مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الجيش الأمريكي يستعد لاحتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة

نشر
الأمصار

تستمر الأوضاع المتأزمة في قطاع غزة، في ظل محاولات دولية لتهدئة الأوضاع بين إسرائيل وحماس.

 وبينما تبذل جهودًا دبلوماسية لتحقيق وقف إطلاق النار، أفادت تقارير بأن الجيش الأمريكي يستعد لاحتمال فشل هذه المحادثات، ما قد يؤدي إلى تصعيد الصراع في المنطقة بأسرها.

التحضير للأسوأ

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، حذر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال سي كيو براون، من احتمالية انهيار المفاوضات، مؤكدًا أن الجيش الأمريكي يدرس كافة السيناريوهات الممكنة. يأتي هذا في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن فشل المفاوضات قد يؤدي إلى صراع إقليمي واسع النطاق.

قال براون للصحيفة: "أفكر في ما سيحدث إذا توقفت المحادثات تمامًا، وكيف سيتأثر التوتر في المنطقة وما الذي نحتاج إلى الاستعداد له". 

كما أشار إلى أن السيناريو الأسوأ قد يدفع الفاعلين الإقليميين إلى تكثيف أنشطتهم العسكرية، ما قد يؤدي إلى حسابات خاطئة تُشعل نيران صراع إقليمي أكبر.

تفاؤل أمريكي مقابل تحفظ إسرائيلي

على الرغم من تصريحات براون، لا تزال الولايات المتحدة تعبر عن تفاؤلها بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق. 

ووفقًا لتقرير "فايننشال تايمز"، فإن إدارة الرئيس جو بايدن تعتقد أن استمرار المفاوضات هو الحل الأمثل لتخفيف حدة التوتر في المنطقة وتجنب صراع أكبر.

من جانب آخر، صرح مسؤولون أمريكيون للصحيفة بأن 90% من المحادثات قد تم التوصل إليها، إلا أن القضايا الصعبة لا تزال عالقة. وعلى الرغم من هذا التفاؤل، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قلل من شأن التقدم في المحادثات، معبرًا عن تحفظه تجاه الوصول إلى حل سريع.

التداعيات الإقليمية لفشل المحادثات

إذا فشلت المحادثات، قد يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل تعقيد الأوضاع في الضفة الغربية التي تواجه ضغوطًا عسكرية وسياسية.

 وأشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن إسرائيل تتبنى سياسة جديدة في الضفة الغربية تعتمد على تكثيف الهجمات العسكرية وتحويل المنطقة إلى ساحة صراع مشابهة لغزة.

تقول الصحيفة إن "إسرائيل تسعى إلى تقييد حركة الفلسطينيين بشكل أكبر، وإلغاء تصاريح العمل وتقليل التنقل بين المدن، ما يزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية". وتضيف أن الوضع قد يدفع الفلسطينيين إلى اليأس ويعزز خيار اللجوء إلى السلاح كوسيلة لمقاومة هذه السياسات.

هل تتصاعد الأوضاع إلى حرب إقليمية؟

مع استمرار العمليات العسكرية في غزة، تبقى الأنظار متجهة نحو الأردن، الذي حذر وزير خارجيته أيمن الصفدي من أي محاولات لتهجير الفلسطينيين نحو الأراضي الأردنية، معتبرًا ذلك بمثابة إعلان حرب. تأتي هذه التصريحات في وقت يزداد فيه الحديث عن نوايا إسرائيل لضم أجزاء من الضفة الغربية واستبعاد السلطة الفلسطينية من أي مفاوضات مستقبلية حول غزة.

خطر توسع الصراع

تزايد العنف في الضفة الغربية، والذي يُعزى جزئيًا إلى تكثيف الهجمات من المستوطنين المدعومين من الجيش الإسرائيلي، يعزز المخاوف من تصعيد أكبر قد يشمل دول الجوار.

 ورغم الجهود الدولية لتهدئة الوضع، فإن الديناميكيات على الأرض تشير إلى احتمالية استمرار التصعيد لفترة أطول.

في الوقت الذي تشدد فيه الولايات المتحدة على أهمية الوصول إلى وقف إطلاق النار، يتساءل كثيرون حول مدى إمكانية نجاح هذه الجهود في ظل تعنت الأطراف المعنية واستمرار العمليات العسكرية.

مع استمرار الوضع المعقد في غزة، يبقى السؤال الأساسي: هل ستنجح الجهود الدبلوماسية في تحقيق تهدئة دائمة؟ أم أن المنطقة مقبلة على تصعيد جديد قد يؤدي إلى نزاع إقليمي شامل؟

في ظل هذه التطورات المتسارعة، يتضح أن الحلول السياسية قد تكون بعيدة المنال، ما يعني أن المنطقة قد تواجه صيفًا آخر مليئًا بالتوترات والمواجهات العسكرية.