مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بعد تصاعد التوتر في لبنان.. ما مدى قوة حزب الله العسكرية؟

نشر
الأمصار

تتصاعد حدة التوتر بين حزب الله في لبنان والاحتلال الإسرائيلي، في ظل التهديدات المستمرة وتصاعد المواجهات بين الجانبين. 

حزب الله، الذي يعتبر أحد أقوى التنظيمات غير الحكومية المسلحة في العالم، يمتلك ترسانة عسكرية ضخمة قادرة على تغيير موازين القوى في المنطقة. 

وتشير تقارير دولية، مثل صحيفة تايمز أوف إسرائيل، إلى أن حزب الله يمتلك ما يصل إلى 100 ألف صاروخ، بما في ذلك الصواريخ الدقيقة والطائرات بدون طيار، التي يمكنها استهداف مواقع استراتيجية داخل إسرائيل.

القوة العسكرية لحزب الله

في عام 2021، أعلن زعيم حزب الله حسن نصر الله أن عدد مقاتلي التنظيم يصل إلى 100 ألف مقاتل. 

ويؤكد معهد الدراسات الاستراتيجية في تقديراته لعام 2022 أن الحزب يمتلك حوالي 20 ألف مقاتل نشط، يتمتعون بخبرة قتالية ميدانية بعد مشاركتهم في الحرب السورية إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد.

الدعم الخارجي

ووفقًا لتقديرات الولايات المتحدة، يتلقى حزب الله دعماً مالياً وأسلحة بقيمة مئات الملايين من الدولارات سنوياً، مما يعزز من قدراته العسكرية ويعزز مكانته كلاعب إقليمي قوي.

 ويدّعي الحزب أن بإمكانه ضرب جميع أنحاء إسرائيل، مما يجعله قوة ردع رئيسية في أي مواجهة محتملة.
ومؤخرًا، اندلعت مواجهات بين حزب الله وقوات الاحتلال على الحدود اللبنانية، مما أثار مخاوف من انزلاق الأمور إلى حرب شاملة. 

ووسط هذه الأجواء المتوترة، حذر وزير الخارجية البريطاني من أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة في المنطقة.

الدور الإقليمي لحزب الله

ولا يقتصر دور حزب الله على المواجهات مع إسرائيل فحسب، بل يلعب التنظيم أيضًا دورًا فاعلاً في الساحة الإقليمية، من خلال تدخله في الأزمات والنزاعات المختلفة مثل الحرب في سوريا، حيث دعم قوات النظام السوري.

 بالإضافة إلى ذلك، يظل الحزب لاعبًا مؤثرًا في المشهد السياسي اللبناني، حيث يتمتع بنفوذ واسع على الصعيدين العسكري والسياسي.

مطالب دولية بوقف التصعيد

مطالب دولية عاجلة بوقف القتال والتصعيد، ودعوة لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، وإعلانات صريحة برفض عملية برية إسرائيلية في لبنان، وتحركات عالمية لمنع انزلاق المنطقة لحرب شاملة.

وخلّفت مئات الغارات الإسرائيلية على مناطق عديدة في لبنان، 492 قتيلا، بينهم 35 طفلا، وفق حصيلة جديدة أعلنتها السلطات اللبنانية، في أعنف قصف جوي على الإطلاق يستهدف هذا البلد منذ بدء تبادل إطلاق النار على جانبَي الحدود قبل نحو عام على خلفية الحرب في غزة.

بالمقابل، أعلن حزب الله أنه قصف قاعدة إسرائيلية غرب طبريا ومقرا عسكريا "بعشرات الصواريخ"، موضحا أنه استهدف "المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا" و"مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف".

حرب شاملة

وفي هذا الإطار، حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الإثنين، من أنّ "النزاع المستعر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني يهدد بإغراق الشرق الأوسط برمّته في حرب شاملة".

وقبيل مشاركته في اجتماع في نيويورك لممثلي دول مجموعة السبع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال بوريل "أستطيع أن أقول إنّنا تقريبا على شفا حرب شاملة".

اجتماع طارئ لمجلس الأمن

وفي إطار التحركات الدولية، أعلن وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان-نويل بارو، الإثنين، أن بلاده طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع لبحث الوضع في لبنان حيث تصاعدت بشدّة حدّة الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل.

وقال الوزير، في الأمم المتحدة بنيويورك، إنّ "فرنسا تدعو الأطراف وأولئك الذين يدعمونهم إلى وقف التصعيد وتجنّب اندلاع حريق إقليمي سيكون مدمّرا للجميع، بدءا بالسكان المدنيين".

وأضاف: "لهذا السبب، طلبتُ عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن لبنان هذا الأسبوع".

وتابع: "في هذه اللحظة، أفكر بالشعب اللبناني في الوقت الذي تسبّبت فيه غارات إسرائيلية لتوّها بسقوط مئات الضحايا المدنيين، بما في ذلك عشرات الأطفال".

وأشار إلى أن "هذه الضربات التي يتمّ تنفيذها على جانبي الخط الأزرق (الفاصل بين إسرائيل ولبنان) وعلى نطاق أوسع في المنطقة بأسرها يجب أن تتوقف فوراً".

وشدّد على أنه "في لبنان كما في أماكن أخرى، ستبقى فرنسا في حالة تأهب كامل لحلّ الأزمات الكبرى التي تمزق النظام الدولي. فرنسا ستتّخذ مبادرات".

مجموعة السبع.. «لا أحد يستفيد»

وفي سياق متصل، حذر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى من أن الإجراءات والإجراءات المضادة في الشرق الأوسط قد تجر المنطقة إلى صراع أوسع نطاقا لن تستفيد منه أي دولة.

وقالت مجموعة الدول السبع في بيان بعد اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة إن "الأفعال وردود الفعل المضادة قد تؤدي إلى تضخيم هذه الدوامة الخطيرة من العنف وجر الشرق الأوسط بأكمله إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا مع عواقب لا يمكن تصورها".

وطالبوا بوقف الدورة التدميرية الحالية، مؤكدين أن أي دولة لن تستفيد من مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط.

ومن جانبها، عبرت دولة الإمارات عن قلقها البالغ من الهجمات التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان، وكذلك من استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة.

ودعت عبر بيان لوزارة الخارجية، إلى "ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف القتال لمنع سفك الدماء، وأن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية".

كما أكدت على موقف دولة الإمارات الثابت في رفض العنف والتصعيد والفعل وردود الفعل غير المحسوبة، دون أدنى اعتبار للقوانين التي تحكم علاقات الدول وسيادتها، والتي تعقد الموقف وتزيد من مخاطر عدم الاستقرار.

وشددت دولة الإمارات على "ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد".

السعودية

بدورها، أكدت السعودية أنها تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث الأمنية الجارية في الأراضي اللبنانية، وتجدد تحذيرها من خطورة اتساع رقعة العنف في المنطقة، والانعكاسات الخطيرة للتصعيد على أمن المنطقة واستقرارها.

وحثت في بيان لوزارة الخارجية، الأطراف كافة للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس والنأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر الحروب.

ودعت المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة للاضطلاع بأدوارهم ومسؤولياتهم لإنهاء الصراعات في المنطقة.

 

وأكدت على أهمية الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته بما يتوافق مع القانون الدولي.

أمريكا.. تحركات ومعارضة

ومن جانبها، جددت الولايات المتحدة الأمريكية، معارضتها لغزو بري إسرائيلي في لبنان يستهدف حزب الله.

وقال مسؤول أمريكي، تحدث في إطار توافد قادة العالم إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنّ "الولايات المتحدة بصدد تقديم أفكار ملموسة لاحتواء الأزمة في لبنان.

وأضاف المسؤول الرفيع، طالبا عدم ذكر اسمه: "لدينا أفكار ملموسة سنناقشها مع حلفائنا وشركائنا هذا الأسبوع لمحاولة إيجاد سبيل للمضي قدما على هذا الصعيد".

وفي ذات السياق، أشار مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إلى أن "واشنطن لا تعتقد أن التصعيد الإسرائيلي لإجبار جماعة حزب الله اللبنانية على خفض التوتر سيؤدي إلى النتيجة المرغوبة بخفض التصعيد"، معبرا عن اختلافه مع الاستراتيجية الإسرائيلية.

وأضاف المسؤول في تصريحات صحفية من نيويورك، إن "الصراع كان محورا رئيسيا في لقاءات وزير الخارجية أنتوني بلينكن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع".
وفي ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال حول مدى استعداد الطرفين للمواجهة.

 في حين يبدو حزب الله مستعدًا لاستخدام قوته العسكرية، فإن إسرائيل تواجه تحديات كبيرة في التعامل مع هذه القوة غير التقليدية، التي تمتلك ترسانة ضخمة وخبرة قتالية متقدمة.