مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

علي الطواب يكتب: مال ملعون أصاب أصحابه ومحبوه بالجنون

نشر
علي الطواب
علي الطواب

هي مجرد قراءة مجتمعية لمشكلات إنسانية بطلها اللهث وراء المال ولا يعلم الكثيرون أنه مال ملعون أصاب أصحابه ومحبوه بالجنون.

 

٢٥ سنة عمر الزهور «ضحية الغدر» نجلاء قتلت على يد صديقتها واثنين من أقاربها بمدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة شمال دلتا النيل.

 

قصة مأساوية تفتح الباب أمام تساؤلات مهمة لابد لنا جميعاً ان نعرفها وهي متعلقة بالأساس بتربية أولادنا وكيف لنا أن نخلي بالنا جدا من أصحابهم ومن هم أهاليهم وكيف لنا أن نزبد الاهتمام بأولادنا وما هي سبل إقناع الجميع انهم الأفضل من الجري وراء الفلوس وأنك تقدم بهم للمجتمع إنسانا سويا وأما صالحة.

 

اعترف وأقول إن المجتمع المصري كله بحاجة لضبط سلوكي وأخلاقي وأيضا أمني وهذه مهمة قومية أتمنى إعلامنا بصوره المختلفة أن يعيره انتباها بشكل يومي بديلا لبعض هذه البرامج التافهة التي لا تثمن ولا تغني.

 

وهنا أتطرق بكل قوة الي سفراء الدين الاسلامي القويم الذين يقفون موقف سيد البشر صلي الله عليه وسلم وأعني

أئمة المساجد أرجوكم خصصوا جزءا من خطبكم للملفات الاجتماعية والسلوكية وعلي وزير الأوقاف محمد مختار جمعة فورا أن يعتمد هذا النهج بدل الخطط التقليدية العادية البعيدة عن خدمة المجتمع والناس وما نعيشه.

 

وإلى السادة ضباط وزارة الداخلية بمديرية أمن البحيرة وشرطة كفر الدوار شكرا جزيلا لكم لسرعة ضبط الجناة

 

ولا يفوتني أن أتوجه الي السادة وكلاء الكليات ووكلاء الجامعات لشؤون المجتمع أنتم تشغلون هذه المناصب واسمها كالتالي وكيل الجامعة أو الكلية لخدمة المجتمع والبيئة وأأسف أن أقول إن المسمي في وادي والعمل والميزانية المرصودة في واد أخري والغريب أن الاسم نفسه في كل الجامعات الرجاء تفعيل وتوصيل الرسالة المنوطة بكم لخدمة المجتمع وانتشاله من حالة الوهن والخمول والضعف.

 

والأمانة تقتضي أن أتوجه الي السادة ضباط الإدارات العامة لمكافحة المخدرات في كل مديريات أمن المحروسة أعانكم الله وسدد خطاكم بضبطكم للمخدرات فأنتم بهذا العمل تؤمنون مجتمعا بأكمله من الضياع لا سيما المخدر الجديد واسمه الشابو المحفز للجهاز العصبي وتحمون أجيالا بعدما ضاعت أجيال ولعلني اقول انني شاهد عيان علي اماكن تنشط فيها تجارة المخدرات ومنها المقابر للأسف الشديد وأتذكر أن مساعدا لمدير أمن احدي مديريات الأمن انتفض كالثعلب حينما ذكرت له هذا واليوم التالي ارسل اربع حملات أمنية مكثفة من أماكن مختلفة وكانت الحصيلة ضبط عائلات بأكملها يعمل أطفالها ورجالها ونساؤها في بيع المخدرات وكانت الجريمة تلبس وتعاطي واتجار.

 

إلى السادة المحترمين المثقفين فعلوا قصور الثقافة بدلا من تلك الجدران الخاوية وكل الشكر لإقليم ثقافة جنوب ووسط الصعيد ومحمد نبيل شعلة العمل الثقافي وكذلك اللواء محمد العباسي في تأمين شباب المحافظات الحدودية تدريبا وتثقفيا بالإضافة إلي دروس الوطنية وحفظ كرامة وهيبة هذا الوطن

 

إلى الكتاب وأهل الفكر من فضلكم خصصوا الأعمدة الرئيسية في مقالاتكم بشكل أسبوعي لقضايا مجتمعية أخلاقية علها تلقي الصدى والقبول.

 

منتجو الدراما التليفزيونية فتشوا عن أسامة انو عكاشة جديد وعن خيري شلبي جديد وعن محمد صفاء عامر جديد وعن إسماعيل عبد الحافظ جديد ومحمد فاضل جديد واسف لبقية الاسماء الأخرى التي سقطت مني سهوا … فهؤلاء بأعمالهم الدرامية تأليفا وإخراجا هندموا سلوكيات اسر مصرية وعظموا دورها وخططوا لإنتاج جيل جديد يتحمل المسؤولية كاملة ومنهم الان رموز قضائية وشرطية وإعلامية اعرفهم واحدا واحدا واعرف أمهاتهم اللائى كن يشجعن ويربين حتي أخرجوا هذه القامات التي ما أن شاهدهم أحد إلا وقال بالعامية المصرية تسلم البطن اللي شالتك…لم لا وهو الإنسان الذي تربي من حلال وعمل بالحلال وكبر بالحلال واتقي الله في عمله لا يقبل قرشا حراما ولا لقمة مجاملة وهم الآن يشار إليهم بالبنان.

 

إنها رسالة مخلصة قبل فوات الأوان..

يا أيها القائمون على الأمر فعلوا ثقافة العقاب والحساب وكل مسؤول عن رعيته ولا تأخذنكم بأحد شفقة أو رحمة تخيلوا معي أن طفلا دون ١٨ عاماً قام بخنق الضحية وقتلها والقانون يقف عاجزا عن عقابه بالإعدام

 

الي كل أب وأم خلوا بالكم من أولادكم عليمات أن تكون صاحبا له وأذهب لأقول كن حبيبا له استمع إليه بقلبك وعقلك والله العظيم ربما يفيدك وينصحك وانت لا تدري

 

الملف شائك وخطير وعلى الجميع أن ينتبه ويأخذ حرصه لأن الطغيان المجتمعي وانعدام الأخلاق أخطر ألف ألف مرة من الإرهاب والقتل …كل شخص فينا يراجع نفسه وتركيبته النفسية ليس عيبا ولا حراما وفعلوا فورا بداخلكم ثقافة الحمد والشكر بدلا من ثقافة النكران والشكوي

 

حمي الله الوطن وبارك شعبه الطيب واعاننا جميعا على تربية أولادنا علي الأقل أن لم يكن أحسن مما تربينا عليه ففرق السرعات المجتمعية والثقافية والأخلاقية إن جاز لي التعبير متفاوتة جدآ والله يرحم ايام زمان حينما كان العيش والملح له قيمة وهناك حرمة لا يجرؤ من تربي من حلال أو عمل شريف أن يقترب منها أو يهينها.. أما الآن المعاني تبدلت والأخلاق تغيرت وأصبح المال هو المسيطر ولا يعلم محبوه أنه مال حرام طالما هانت عليه الاخلاق والتربية والأصل الطيب ..خلوا بالكم من أولادكم حماهم الله