ملك المغرب: ملف الصحراء يمر من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير
أكد ملك المغرب الملك محمد السادس، أن ملف الصحراء يتحول من "التدبير إلى التغيير"، مؤكدا أن اعتراف فرنسا مؤخرا بسيادة المغرب على الصحراء يعد "انتصارا للحق والشرعية".
وقال ملك المغرب الملك محمد السادس، في خطاب أمام مجلس النواب بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الجديدة: "ملف الصحراء المغربية يمر من مرحلة التدبير إلى التغيير.. عملنا لسنوات بكل عزم وتأنٍّ ورؤية واضحة، واستعملنا كل الوسائل والإمكانات المتاحة للتعريف بعدالة موقف بلادنا وبحقوقنا التاريخية والمشروعة في صحرائنا، وذلك رغم سياق دولي صعب ومعقد".
وأشار ملك المغرب الملك محمد السادس، إلى اعتراف فرنسا في يوليو الماضي بسيادة المغرب على الصحراء: "هذا التطور الإيجابي، ينتصر للحق والشرعية ويعترف بالحقوق التاريخية للمغرب، لا سيما أنه صدر عن دولة كبرى، عضو دائم بمجلس الأمن، وفاعل مؤثر في الساحة الدولية".
الجزائر تتخذ أول إجراء عقابي ضد فرنسا بسبب المغرب
يبدو أن الجزائر شرعت في تنفيذ وعيدها ضد فرنسا بسبب دعم الأخيرة مؤخرا لسيادة المغرب على كامل ترابه، بما في ذلك الصحراء التي تنازعه فيها جبهة “البوليساريو”.
وعمدت الجزائر إلى استناء الشركات الفرنسية من مناقصة لاستيراد القمح، كما اشترطت على المزودين الراغبين في المشاركة في الصفقة استبعاد المنتوج الفرنسي، ما يؤشر على تصعيد جزائري حيال باريس بسبب اعترافها الرسمي بمغربية الصحراء وتأييدها للمقترح المغربي لإنهاء النزاع المفتعل.
وقال الديوان الجزائري المهني للحبوب، المشتري الحكومي للحبوب في البلاد، في بيان، الخميس، إن “المناقصة كانت محكومة بمعايير فنية مرتبطة باحتياجات صناعية”، لافتا إلى أنه “يعامل جميع الموردين بصورة عادلة بغض النظر عن منشأ قمحهم”.
وتعد الجزائر من أكبر مستوردي القمح في العالم، وكانت فرنسا لسنوات طويلة أكبر مورد لها بفارق كبير قبل أن تتفوق روسيا عليها في العامين الماضيين مع تدفق إمدادات منطقة البحر الأسود إلى سوق الاستيراد الضخمة في الجزائر.
وكانت قد قالت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون الإفريقية، إن المغرب متمسك بأن يكون الدور الأساسي في أزمة إقليم الصحراء للأمم المتحدة، ويطالب دائما باحترام قرارات الأمم المتحدة في هذا الشأن.
العلاقات الجزائرية الروسية قوية للغاية
وأكدت منى عمر أن هناك دائما توتر في العلاقات بين الجزائر ودول أوروبا مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية ليس فقط بسبب ملف الصحراء.
وأشارت منى عمر إلى أن العلاقات الجزائرية الروسية جيدة منذ فترة طويلة وهناك تقارب كبير بين البليدن منذ حقبة الاتحاد السوفيتي.
وحول زيارة الرئيس الجزائري إلى روسيا، أوضحت أنها زيارة روتينية ليس لها علاقة بملف الصحراء، إنما هدفها الأساسي هو تقوية التعاون بين البلدين، مشيرة إلى أن الجزائر مثل باقي الدول الإفريقية التي رفضت الأنصياع للضغوط الأمريكية التي طالبت هذه الدول بالاتزام بالعقوبات المفروضة على موسكو.
وأكدت عمر أن في الوقت الحالي هناك هدوء في ملف الصحراء ولم يحدث تطورات جديدة أو مقلقة على الساحة الدولية في هذا الشأن، مضيفة أن روسيا تلتزم الحياد في هذا الملف وأيضا دول الغرب لا تتدخل بشكل كبير في ملف الصحراء خوفا على علاقتها مع المغرب والجزائر لأنها تملك علاقات اقتصادية مع طرفي الأزمة.
وجددت الإمارات العربية المتحدة، أمام أعضاء لجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة، “دعمها الكامل” لحقوق المغرب المشروعة وسيادته على مجموع صحرائه.
وأكد ممثل الإمارات العربية المتحدة، ماجد خميس العلي، خلال الاجتماع السنوي للجنة الـ24 المنعقد بنيويورك، أن “دولة الإمارات تجدد دعمها الكامل للمملكة المغربية الشقيقة في الإجراءات التي تتخذها للدفاع عن حقوقها المشروعة وقضاياها العادلة، ومنها سيادتها على سائر منطقة الصحراء المغربية”.
وعبر الدبلوماسي، كذلك، عن دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب في سنة 2007، والتي وصفها مجلس الأمن في قراراته بـ”الجادة وذات المصداقية”، مبرزا أن هذه المبادرة تشكل “حلا هاما” يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة وقرارات المنظمة الدولية، ويحفظ الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وشدد، في هذا الإطار، على أهمية استئناف اجتماعات الموائد المستديرة بين الأطراف، منوها بانعقاد اجتماعي الموائد المستديرة في سنتي 2018 و2019 في جنيف.