المغرب وألمانيا.. "تقارب عسكري" حليفًا رئيسيًا مقربا في إفريقيا
عبر سفير ألمانيا في الرباط بمملكة المغرب، عن أمله في قرب توقيع اتفاقية عسكرية مشتركة بين بلاده والمغرب، من شأنها أن تكون بوابة نحو تعاون استراتيجي في مجال الدفاع العسكري بين البلدين.
وأوضح سفير ألمانيا في الرباط بمملكة المغرب، وفق مانقله موقع «الدفاع العربي» المتخصص في المجال العسكري، أن أحد أهداف ألمانيا في الوقت الحالي، هو أن تصبح مملكة المغرب حليفا رئيسيا مقربا لألمانيا في منطقة شمال إفريقيا وإفريقيا.
الاتفاقية المقترحة والتي توجد موضع الدراسة، من شأنها، ليس فقط أن تفتح الباب أمام المملكة، للتزود بالأسلحة الألمانية، بل أيضا أن تكون بوابة لاستقبال الشركات الدفاعية الألمانية المصنعة للأسلحة، من أجل الاستقرار بالمملكة.
وتأتي هذه الدعوة التي عبر عنها السفير الألماني في الرباط، في سياق سعي ألماني حثيث لتوقيع اتفاقية دفاع مشتركة مع المغرب، حيث كان وزير الدفاع الألماني المنتدب، قد زار المغرب مطلع مارس الماضي، وعقد لقاءات مع كل من عبد اللطيف لوديي، وزير الدفاع الوطني المنتدب لدى رئيس الحكومة، ومحمد بريد، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، بغرض إعادة إطلاق التعاون العسكري بين البلدين، بعد تأثره زمن التوتر السياسي بين الرباط وبون.
ووفق البلاغ الذي صدر عقب هذه المباحثات، فقد ناقش الطرفان المغربي والألماني، مواضيع ذات الاهتمام المشترك، من قبيل ملفات الهجرة غير الشرعية، ومكافحة الإرهاب، والجريمة العابرة للحدود..
لكن اللقاء كان أيضا مناسبة لطرح الوزير الألماني رغبة بلاده في إعادة إطلاق التعاون الثنائي، من خلال إبرام اتفاقية تعاون عسكري، واتفاقيات محددة في مجال الدفاع وحماية المعلومات السرية، حيث تم الإعلان عن رغبة الطرفين في تعزيز فرص هذا التعاون العسكري الثنائي على أساس الثقة والاحترام المتبادل، واستكشاف فرص جديدة للتعاون، لاسيما في مجال التدريب والدفاع السيبراني وفي صناعة الدفاع.
إعادة تعزيز ألمانيا لقوتها العسكرية
وتأتي هذه الرغبة الألمانية الملحة، بعد إقدام ألمانيا، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، لإعادة تعزيز ألمانيا لقوتها العسكرية، بعد أن كانت قد أجبرت إبان هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، على تقليص عدد جيشها، ومنعت من إعادة تسليحة إو إعادة التصنيع العسكري.
وبدأت ألمانيا بناء جيشها، حيث استغلت التهديد الروسي، للعودة بقوة لعالم التصنيع العسكري، ويرى متتبعون أنها تسعى من خلال تعاونها مع المغرب، لاقتحام السوق الإفريقية، في ظل القناعة القائمة بكون المملكة تشكل بوابة حقيقة نحو دول القارة، وأيضا استغلال انفتاح المغرب مؤخرا على خلق صناعة عسكرية، بدأت ملامحها تتجسد يوما بعد يوم، على أرض الواقع.
وينظر لهذا التعاون المرتقب، أن يكون مربحا للبلدين، باعتبار أن ألمانيا، تحتاج لبوابة لها نحو أسواق جديدة خاصة في إفريقيا، وأيضا سيكون مربحا للمملكة، من أجل تعزيز صناعتها العسكرية، والتي أضحت تحضى بالاهتمام، خاصة من قبل أمريكا، وحاليا ألمانيا، الرائدة في عالم التصنيع.