تطور العلاقات "التركية - المصرية" على مدار 11 عاماً
في أول زيارة له إلى تركيا منذ توليه الحكم، يتوجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة أنقرة، اليوم، في زيارة رسمية.
بعد قطيعة لأكثر من 11 عاماً
تعد زيارة السيسي اليوم على درجة كبيرة من الأهمية في مسار تطوير العلاقات الدبلوماسية التركية المصرية، وذلك بعد أن مرت بفترة من البرودة بين الجانبين.
خاصًة بعد إطاحة الرغبة المصرية، بأول رئيس مصري منتخب “من الأخوان”، محمد مرسي، في 3 يوليو 2013، وخلفه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإرداة مصرية.
أدى ذلك إلى غضب تركيا، التي كانت تربطها علاقات وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين في ذلك الوقت، وإحُبطت رغبتها في تطوير علاقات شاملة مع مرسي.
وفي تلك السنوات، عندما كانت العلاقات بين البلدين “تركيا ومصر” في أشد حالاتها صعوبة وانقطع الاتصال الدبلوماسي تماماً
كان الزلزل الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير 2023 من أهم نقاط التحول في هذه العملية. إذ شاركت مصر إرسال مساعدات إنسانية إلى تركيا إضافة لدول أخرى، وجاء وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا لفحص الأماكن المتضررة من الزلزال وتنسيق المساعدات.
يشار إلى أن التطور الذي عزز الحوار التركي المصري هو الحرب التي اندلعت بعد أن شنت حماس هجمات على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وتحدث وزير الخارجية هاكان فيدان، الذي زار القاهرة عدة مرات خلال هذه الفترة، بتقدير عن جهود الإدارة المصرية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة ومساعي وقف إطلاق النار.
اللقاء الخامس بينهما.. تاريخ اجتماعات السيسي وأردوغان منذ 12 عاما
لقاءات السيسي وأردوغان
أول لقاء بين السيسي وأردوغان بعد تطبيع العلاقات، كان في افتتاح مونديال قطر في نوفمبر 2022.
اللقاء الثاني كان في الهند على هامش قمة العشرين سبتمبر 2023.
اللقاء الثالث كان في نوفمبر 2023 في الرياض، على هامش القمة المشتركة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي والدول العربية.
اللقاء الرابع في فبراير 2024 حينما زار أردوغان مصر.
اللقاء الخامس اليوم 4 سبتمبر 2024، بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الأراضي التركية.
ويمثل لقاء أردوغان والسيسي نقطة تحول تاريخية أخرى في العلاقات التركية المصرية بعد زيارة الأول للقاهرة في فبراير الماضي.
ومن المقرر أن يوقع الجانبان بعد الاجتماعات عددا من الاتفاقيات لتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري فضلا عن الطاقة والنقل والسياحة والتعليم والثقافة.
بيان الرئاسة التركية حول الزيارة الحالية
ووفقا لما ذكره مكتب الاتصال بالرئاسة التركية، فأنه "سيتم استعراض العلاقات التركية المصرية في جميع جوانبها ومناقشة الخطوات المشتركة الممكنة في الفترة المقبلة لمواصلة تطوير التعاون".
وأضاف بيان الرئاسة التركية "بالإضافة إلى العلاقات الثنائية، سيجري تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والعالمية الراهنة، وخاصة الهجمات الإسرائيلية على غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة".
بيان الرئاسة المصرية حول الزيارة الحالية
وفي بيان صادر عن الرئاسة المصرية، أوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة أن زيارة السيسي لتركيا تمثل محطة جديدة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين، وللبناء على زيارة الرئيس أردوغان التاريخية لمصر في فبراير الماضي، وتأسيساً لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، سواء ثنائياً أو على مستوى الإقليم، الذي يشهد تحديات جمة تتطلب التشاور والتنسيق بين البلدين.
وأضاف أنه من المنتظر أن تشهد الزيارة مباحثات معمقة للسيسي مع أردوغان، إضافة إلى رئاسة الرئيسين للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين مصر وتركيا، الذي من المقرر أن يتناول سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل الرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة وإنهاء المأساة الإنسانية بالقطاع، وخفض التصعيد في الشرق الأوسط. كما سيشهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين حكومتي الدولتين في مختلف مجالات التعاون.
التبادل التجاري بين مصر وتركيا
خلال زيارته إلى القاهرة في فبراير الماضي، تعهد الرئيس السيسي ونظيره التركي بزيادة حجم التجارة من 10 مليارات دولار حاليا إلى 15 مليار دولار في غضون خمس سنوات ومن المتوقع أن يعلنا عن هدفهما والتزامهما بالوصول إليه.
وقالت «وكالة الأناضول» التركية، إن السيسي سيقوم بزيارة رسمية إلى أنقرة، اليوم الأربعاء، حيث من المقرر توقيع نحو 20 اتفاقية في مجالات الدفاع والطاقة والسياحة والصحة والتعليم والثقافة، في اجتماع «مجلس التعاون الاستراتيجي» رفيع المستوى بين البلدين، بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان مع نظيره المصري.
كما يتضمن جدول الأعمال تنفيذ مشروعات مشتركة في الصناعات الدفاعية مع مصر، التي قامت باستثمارات كبيرة بهذا القطاع.
ومن المقرر تطوير التعاون في مجال الطاقة، ما يوفر فرصا للبلدين، لا سيما في مجالات الغاز الطبيعي المسال والطاقة النووية والمتجددة، وفقا للوكالة التركية.
"مصر وتركيا" 5 أرقام ترسم ملامح شراكة اقتصادية شاملة وفرص واعدة:
- زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التاريخية إلى تركيا تمثل محطة جديدة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين تأسيساً لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين سواء ثنائياً أو على مستوى الإقليم.
- 10 مليارات دولار معدل التجارة البينية بين مصر وتركيا خلال عام 2023.
- 7.1 مليار دولار معدلات التجارة البينية خلال عام 2022 منذ دخول اتفاقية التجارة الحرة حيز التنفيذ.
- مصر أكبر شريك تجاري لتركيا في القارة الإفريقية خلال 2023 بقيمة 2 مليار و943 مليون دولار.
- تخطى إجمالى الاستثمارات التركية بمصر لمبلغ 2.5 مليار دولار.
- السنوات الـ5 القادمة استهداف النهوض بحجم التجارة الثنائية من 10 مليارات دولار إلى 20 مليار دولار.