، عندما استقبل الرئيس التونسي، قيس سعيّد، في 26 من أغسطس/آب، زعيم جبهة البوليساريو في قصر قرطاج، على هامش مشاركته بالدورة الثامنة لمنتدى التعاون الاقتصادي الإفريقي الياباني، الذي استضافته تونس في 27 و28 أغسطس/آب.

ولم يتأخر الرد المغربي على الخطوة التونسية، إذ أعلن المغرب، في نفس اليوم عبر بيان من وزارة الخارجية، عدم مشاركته في أعمال القمة، كذلك استدعاء سفيره في تونس للتشاور.

وجاء في بيان الخارجية المغربية "بعد أن ضاعفت تونس مؤخرا من المواقف والتصرفات السلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا"، جاء السلوك التونسي الأخير "ليؤكد بشكل صارخ هذا التوجه العدائي".

وفي محاولة تونسية للتبرير، أعربت وزارة الخارجية التونسية، في بيان 27 من أغسطس/آب، عن "استغرابها الشديد مما ورد في بيان المملكة المغربية من تحامل غير مقبول على الجمهورية التونسية".

وأكدت الخارجية التونسية أن دعوة زعيم البوليساريو للمشاركة جاءت من جانب الاتحاد الإفريقي. وأضافت أنه "سبق للجمهورية الصحراوية وأن شاركت في الدورة السادسة للتيكاد المنعقدة بنيروبي/كينيا سنة 2016 والدورة السابعة المنعقدة بيوكوهاما /اليابان سنة 2019".


 

وفي السياق، تتجنب الجزائر فرض البوليساريو في قمم الاتحاد الأفريقي مع روسيا والصين والولايات المتحدة وإيطاليا وتركيا وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية. بالمقابل تحاول الجزائر فرض حضور البوليساريو في قمم الشراكة مع اليابان والاتحاد الأوروبي.

وفي اجتماعات جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، قاطعت العديد من الدول العربية القمة بسبب حضور البوليساريو. وقد عقدت آخر دورة لهذا الإطار التعاوني في ديسمبر/كانون الأول من عام 2016 في مالابو بغينيا الاستوائية.