مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الرئيس الجزائري يتعهد بفتح حوار وطني ومواصلة تحدي بناء الجزائر الجديدة

نشر
الأمصار

ألقى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء  خطاب التنصيب بقصر الأمم بالعاصمة الجزائرية، بعد تأديته اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية لعهدة ثانية، قدّم فيه الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة من رئاسته وأعلن عن فتح حوار وطني مع كل الطاقات الحية في البلاد .

 “أواصل حمل الأمانة بتفويض وثقة من الشعب في مرحلة حساسة”

وأكد الرئيس الجزائري أنه يستمر في حمل الأمانة بتفويض وثقة ووفاء الشعب وإخلاص للوطن  في مرحلة  حساسة؛ لما يميزها من تحديات على المستويين الداخلي والخارجي والإقليمي والدولي، وقال إن ” تلك الأمانة والعهد يدعوان إلى شحذ العزائم وحشد القدرات لتعزيز رصيد الإنجازات والمكاسب التي حققناها في العهدة الأولى، وهي واضحة لا يخفيها نكران ولا يحجبها تدليس”.

وعبّر الرئيس عبد المجيد تبون عن اعتزازه ومباهاته بوعي الشعب، وقال “إننا نعتز ونفاخر بوعي شعبنا العظيم ونضج طلائعه من شبابنا الطموح” ، مضيفا  “رفعنا تحدي الانتقال بالجزائر المخدوعة والمنهكة من أجواء اليأس والإحباط وحالة انهيار الثقة في رموز الدولة ومؤسساتها واستشراء الفساد ونهب المال العام إلى جزائرَ جديدة ينتعش فيها الأمل ونستعيد فيها الهيبة بصدق القول المتبوع بالعمل مقرونا بتجسيد الالتزامات الـ  54 التي تعهدنا بها أمام الشعب”.


حوار وطني للتخطيط لمسيرة تجسيد الديمقراطية الحقّة

وفي خطاب التنصيب، أعلن الرئيس عبد المجيد تبون أنه “خلال  العهدة الثانية – وفي ظروف تسمح لنا بذلك – سنقوم باتصالات كثيفة واستشارات مع كل الطاقات الحية للوطن السياسية والاقتصادية والشبانية للدخول في حوار وطني مفتوح، لنخطط معا للمسيرة التي ستنتهجها بلادنا لتجسيد الديمقراطية الحقة وليس ديمقراطية الشعارات” .

450 ألف منصب شغل وتحويل الجزائر إلى بلد مصنّع

قال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إن مسارات التنمية الاقتصادية والترقية الاجتماعية انطلقت في الجزائر رغم طبيعة الظروف الاستثنائية خاصة بعد جائحة كورونا، حيث أصبحت المشاريع الإستراتيجية بارزة والجزائر تتطلع  إلى تحقيق المزيد، وقال “أينما ولَّينا وجوهنا في 2024 وقعت عيوننا على مشاريع منجزة وورشات مفتوحة في السكن والثقافة والرياضة والترقية الاجتماعية، منها  المشاريع العملاقة في القطاع المَنجمي وإنتاج الحديد الخام والفوسفات والزنك في غارا جبيلات وتبسة “.

 وأعلن عن مشروع مد السكة الحديدية من شمال البلاد إلى أقصى جنوبها بتمنراست لبعث الحياة في المناطق غير المأهولة”.

وأشار الرئيس الجزائري إلى ما تم تسجيله من طفرات في الإنتاج الفلاحي بمعايير مدروسة وعالمية لتقليص الاستيراد، متعهدا بالوصول نهاية 2025 إلى الاكتفاء الذاتي الكامل في القمح الصلب وبلوغ الاكتفاء الذاتي دون استراد للشعير والذرة في 2026، مع توسيع المساحات المسقية لحوالي مليون هكتار مسقي جديد.


وتعهد الرئيس عبد المجيد تبون، في خطابه اليوم في بداية عهدته الرئاسية الثانية، بخلق 450 ألف منصب شغل للشباب ورفع عدد الشركات الناشئة من 8 آلاف إلى 20 ألف نهاية العهدة ومثلها للمقاول الذاتي.


وتحدث الرئيس الجزائري عن ارتفاع حجم الاستثمارات في الجزائر بفضل الاستقرار والثقة والإمكانات المالية التي تتوفر عليها البلاد وجاذبيتها  الملموسة إلى ما يقارب 9 آلاف مشروع استثمار، سيرفع  نسبة التنمية إلى 4 في المائة وتخلق مناصب شغل وتدر الثروة.

وقال الرئيس إن نسبة مساهمة الصناعة في الدخل القومي الخام كانت تُراوح  3.5 في المائة يعني “صحراء صناعية”، متعهدا برفع النسبة من 5  إلى 12 في المائة .


كما تعهد الرئيس عبد المجيد تبون بمواصلة العمل على مخطط توفير المياه الصالحة للشرب، وقال إنه سيتم استلام  5 محطات عملاقة  لتحلية مياه البحر بقدرة 300 ألف متر مكعب يوميا، لكل واحدة في ديسمبر القادم، وستكون مثلها في الولايات الأخرى التي تسجل نقصا في مياه الشرب مع الالتزام بعدم استراد المعدات باستثناء العتاد الدقيق، وأكد أن المشروع تتكفل به إطارات جزائرية ستُدعّم بموارد بشرية جديدة بعد إدخال  تكوين خاص في كل مراكز التكوين المهني والجامعات  لتخريج مهندسين في شعبة تحلية مياه البحر .

وأعلن الرئيس الجزائري عن الانطلاق في ميزانية 2025 في مشروع ربط السدود الكبرى من مجموع 84 سدا  في المناطق عالية التساقط بسدود المناطق الجافة لتحويل المياه.


مليونا وحدة سكنية في العهدة الثانية

وفيما يتعلق بقطاع السكن، قال الرئيس إنه تم إنجاز مليون و700 ألف وحدة سكنية في عهدته الأولى وسيدعم القطاع بمليوني وحدة جديدة بمختلف الصيغ مع الالتزام برفع إعانة السكن الريفي إلى 100 مليون سنتيم .


وأكد الرئيس أن على الذين يُكِنّون الدسائس لهذه البلاد أن يعلموا حجم الإنجاز خلال العهدة الأولى رغم الجائحة، مشيرا إلى أن مشاريع إنجاز السكنات وعلى ضخامة العدد منها يتم بمواد جزائرية من أولها إلى أخرها، وهو ما يجعل نسبة تأثر الخزينة العمومية ضعيفة مقارنة بعهد الاستيراد، وقال “هذا هو الفرق بين جزائر اليوم وجزائر الأمس .. أجدد الالتزام أمامكم بإنجاز  مليوني سكن في عهدتي الجديدة بكل الصيغ”.

كما تعهد الرئيس عبد المجيد تبون  برفع منحة مساعدة البناء الريفي إلى 100 مليون لكل فرد، وغلق ملف مناطق الظل نهائيا قبل نهاية السنة الأولى من العهدة، وقال: ” نجحنا بنسبة 85 في المائة في البرنامج و اليوم أصبح 8 ملايين جزائري كانوا  يعيشون التهميش يتمتعون بكل حقوقهم من التعليم والغاز والصحة والنقل والإنارة العمومية”. وأشار إلى “بلوغ الجزائر – باعتراف من جميع المؤسسات الدولية – نسبة نمو قدرها  4.1 في المائة في 2024 وسنواصل على هذا المنوال حتى تبقى عجلة التنمية تدور بالوتيرة نفسها “.

حوصلة مالية واقتصادية للعهدة الأولى أمام البرلمان نهاية السنة

وأعلن الرئيس الجزائري في خطاب التنصيب عن تقديم حوصلة مالية واقتصادية لعهدته الأولى في خطاب بالبرلمان نهاية السنة الجارية، وبعد التذكير بمواصلة التزامه ضمن برنامج “من أجل جزائر منتصرة” بحماية القدرة الشرائية للمواطن؛ بمحاربة التضخم حتى لا يفوق 4.5 في المائة والتحكم في الأسعار خاصة المواد الأساسية، ورفع العلاوات والأجور بنسبة كاملة قبل نهاية العهدة الثانية، جدد الرئيس تبون العهد أمام الجزائريين بالارتقاء بالأداء ومواصلة العمل لرفع الدخل الوطني الخام إلى 400 مليار دولار والانتقال بالجزائر على مصاف الدول الناشئة “.
وختم  الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بالقول: “هَذهِ رُؤيتُنا لِجَزائرَ مُنتَصرَةٍ وسَنكونُ أوفياءَ لِلشِّعارِ، الذي رَفعنَاهُ في الحَملَةِ بِكُم وبِشعبِها العَظيمِ وبشَبابِها خُصُوصًا”.