بعد دعوة بايدن لوقف تسليح طرفي النزاع.. هل تهدأ نيران الحرب المُستعرة بالسودان؟
استقطبت دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تحت سقف الجمعية العامة للأمم المتحدة، لوقف تسليح طرفي النزاع داخل السودان، مُتمثلين في الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أنظار وسائل الإعلام، كونها الأولى من نوعها التي تخرج صراحةً على لسان بايدن منذ بدء اندلاع الحرب، في وقت يأمل فيها أبناء الشعب السوداني، بتهدئة نيران الحرب المُستعرة ووقف نزيف الدماء المتواصل.
وحث الرئيس الأميركي جو بايدن، على وقف الحرب في السودان، كما دعا قادة العالم المجتمعين إلى “التوقف عن تسليح” طرفي النزاع ووضع حد للحرب في السودان.
وقال بايدن في ذلك السياق: يجب على العالم أن يتوقف عن تسليح الجنرالات ويتحدث بصوت واحد، ويطلب منهم التوقف عن تدمير بلادهم والتوقف عن منع المساعدات عن الشعب السوداني وإنهاء هذه الحرب فورًا، وأشار بايدن إلى جهود وساطة تبذلها واشنطن لإيجاد حل للأزمة.
وأوضح بايدن أن بلاده قادت العالم في إيصال مساعدات إنسانية إلى السودان، وقادت مع شركائها "محادثات دبلوماسية لمحاولة إسكات الأسلحة وتجنّب مجاعة أوسع نطاقًا".
في سياق متصل، حثت كليمنتان نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة المقيمة، ومنسقة الشئون الإنسانية في السودان، دول العالم والمجتمع الدولى، المجتمعين في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، على التركيز على محنة ملايين الأشخاص في السودان الذين عانوا أكثر من 17 شهرًا من الصراع، والذي أسفر عن أسرع نزوح مدني وأزمة إنسانية في العالم.
وقالت نكويتا سلام، فى بيان رسمي: "العاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء السودان يدعون المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لإنهاء الصراع المدمر وضمان الوصول غير المقيد للمساعدات، حتى تتمكن أكثر من 150 منظمة إغاثة تعمل في البلاد من الوصول إلى ملايين الأشخاص الذين يواجهون الجوع والمرض الحاد، ويواجهون المجاعة".
وتابعت في البيان: "ستحتل الأزمة في السودان والمنطقة مركز الصدارة في مقر الأمم المتحدة غدا الأربعاء 25 سبتمبر، عندما تنضم الدول الأعضاء إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية ووكالة الأمم المتحدة للاجئين، للدعوة إلى تقديم دعم عاجل وجماعي لمعالجة الكارثة الإنسانية والدفع نحو السلام".
وأضافت منسقة الشئون الإنسانية: "هذا هو السبب بالتحديد وراء إنشاء الأمم المتحدة، لمنع الحروب وتخفيف المعاناة الإنسانية، فكل ساعة تمر تعني أن النساء والأطفال في أجزاء من الفاشر والخرطوم والجزيرة وسنار وغيرها من المناطق المتضررة مباشرة من الصراع من المرجح أن يموتوا بسبب الأعمال العدائية أو سوء التغذية أو المرض".
وكشفت عن مقتل ما يقدر بنحو 20 ألف شخص وإصابة آلاف آخرون، منذ بدء الصراع، مشيرة إلى فرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم، بما في ذلك 8.1 مليون نزحوا داخل السودان و2.4 مليون آخرين عبروا الحدود إلى الدول المجاورة وغيرها.
وأوضحت أنه في الأيام الأخيرة، نزح ما لا يقل عن 1500 شخص من الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في أعقاب تصعيد الأعمال العدائية في المدينة، وأضافت :"مرة أخرى، أحث الأطراف على وقف الهجمات على المدنيين والمنازل والمرافق الأساسية، مثل المستشفيات، والتي يحميها القانون الإنساني الدولي".
وتابعت :"الوضع في الفاشر وما حولها مثير للقلق بشكل خاص، بعد أن أكدت لجنة مراجعة المجاعة التابعة لتصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل ظروف المجاعة في مخيم زمزم للنازحين في أغسطس، ومن المرجح أن تشهد 13 منطقة أخرى، بما في ذلك مخيمان آخران للنازحين في شمال دارفور، ظروفاً مماثلة وتحتاج إلى الوصول العاجل والمساعدة".