رئيس البعثة الأممية تقدم إحاطة لمجلس الأمن حول الأوضاع في ليبيا
تتجه الأربعاء أنظار المجتمع الدولي إلى قاعة مجلس الأمن في نيويورك، حيث ستقدم القائمة بأعمال رئيس البعثة الأممية في ليبيا، ستيفاني خوري، إحاطتها الدورية حول التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية في ليبيا.
وتأتي هذه الإحاطة في وقت حساس يواجه فيه البلد الغارق في الصراعات تحديات كبيرة على مختلف الأصعدة، مع تصاعد الجهود الدولية لاحتواء الأزمة وتحقيق الاستقرار.
تؤدي الأمم المتحدة، من خلال بعثتها في ليبيا، دورًا محوريًا في إدارة الأزمة السياسية، وتنسيق الجهود الإنسانية التي تهدف إلى تخفيف معاناة المدنيين وتقديم الدعم للمجتمعات المحلية المتضررة من النزاع.
ويأتي تعيين إينيس تشوما منسقًا جديدًا للشؤون الإنسانية ليؤكد التزام الأمم المتحدة بمواصلة جهودها في هذا السياق. ومع وصوله إلى العاصمة طرابلس، سيقود تشوما فريق العمل الإنساني للأمم المتحدة، ويعمل على تعزيز التنسيق بين وكالات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحقيق أهداف المساعدة الإنسانية.
وفي إحاطة إعلامية نظمتها البعثة الأممية، قام تشوما بمناقشة مجموعة من القضايا التي تمثل جوهر التحديات الراهنة في ليبيا.
القوى السياسية
وتناول الوضع السياسي الهش الذي يعاني من الجمود، حيث لا تزال القوى السياسية منقسمة وغير قادرة على التوصل إلى تسوية تنهي حالة الانقسام. بالإضافة إلى ذلك، ركز تشوما على الوضع الأمني المضطرب في مختلف أنحاء البلاد، حيث تتواصل الاشتباكات بين المجموعات المسلحة في بعض المناطق، بينما تحاول السلطات المحلية فرض النظام والقانون.
وتطرق تشوما أيضًا إلى الوضع الاقتصادي في ليبيا، الذي يعاني من تضخم متزايد وانخفاض قيمة العملة المحلية. وأشار إلى أن هذا الوضع ينعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين الليبيين، مما يزيد من معاناتهم في ظل غياب رؤية سياسية موحدة لحل الأزمة.
لم يكن غياب حقوق الإنسان عن إحاطة البعثة الأممية مفاجئًا، حيث تم تسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون، وخاصة النساء والفئات الضعيفة.
وأشار تشوما إلى أن المرأة الليبية تواجه تحديات مضاعفة، من حيث التهميش في العملية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما يتطلب تضافر الجهود لتعزيز مشاركتها في الحياة العامة.
الانتخابات البلدية
كما تناولت الإحاطة أيضًا التقدم المحرز في الانتخابات البلدية، والتي تمثل خطوة صغيرة ولكنها مهمة نحو بناء مؤسسات محلية قوية قادرة على تحسين الوضع الخدمي والاقتصادي.
لكن هذه الانتخابات تواجه عقبات، من بينها غياب الأمن وضعف الإمكانيات اللوجستية، بالإضافة إلى التدخلات الخارجية التي تحاول التأثير على مسار العملية الانتخابية.
وفي الختام، استعرضت البعثة الأممية جهودها في نزع الألغام، وهى قضية لا تزال تؤرق المجتمعات المحلية في المناطق التي شهدت اشتباكات عسكرية.
وتسعى الأمم المتحدة من خلال هذا البرنامج إلى إزالة الخطر الداهم الذي تشكله الألغام والمتفجرات غير المنفجرة، وإعادة الأمان إلى تلك المناطق، مما يتيح للمدنيين العودة إلى حياتهم الطبيعية.
بالإضافة إلى ذلك، تستمر البعثة في عقد لقاءات دورية مع المجتمع الدبلوماسي المعتمد في ليبيا لتعزيز التفاهم والتعاون بين الجانبين. تهدف هذه الاجتماعات إلى تنسيق الجهود الرامية إلى تحقيق استقرار ليبيا، حيث تعمل الأمم المتحدة بالتعاون مع شركائها الدوليين على وضع خطة شاملة لدعم الحكومة الليبية في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تهدد مستقبل البلاد.
وفي لقاء سابق بين ستيفاني خوري والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تم مناقشة الوضع الراهن في ليبيا وسبل تسريع العملية السياسية.
وقد أكد غوتيريش دعمه الكامل لجهود البعثة الأممية في ليبيا، مشددًا على ضرورة تيسير الحوار بين الأطراف الليبية للوصول إلى حل يضمن استقرار البلاد ووحدتها.
تُعد إحاطة خوري المرتقبة فرصة لتسليط الضوء على مدى تقدم البعثة الأممية في تنفيذ مهامها، ومدى تفاعل المجتمع الدولي مع التحديات التي تواجه ليبيا، فهل ستنجح الأمم المتحدة في تعزيز جهودها لتحقيق الاستقرار؟ أم أن الصراع المستمر سيظل يُلقي بظلاله على مستقبل هذا البلد؟.