مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

من السجن إلى القصر.. «جغرافيا» انتخابات تونس أكثر إثارة من دعايتها

نشر
الأمصار

بعد يومين من انطلاق فترة الدعاية للانتخابات الرئاسية في تونس المقررة لها الشهر المقبل يبدو المشهد غائما.

رئيس تونس المنتهية ولايته قيس سعيد لم يعلن بعد عن برنامجه الانتخابي، فيما شدد منافسه زهير المغزاوي، على أن "صناديق الاقتراع هي السبيل الوحيد للتغيير"، في ظل محاولات إخوانية لإثارة الشارع قبل الاستحقاق المرتقب، ومن محبسه خاطب المرشح الرئاسي العياشي زمال رئيس حركة "عازمون" الناخبين، في تجربة جديدة على الساحة التونسية، مؤكدا "قدرتهم على التغيير".

جغرافيا الانتخابات التونسية من القصر إلى السجن كانت أكثر إثارة من البداية الخافتة للحملات الدعائية، لكن المحلل السياسي التونسي عبد المجيد العدواني توقع أن ستشهد خلال الأيام القادمة ارتفاعا في نسقها وأنشطتها، رغم اعترافه ببداية وصفها بـ"الباهتة".

وأكد المحلل السياسي التونسي عبد المجيد العدواني، أن الحملة الانتخابية الرئاسية سيتم خلالها الإطلاع على برامج المترشحين ووعودهم الانتخابية وذلك من خلال الأنشطة الميدانية التي سيقوم بها المترشحون.

وأشار إلى أن" المناظرات بين المرشحين سيمنحهم إمكانية عرض برامجهم خاصة وأنه وسبق لبلادنا أن اعتمدته سابقا لكن مع وجود مرشح بالسجن لن نشهد مناظرات إلا بين مرشحين اثنين فقط".

مشروع وطني اجتماعي

من جانبه، دعا المرشح للانتخابات الرئاسية التونسية زهير المغزاوي، الأمين العام لحركة الشعب (قومي ناصري) الناخبين إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع والتصويت بكثافة للقضاء على ما قال إنه "العبث وسنوات الضياع" والانطلاق في بناء تونس أخرى جديدة.
وفي تصريحات صحفية، تعهد المغزاوي بـ"حلحلة ملف التشغيل وتسوية وضعيات العمل الهش في بلاده ومن ببنها أوضاع الأساتذة والمعلمين النواب، وكذلك تدعيم البنية التحتية وفك العزلة عن المناطق الداخلية التي تعاني التهميش".

المغزاوي الذي اتخذ شعار حملته الانتخابية "تونس أخرى ممكنة"، قال أيضا إن صناديق الاقتراع هي السبيل الوحيد للتغيير نحو تحقيق دولة القانون وضمان الكرامة الوطنية وإعلاء السيادة الشعبية وتكافُؤ الفرص بين مختلف الشرائح المجتمعية وبين مختلف مناطق البلاد من شمالها إلى جنوبها.

وشدد على أن الانتخابات الرئاسية تمثل فرصة للقطع مع الفشل في تسيير شؤون الدولة، قائلا إن هناك فرصة للتغيير رغم الصعوبات التي مرت بها البلاد.

وأكد أن مشروعه الانتخابي يقوم على تنفيذ مشروع وطني اجتماعي يعطي الأهمية الكبرى للحقوق والحريات ويُعيد مشاغل المواطنين إلى صدارة اهتمامات القرار السياسي لمؤسسة الرئاسة.

وبين المغزاوي أن برنامجه الانتخابي يتضمن أيضا عديد النقاط أهمها التركيز على التنمية في الجهات وتشغيل الشباب والنهوض بالقطاع الصحي والزراعي وتقليص كل الصعوبات التي تعترض المستثمرين وإصلاح المنظومة التربوية والارتقاء بها والتركيز على مشكلة الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب.

رسالة من داخل السجن

ومن محبسه، قال العياشي زمال المترشح للانتخابات الرئاسية، إنه "ما زال أمام التونسيين فرصة لتغيير أوضاع البلاد نحو الأفضل بطي صفحة الماضي والعمل على بناء صفحة جديدة وصفها بصفحة الأمل"، وفق ما جاء في فيديو منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وتعهد العياشي زمال بالعمل على بناء مستقبل أفضل للتونسيين بمختلف فئاتهم الاجتماعية، وتوفير مناخ عيش كريم لهم. كما تعهّد بمكافحة البطالة ورد الاعتبار للقطاع الفلاحي وتوفير مستشفيات تضمن العلاج للجميع وتطوير الإدارة ورقمنتها وتجاوز الأزمة الاقتصادية والتداين المشط، على حد تعبيره.

وجاءت رسالة زمال أنه "ربما استطاعوا أن يمنعوا صوتي (..) ولكن لن يستطيعوا أبدا أن يمنعوا أصوات إرادة التغيير التي انطلقت ولن تتوقف.. (..) شاركونا وكونوا جزءا من التغيير".

وأودع اليعاشي زمال السجن بأمر من النيابة العامة في البلاد في 6 سبتمبر الجاري للتحقيق معه بتهمة تزوير التزكيات المطلوبة للترشح للانتخابات الرئاسية.

ووفق هيئة الدفاع عن زمال، فإنه يواجه 25 قضية متعلقة بتزوير التزكيات الشعبية.

ويشترط على الراغبين في الترشح للانتخابات الرئاسية جمع 10 تزكيات من نواب بالبرلمان، أو 40 تزكية من رؤساء المجالس المحلية أو الجهوية أو البلدية، أو 10 آلاف تزكية من مواطنين في 10 دوائر انتخابية.

ناخب تونسي يدلي بصوته في انتخابات سابقة - أرشيفية

قيس سعيد يتعهد

ورغم عدم إعلانه بعد عن برنامجه الانتخابي، إلا أ، حملة الرئيس قيس سعيد الذي يقود بلاده منذ انتخابه في أكتوبر/تشرين الأول 2019، أطلقت حملته بيانها الانتخابي الأول، مؤكده من خلاله أنه لن يتردد في إعادة المرافق العمومية المتعلقة بالصحة والتعليم والتنقل والضمان الاجتماعي وغيرها، معتبرا أنه آن الأوان لبناء الاقتصاد الوطني وإعادة بناء المؤسسات العمومية بعد تطهيرها، ووضع تشريعات جديدة تستعيد بواسطتها الدولة دورها الاجتماعي.

ودعا سعيد شعبه إلى الاختيار بكل حرية لمواصلة مسيرة النضال والكفاح من أجل التحرير الكامل للوطن، وتحقيق مسيرة البناء والتشييد، تشييد ما اختاره وأراده الشعب.

أكثر من 9 ملايين ناخب

وقالت نجلاء عبروقي، عضو مجلس هيئة الانتخابات في تونس، إن الفترة الرسمية للحملة الانتخابية بدأت في عموم محافظات البلاد السبت على أن تنتهي وفق الرزنامة المحددة عند منتصف ليل يوم 4 أكتوبر المقبل.

وأكدت أن هذه الحملة سيراقبها على الميدان ألف موظف جرى انتدابهم لهذا الغرض.

وأوضحت أنه يبلغ عدد الناخبين التونسيين المسجلين نحو 9 ملايين ناخب.

وبخصوص عدد مراكز الاقتراع، أكدت العبروقي أن عددها 5017 مركزا، فيما يبلغ عدد المكاتب 9760 في الداخل فيما ستجرى الانتخابات في الخارج في 363 كزا بـ48 دولة.

ضوابط وقواعد تنظيم الحملات الانتخابية

ووفق قرار الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات فإن الانتخابات في تونس تجرى ضوابط وقواعد منظمة وهي:

- تلغي الهيئة نتائج الفائزين بصفة كلية أو جزئية بمقتضى قرار معلل إذا تبيّن لها أن مخالفتهم لقواعد الفترة الانتخابيّة وتمويلها أثّرت على نتائج الانتخابات بصفة جوهرية وحاسمة، كما ويترتب عن مخالفة استعمال علم الجمهوريّة التونسيّة أو شعارها في المعلقات الانتخابية غرامة مالية من خمسمائة دينار إلى ألف دينار، طبق الفصل 150 من القانون الانتخابي.

كما ويترتب عن مخالفة تعليق المعلقات الانتخابية خارج الأماكن المخصّصة لها أو إزالة الملصقات أو تمزيقها أو تغطيتها أو تشويهها أو جعل قراءتها غير ممكنة بأية طريقة كانت أو بشكل يؤول إلى تغيير محتواها دفع غرامة مالية من خمسمائة دينار إلى ألف دينار.

وتأتي مخالفة الإعلان عن تخصيص رقم هاتف مجاني بوسائل الإعلام أو موزع صوتي لمترشّح أو قائمة مترشّحة أو حزب غرامة قدرها 3 آلاف دينار، كما توقع غرامة على توزيع وثائق أو نشر شعارات أو خطابات متعلقة بالدعاية الانتخابية بالإدارة والمؤسسات والمنشآت العمومية والمؤسّسات الخاصّة غير المفتوحة للعموم وقيمتها ألفين إلى خمسة آلاف دينار.

وتحضر الهيئة الدعاية الانتخابية بمختلف أشكالها بالمؤسسات التربوية والجامعية والتكوينية وبِدُور العبادة والتي تقع تقود صاحبها لغرامه مالية قدرها من ألفين إلى خمسة آلاف دينار.

وانطلقت السبت الماضي حملة الدعاية الانتخابية الخاصة بالانتخابات الرئاسية، داخل تونس والتي من المقرر أن تستمر 21 يوما، والتي يتنافس عليها 3 مرشحين، هم الرئيس الحالي المنتهية ولايته قيس سعيد، ورئيس حركة عازمون العياشي زمال الذي يقبع حاليا في السجن، ورئيس حركة الشعب زهير المغزاوي.