مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

شمال غزة في مرمى النيران.. خطة الجنرالات الإسرائيلية وأزمة إنسانية على الأبواب

نشر
الأمصار

يتصاعد الوضع في شمال قطاع غزة مع دخول العمليات العسكرية الإسرائيلية مرحلة جديدة، تتمثل في ما يُعرف بـ "خطة الجنرالات"، التي تهدف إلى إخلاء المنطقة بالكامل من سكانها والقضاء على أي وجود لحركة حماس هناك.

 

 

شمال غزة، الذي يضم مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، يشهد قصفًا جويًا وبريًا عنيفًا منذ السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر عن تدمير واسع للبنية التحتية وتهديد حياة عشرات الآلاف من السكان.

نداءات استغاثة وتفاقم الأزمة الإنسانية

في الوقت الذي تطالب فيه إسرائيل عشرات الآلاف من الفلسطينيين بمغادرة شمال القطاع، تتوالى نداءات الاستغاثة من السكان الذين يعيشون ما وصفوه بـ"أهوال يوم القيامة". 

القصف المستمر حول الأحياء والمنازل جعل العديد منهم عالقين في مناطق النزاع دون أي وسيلة للخروج بأمان.

أحد الشهود، محمد النجار، تحدث عن حالة الهلع التي يعيشها هو وأطفاله بعد سقوط قذائف بالقرب من منزلهم في جباليا، وسط عجزه عن تفقد ما لحق به من أضرار.

ومثله مثل العديد من السكان، نشروا استغاثاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، مطالبين بتأمين ممرات آمنة للخروج من المنطقة، إلا أن التقارير تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل استهداف أي تحركات في المنطقة، حتى للنازحين الذين يحاولون الهروب.

قصف مستمر ودمار شامل

تشير التقارير إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الحالية تستهدف "إرهابيين وبنى إرهابية"، بحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي. 

ومع ذلك، يتعرض السكان المدنيون لقصف متواصل من الجو والمدفعية، إلى جانب إطلاق النار من الدبابات والزوارق الحربية. 

وأفاد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بأن الجيش الإسرائيلي يفرض حصارًا مشددًا على شمال القطاع، مما أدى إلى منع وصول الإمدادات الأساسية، وترك عشرات الجثث ملقاة في الشوارع دون إمكانية انتشالها بسبب استمرار القصف.

البنية التحتية للمنطقة تعرضت لدمار هائل، حيث تقدر التقارير بأن أكثر من 80% منها تم تدميره نتيجة العمليات العسكرية. 

بالإضافة إلى ذلك، يشير جهاز الدفاع المدني إلى أن المستشفيات الرئيسية في شمال القطاع، مثل مستشفى "كمال عدوان" و"الإندونيسي" و"العودة"، تتعرض لضغوط كبيرة، إذ يطالب الجيش الإسرائيلي بإخلائها، مما يهدد بانهيار النظام الصحي بالكامل.

"خطة الجنرالات" ومستقبل غزة

تثير العمليات العسكرية الحالية تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل قد بدأت في تنفيذ "خطة الجنرالات"، التي تهدف إلى إخلاء شمال غزة وتحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة.

 هذه الخطة، التي نوقشت على أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية، تقترح منع دخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة بعد إخلائها، في خطوة تهدف إلى إنهاء أي وجود لحركة حماس في شمال القطاع.

لكن مع اشتداد العمليات العسكرية، تزداد معاناة السكان المدنيين الذين يعيشون بين سندان القصف ومطرقة الإخلاء. مفوض وكالة "الأونروا"، فيليب لازاريني، أشار إلى أن أكثر من 400 ألف شخص عالقون في شمال القطاع، حيث لا يجدون أي مكان آمن يلجأون إليه.

 كما أن العديد منهم يرفضون الإخلاء، خوفًا من عدم وجود ممرات آمنة حقيقية، وسط استهداف الطائرات بدون طيار لمن يحاول الخروج.

تفاقم موجات النزوح

وفي ظل هذه الأوضاع، تستمر موجات النزوح من شمال غزة إلى المناطق الجنوبية، لكن مع ذلك، لا يزال آلاف السكان عالقين في بيوتهم رغم تحذيرات الجيش الإسرائيلي وطلبه بإخلاء المنطقة عبر منشورات ورسائل هاتفية. 

السكان يعبرون عن شكوكهم في وجود ممرات آمنة، مشيرين إلى أن الدبابات الإسرائيلية تسيطر على مفترقات الطرق الرئيسية وتطلق طائرات الاستطلاع النار على أي تحركات.

التداعيات الإنسانية لهذه العمليات تتجاوز الأرقام والإحصائيات، حيث يعيش السكان يوميًا تحت وطأة الخوف والجوع ونقص الخدمات الأساسية.

 ومع استمرار الحصار وقطع الإمدادات، يتوقع أن تتفاقم الأزمة الإنسانية في الأيام المقبلة، ما لم يتم التوصل إلى حلول تضمن سلامة المدنيين وتوفر لهم ممرات آمنة.
وفي ظل هذه الظروف، يجد سكان شمال غزة أنفسهم بين القصف والإخلاء، وسط دمار متزايد ونداءات استغاثة متواصلة.

 ومع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، تبدو الأزمة الإنسانية مرشحة للتفاقم بشكل أكبر، ما لم يتحرك المجتمع الدولي لتأمين ممرات آمنة ووقف تدهور الوضع في القطاع.