مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

د. تحسين الشيخلي يكتب: «سائح في عالم أسفيري»

نشر
د. تحسين الشيخلي
د. تحسين الشيخلي

العالم الأسفيري أو الفضاء المعلوماتي عالم شاسع لا تحده حدود، نسافر فيه من غير جوازات سفر أو فيزا أو منع أو رفض أو قبول، لن تجد ضابط جوازات أو مراقب حدود ينظر شزرا لك أو مع ابتسامة ويقرر أن تدخل أم لا ، عالم مفتوح، بأمكانك أن تتسكع مثلاً في أزقة النازيين الجدد في أوروبا، أو أن تتحدث مع منتجي التبغ في كوبا، أو أن تحادث رجلا وحيدا يكتب يوميات أو شخابيط و ربما تخريفات ينتظمها الضجر والرتابة، أو إمرأة تصف للعالم رؤيتها عن العالم من داخل غرفتها الخاصة في تكساس ، أو صبيا مشاكسا من بغداد المحترقة، يمكنك أن تتسوق، أن تحتج على الطقس خارج نافذتك ، أن تدخل إلى دار العجزة في شمال إيرلندا، وبيوت الشباب في جنوب أفريقيا، أو أن تزور طلبة الثانوية في جنوب أمريكا، أو أن تحادث محبي الطيور في آسيا، أو المسافرين الذين يجوبون العالم على دراجاتهم... أو تزور سوق الجمعة للطيور في سوق غزل بغداد وأنت في لندن.

يجب أن لا ننسى أن العالم الأسفيري الذي نجوب الآن في إحدى حواريه الصغيرة أوسع من ضيق رؤانا وأرحب من تمنياتنا الشخصية.

الكتابة في هذه المساحات الجديدة التي نرتادها الآن، هي نوع جديد من الـ( Life Style )، طريقة جديدة في ممارسة الحياة، في هذا الفضاء، نتنفس، نتكلم، نسافر، نمارس اللعب، نمارس العمل، نمارس النضال السياسي ، نلتقي في الأزقة، نزور المواخير، ودور السينما، نتعذب من الوحدة، نعاني من برد الإنتظار، نتحاور، نختفي، نعود، نحب ونكره، إلخ.

إننا نمارس كل هذه الحالات الإنسانية داخل هذه المساحات الجديدة التي أتاحها لنا الفضاء الأسفيري... ونحن، جميعا، نمارس حياتنا الجديدة  داخل فضاءات التواصل الاجتماعي عبر وسيلة قديمة معروفة منذ عهد السومريين أجدادنا، هي (الكتابة) كما عرفناها... ولأن الفضاءات الجديدة تتيح لنا كل الوسائل التي نعرفها في عالمنا القديم، تأتي الصور وتأتي تقنيات الصوت هي الأخرى لتنضم الى أدوات الحياة الجديدة، وإلى أدوات التعبير، التعبير بمعناه الواسع، من حيث أنه حياة كاملة تمارس وتتشكل. سياحة غير مكلفة، غنية بمعلوماتها و معارفها، رخيصة في كلفتها .. كل ما تحتاجه، لغة وأخلاق !!!!.