من هى "راشيل ريفز".. سيدة بريطانيا القوية؟
"جدية" و"مصممة" هى كلمات غالبا ما تستخدم لوصف راشيل ريفز، الخبيرة الاقتصادية السابقة في بنك إنجلترا والتي أصبحت أول وزيرة خزانة للمملكة المتحدة.
لكن زملاءها وأصدقائها أشاروا إلى أن شخصيتها العامة لا تعكس جانبها الإنساني، مع ضحكة عالية وحب عميق لأغاني بيونسيه.
وفي خطابها الأول في مجلس العموم في عام 2010، تعهدت بالنضال من أجل "الوظائف والنمو والرخاء" وكل هذا يشكل الركيزة الأساسية للخطط الاقتصادية لحزب العمال مع دخوله الحكومة.
إذن من هى راشيل ريفز بالضبط، وكيف يمكنها مواجهة التحديات المقبلة؟
ولدت ريفز في جنوب شرق لندن عام 1979، قبل بضعة أشهر فقط من تولي مارغريت تاتشر منصب رئيسة الوزراء في وقت شهد تغيرات اجتماعية واقتصادية هائلة.
كان والداها مدرسين وقد وصفاها بأنها طفلة مغامرة قد تغامر بالوصول إلى حافة الطريق عندما تكون في نزهة بالقرب من شاطئ البحر.
وقالت لبي بي سي في وقت سابق إن والدتها كانت تضع علامة على العناصر الموجودة في كشف حساب مصرفي مقابل الإيصالات أثناء جلوسها على طاولة المطبخ: "لم نكن فقراء، لكن لم يكن لدينا أموال لنضيعها".
انفصل والداها عندما كانت في المدرسة الابتدائية، وكانت هى وشقيقتها إيلي، وهى أيضا عضوة في البرلمان عن حزب العمال، تتنقلان بين منزلين منفصلين.
خلال العطل المدرسية، كانت الأختان تقضيان وقتا مع أجدادهما في بلدة كيترينج في نورثهامبتونشاير.
ومنذ ذلك الحين، أطلقت نبرة قاتمة، قائلا إن هناك "ثقبا أسود" بقيمة 22 مليار جنيه استرليني (29 مليار دولار) في المالية العامة التي خلفتها حكومة المحافظين، وحذرت من أن "الأمور سوف تسوء" قبل أن تتحسن.
وقد أثار ذلك قلق العديد من أعضاء الحزب من أن الزيادات الضريبية وتخفيضات الإنفاق تلوح في الأفق في ميزانية 30 أكتوبر 2024.
تخفيضات الإنفاق
وقالت راشيل ريفز، عن تخفيضات الإنفاق التي فرضتها الحكومات السابقة بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008: "كان التقشف المحافظ خيارا مدمرا لخدماتنا العامة وللاستثمار والنمو أيضا".
وأضافت: "يجب أن نتعامل مع إرث حزب المحافظين وهذا يعني اتخاذ قرارات صعبة ولكننا لن ندع ذلك يضعف طموحنا بالنسبة لبريطانيا".
وأوضحت راشيل ريفز، كيف تأمل الحكومة في سد بعض الثقب المالي الأسود دون زيادة ضريبة الدخل أو ضريبة المبيعات أو ضريبة الشركات، وهى الأمور التي استبعدتها جميعا.
وتشمل الإجراءات اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتهربين من الضرائب وحملة لاستعادة الأموال التي تم الاحتيال عليها من العقود الصادرة خلال جائحة كوفيد-19.
ودافعت راشيل ريفز، أيضا عن قرار الحكومة المثير للجدل بتوفير الأموال من خلال تجريد ملايين المتقاعدين من المدفوعات المخصصة للمساعدة في تدفئة منازلهم في الشتاء.
وتأمل النقابات العمالية، التي هى من بين ممولي حزب العمال وحلفائه، في الحصول على تصويت بين مندوبي المؤتمر الذين يعارضون قرار إلغاء بدل الوقود الشتوي، الذي تتراوح قيمته بين 200 و300 جنيه إسترليني (262 و393 دولارا)، على الجميع باستثناء المتقاعدين الأكثر فقرا، ولن تكون النتيجة ملزمة لكنها ستزيد الضغوط على الحكومة.
وقالت راشيل ريفز، إنها تعلم “أنه ليس كل من في هذه القاعة أو في البلاد” يوافق على القرار المتعلق بمدفوعات وقود الشتاء. لكنها قالت: "لقد اعتبرته القرار الصحيح في ظل الظروف التي ورثناها".
وتواجه الحكومة حشدا قويا خارج فقاعة مؤتمر حزب العمال. وجدت الأبحاث التي نشرتها مؤسسة إبسوس لاستطلاعات الرأي يوم الاثنين أن 62% من المشاركين غير راضين عن الطريقة التي تدير بها الحكومة البلاد، بزيادة 14 نقطة مئوية منذ يوليو، و25% راضون.
وأجرت شركة إيبسوس مقابلات مع 1009 أشخاص بالغين عبر الهاتف، وكان هامش الخطأ زائد أو ناقص ثلاث نقاط مئوية.
ويصر ستارمر على أنه اتبع القواعد عندما أخذ ملابس ونظارات بقيمة آلاف الجنيهات الاسترلينية من وحيد علي، رجل الأعمال الإعلامي والمتبرع لحزب العمال. ولكن بعد أيام من الصحافة السيئة، يقول الحزب إن ستارمر لن يقبل المزيد من الملابس المجانية. ولا ريفز أو نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر، وكلاهما تلقى أيضًا تبرعات للملابس.
سيحاول ستارمر تغيير الموضوع وحشد قوات حزب العمال في خطابه يوم الثلاثاء في مؤتمر الخريف، وهو مزيج من التجمع الحماسي والمنتدى السياسي والحفلات الصاخبة التي تلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على الروح المعنوية بين نشطاء الحزب.
وسيشير إلى الإجراءات المبكرة التي اتخذتها الحكومة، بما في ذلك إنهاء موجة من إضرابات القطاع العام، وخطط للحصول على الملكية العامة للسكك الحديدية، وإنشاء شركة للطاقة الخضراء مملوكة للدولة، وفرض قواعد أكثر صرامة على شركات المياه التي تتخلص من مياه الصرف الصحي وتعزيز حقوق العمال والمستأجرين.
كان مؤتمر حزب العمال العام الماضي مليئا بالتفاؤل، حيث شعر الحزب الذي خسر أربع انتخابات متتالية أن السلطة أصبحت في متناول يده. وإذا كان المزاج العام هذا العام أكثر كتما، فإنه من المرجح أن يكون أكثر تفاؤلا من اجتماع المحافظين الأسبوع المقبل، الذي عانى من أسوأ هزيمة انتخابية له على الإطلاق في يوليو.
واعترفت ريفز بأن الحكومة كان عليها أن تفعل الكثير لكسب الناخبين، وقالت: "الثقة تكتسب بصعوبة، ويمكن إهدارها بسهولة.. فقط اسأل المحافظين".