إنتاج ليبيا من النفط يتراجع 400 ألف برميل يومياً
انخفض إنتاج النفط في ليبيا إلى النصف تقريباً هذا الأسبوع مع تقليص عمليات الإنتاج وسط جمود بشأن من يسيطر على البنك المركزي للبلاد.
وتراجع الإنتاج بما لا يقل عن 400 ألف برميل يومياً منذ أن أمرت السلطات في شرق البلاد بوقف جميع أعمال الإنتاج، وفقاً لأشخاص مطلعين على الوضع.
تشمل التخفيضات حقل السرير، الذي تديره شركة "الخليج العربي للنفط"، والذي كان ينتج 145 ألف برميل يومياً وأُغلق الآن. كما انخفض النفط الذي يزود محطة رأس لانوف بما لا يقل عن 130 ألف برميل يومياً.
جاءت خطوة تجميد جميع أعمال الإنتاج والصادرات التي أعلنتها السلطات في شرق البلاد يوم الاثنين رداً على قرار الحكومة المعترف بها دولياً في الغرب باستبدال محافظ البنك المركزي صادق الكبير.
وكان وزير الاستثمار في حكومة الشرق غير المعترف بها دولياً علي السعيدي القايدي قد اقترح إنشاء مصفاة روسية في ليبيا.
وأوضح القايدي، في تصريحات سابقة لصحيفة نوفوستي الروسية أن "روسيا تمتلك الكثير من النفط الخام، لكن إمداداتها الآن صعبة بسبب العقوبات والحظر، هذا الأمر من الممكن أن تساهم في حله مصفاة تنشأ في ليبيا وينقل النفط الخام إليها ومن ثم بيع المشتقات النفطية".
وأضاف أن الشركة الروسية يمكنها أيضاً استخدام النفط الموجود في ليبيا لتكريره ومعالجته، قائلًا: "لدينا احتياطيات لا تصدق"، معرباً عن أمله أن يتم الاتفاق.
وصرح بأنه وجه دعوة للشركات الروسية للاستثمار في بلاده، مؤكدًا أن الأبواب مفتوحة أمام هذه الشركات للمشاركة في مشاريع في مختلف القطاعات.
لا حاجة إلى مصفاة جديدة
وفي هذا السياق، يقول الخبير النفطي حسين الصديق، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن روسيا تسعى إلى مشروعات اقتصادية جديدة لبسط نفوذها الاقتصادي مع وجودها العسكري.
وأضاف الخبير النفطي حسين الصديق، أن ليبيا ليست بحاحة إلى مصفاة جديدة شرقي البلاد، وأن مؤسسة النفط الليبية هى الجهة المعنية بإنشاء المصافي، ولديها مشروع مصفاة الجنوب الذي تأخر كثيرًا في التنفيذ منذ عشر سنوات.
ومن جانبه، أكد المحلل الاقتصادي محمد الشيباني، أن التوسع الاقتصادي لنشاط الشركات الروسية في ليبيا سوف تكون له تأثيرات ليست لصالح الدولة الليبية في ظل الصراع الروسي الغربي على ليبيا.
وأضاف الشيباني لـ"العربي الجديد": لا يقتصر انخراط روسيا في ليبيا على المجال الاقتصادي، بل هناك تحرك عسكري أيضا.
وقال المحلل الاقتصادي محمد الشيباني: المطلوب رفع معدلات الإنتاج في البلاد لتحسين إيرادات النقد الأجنبي والمساهمة في استثمارات تسهم في تحقيق إضافة اقتصادية بعيداً عن الصراع الجيوسياسي بين الغرب وروسيا.