قمة ثلاثية بين رؤساء مصر والصومال وإريتريا.. رسائل التوقيت
قمة ثلاثية يعقدها رؤساء مصر وإريتريا والصومال في أسمرة، تأتي في توقيت لافت وتبعث برسائل متعددة الأبعاد في منطقة مثقلة بالتحديات.
سياق
في زيارة عنوانها التعاون وأمن القرن الأفريقي، وصل الرئيس المصري، في وقت سابق الخميس، إلى إريتريا.
وتأتي زيارة السيسي بعد أسابيع قليلة من زيارة أجراها كل من اللواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية، ووزير الخارجية بدر عبد العاطي إلى إريتريا لبحث استعادة الملاحة عبر باب المندب وتطورات الأوضاع في الصومال.
ويرى مراقبون أن زيارة السيسي تأتي في توقيت بالغ التعقيد والتوتر، وسياق مزدحم بالتداعيات والاضطرابات سواء في الشرق الأوسط أو في منطقة القرن الأفريقي وغرب البحر الأحمر وحتى في غرب القارة الأفريقية المثقلة بالأزمات والإرهاب.
كما أن الزيارة تشكل حلقة ضمن تسلسل منظم لزيارات لم تنقطع من مختلف الجوانب.
ففي الثامن من أغسطس/آب الماضي، استقبل السيسي وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح، الذي سلمه رسالة نصية من أفورقي.
وقبلها، وتحديدا في فبراير/شباط الماضي، استقبل الرئيس المصري في القاهرة نظيره الإريتري، وبحثا جملة من الملفات في مقدمتها استقرار وأمن منطقة القرن الأفريقي.
زيارات في مختلف الاتجاهات تعكس الحراك الدبلوماسي المصري الهادئ، والذي يستهدف بشكل خاص الدفع نحو تحقيق مردود استراتيجي إيجابي.
وهذا المردود يكون -وفق خبراء، لصالح تحقيق الاستقرار والهدوء ليس في شرق أفريقيا فحسب، وإنما أيضا في القرن الأفريقي والبحر الأحمر.
تفاصيل قمة مصر والصومال وإريتريا في أسمرة
وأكدت الرئاسة المصرية أن الزيارة، ستتناول الأوضاع الإقليمية وجهود ترسيخ الاستقرار والأمن في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، على النحو الذي يدعم عملية التنمية ويحقق مصالح شعوب المنطقة.
وتأتي الزيارة في إطار مسار ممتد للتعاون بين البلدان الثلاثة، والشهر الماضي، التقى وزراء خارجية الدول الثلاث في نيويورك على هامش مشاركتهم في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت الخارجية المصرية، إن الاجتماع عكس التنسيق المشترك على أعلى مستوى، والإرادة السياسية لدى الدول الثلاث لتحقيق الأهداف والمصالح المشتركة، والحفاظ على الاستقرار بالمنطقة واحترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي الصومالية، مضيفلة أن وزراء الخارجية أكدوا مواصلة التنسيق والتعاون بشكل وثيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة المقبلة.
ووقعت مصر والصومال اتفاقية عسكرية في أغسطس الماضي، كما من المنتظر مشاركة قوات مصرية وإريترية في بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي، مطلع العام المقبل، لتخلف البعثة الحالية التي تضم عددا كبيرا من القوات الإثيوبية.
ويرغب الصومال في مغادرة القوات الإثيوبية، لأراضيه سواء تلك المنضوية تحت راية الاتحاد الإفريقي أو الموجودة بموجب اتفاقيات ثنائية، وذلك بعدما وقعت أديس أبابا اتفاقية مثيرة للجدل مع إقليم صومالي انفصالي، للوصول إلى البحر الأحمر من خلال الحصول على قطعة أرض ساحلية لبناء قاعدة عسكرية وميناء بحري، مقابل الاعتراف باستقلال إقليم أرض الصومال، وهو ما اعتبرته مقديشو خرقا لسيادتها ووحدة أراضيها.