من بيروت إلى دمشق.. زيارة لوزير الخارجية الإيراني تثير التساؤلات
وصل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى العاصمة السورية دمشق، آتيا من بيروت، عقب زيارة استمرت يوما واحدا، وسط تساؤلات عديدة حول سبب هذه الزيارة وفي هذا التوقيت !!
زيارته إلى لبنان.. ما مدى أهمية هذه الزيارة؟
تساؤلات حول سبب الزيارة؟
وقد وصل عراقجي إلى بيروت، والتقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري ومسؤولين لبنانيين.
وقد حاول عراقجي الإجابة على هذه التساولات - حول سبب زيارته إلى لبنان - خلال لقائه مع ميقاتي قائلا إن "وجودي في بيروت دليل على وقوفنا إلى جانب حزب الله، وهجومنا الصاروخي على إسرائيل كان دفاعا مشروعا عن النفس، ولم نبدأ الهجوم على إسرائيل بل كان ردا على ما فعلته ضدنا".
واستكمل عراقجي تصريحاته للتلفزيون الإيراني، خلال زيارته إلى بيروت قائلًا: "رحلتي اليوم هي بالدرجة الأولى، للتشاور مع السلطات اللبنانية بشأن التطورات الراهنة".
وأضاف أن إيران ستقوم بحملة دبلوماسية لدعم لبنان، وطلب عقد اجتماع لـ"منظمة المؤتمر الإسلامي"، مشيرًا إلى أنه تحدث مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عن آخر التطورات، كما قدم التعازي بمقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله.
وعند سؤاله عن زيارته إلى بيروت في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على لبنان، أجاب عراقجي: "نحن لا نخاف، وقد عايشنا القصف والأوضاع ذاتها في الحرب مع العراق".
وتأتي زيارة عراقجي بالرغم من التهديد الإسرائيلي برد واسع قد يدفع المنطقة إلى شفا حرب إقليمية واسعة فإن الزيارة تزامنت مع قيام المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بتأبين نصر الله خلال صلاة الجمعة، مؤكدا أن من واجب حزب الله الدفاع عن غزة، مع تسريب معلومات عن دفن نصر الله مؤقتا في مكان سري كوديعة.
وشدد عراقجي على أن إيران ستبقى داعمة للمقاومة، قائلا "إننا واثقون من أن جرائم الكيان الصهيوني ستبوء بالفشل كما فشلت سابقا وأن الشعب اللبناني سيخرج منتصرا"، معتبرا أن زيارته ليست عادية أو بروتوكولية، بل تأتي في ظروف صعبة وبيروت تتعرض للقصف في كل لحظة "وهذا خير دليل على وقوف إيران -كما كانت في السابق- دائما إلى جانب حزب الله".
وتناول الوزير عراقجي الهجوم الإيراني على إسرائيل، ووصفه بأنه مشروع وفق مبادئ الأمم المتحدة، وجاء ردا على قصف الأراضي الإيرانية والسفارة في دمشق ومصالح وأهداف إيرانية، مشيرا إلى أنه "لا توجد لدينا خطط لمواصلة الهجوم على الكيان الصهيوني، ولكن إذا اتخذ الكيان أي خطوة فإن ردنا سيكون أقوى، وسنرد عليه بشكل متناسب ومدروس".
وختم بأن "ظروف لبنان الحالية ليست عادية أو روتينية، ونحن ندعم المساعي لوقف إطلاق النار، ونتحدث مع المسؤولين ونجري المشاورات مع بعض الدول بشرط مراعاة حقوق الشعب اللبناني".
ولم يُعرف ما إذا كان الوزير عراقجي قد التقى قادة من حزب الله لبحث خارطة طريق المرحلة المقبلة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتوسيع نطاقه جغرافيا ليشمل الضاحية الجنوبية لبيروت، واستخدام آلاف الأطنان من المتفجرات لتدميرها، إذ بقيت بعض جوانب محادثاته بعيدة عن الأضواء والإعلام.
لماذا سمحت إسرائيل لطائرة عراقجي النزول لبيروت في وقت لم تسمح للطائرات الإيرانية الأخرى؟
وبشأن وصول عراقجي عبر طائرة إيرانية رغم التهديدات الإسرائيلية.. قال إن "الطائرة دبلوماسية، واستهداف الطيران المدني يعد انتهاكا للقوانين الدولية في جميع أنحاء العالم".
وقد يرجع السبب أيضًا إلى أن الإسرائيليين قد لا يستهدفوا طائرة دبلوماسية، وأن ما يهددونه فعليا هو طائرات الشحن الإيرانية التي يدّعون أنها قد تحمل معدات أو أسلحة لحزب الله.
كما أن إسرائيل تحاول فرض حصار بري وجوي وبحري شامل على حزب الله لمنعه من تلقي أي دعم أو إمدادات.
زيارته إلى سوريا .. ما مدى أهمية هذه الزيارة؟
زيارة تثيير العديد من علامات التعجب! حيث تعتبر هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لوزير إيراني إلي المنطقة، بعد اشتداد الصراع الإسرائيلي على لبنان في سبتمبر الماضي، واشتداد الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية.
وتعد إيران حليفا رئيسيا لسوريا حيث تمتلك نفوذا في البلاد التي لاتزال تعاني تبعات صراع عنيف
وقال عراقجي من دمشق: “إن هناك مبادرات بشأن وقف إطلاق النار وإنه قد أجرى مشاورات بهذا الشأن معربا عن أمله في أن تصل إلى نتيجة”.
والتقى عراقجي مع نظيره السوري بسام الصباغ، اليوم، والذي أكد خلاله على ضرورة أن تكون هناك مساع جماعية من المجتمع الدولي لوقف جرائم إسرائيل.
وكان الوزير الإيراني قال لدى وصوله إلى مطار دمشق الدولي إن "هدف هذه الزيارة هي لقاء المسؤولين السوريين والحديث حول آخر التطورات في المنطقة".
وأضاف: "كان لدي لقاءات جيدة وحديث جيد جدا مع المسؤولين في الحكومة اللبنانية وشخصيات أخرى وتحدثنا حول آخر ما يجري في المنطقة واستمرارا لتلك المواضيع والمحادثات جئت إلى دمشق لالتقي بالمسؤولين السوريين ونحن في لقاءاتنا دائما يكون هناك حديث فيما بيننا وتبادل الرأي حول تطورات المنطقة".
وتابع: "لا شك أن الحديث عن وقف لإطلاق النار هو القضية الأولى في هذه الزيارة أولا في لبنان ومن ثم في غزة وهناك طروحات موجودة في هذا المجال وأتمنى أن تصل المباحثات في هذا المجال إلى نتيجة ولكن للاسف فإن جرائم الكيان الإسرائيلي مستمرة ويبدو أنه كما قلنا سابقا فإن الكيان الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة القوة والسلاح والحرب لذلك نرى تكرار هذه الجرائم كل يوم في بيروت وجنوب لبنان وغزة للجم هذه الجرائم لا شك أننا بحاجة إلى جهود جمعية للمجتمع الدولي وهذه الجهود مستمرة ونأمل بأن نستطيع في دمشق أن نصل إلى تفاهم يدعم هذه الجهود التي الخطوات القادمة".
وأضاف: "نحن لدينا علاقات سياسية متميزة ولا شك أننا مستمرون في التواصل للارتقاء بالعلاقات في الجانب الاقتصادي والثقافي بما يخدم المصالح الثقافية لكن نحن في الظروف اليوم بحاجة أكثر إلى التباحث في الشأن السياسي".