بعد قتل نتنياهو لـ "نصر الله" و"السنوار".. ماذا يريد من غزة ولبنان؟
بعد تحقيق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكبر هدفين في حربه مع غزة ولبنان بقتل زعماء أحزاب الدولتين- الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وزعيم حركة حماس يحيى السنوار- ماذا تبقى لنتنياهو من أهداف؟
نداءات دولية بوقف إسرائيل لإطلاق النار في غزة ولبنان
ووسط نداءات عديدة إلى إسرائيل باستغلال فرصة ما حدث وإيقاف إطلاق النار، في غزة وفي لبنان، تواصل إسرائيل تعنتها وتستكمل حربها على الأراضي المحتلة..
ويكتب التاريخ لنتنياهو كل التهم التي قام بارتكابها في حق غزة وبيروت، وبمجرد انتهاء الحرب ستعود هذه القضايا إلى الواجهة مجددا الأمر الذي سيهدد مستقبله السياسي بشدة.
يعد مقتل السنوار لنتنياهو هدفا يوازي أهدافه الأخرى في الحرب والتي لطالما رددها، الرهائن والقضاء على حماس وقتل زعيمها العسكري الذي تسلم دفة قيادتها سياسيا عقب مقتل إسماعيل هنية في طهران.
والسنوار ليس هدفا عاديا، لاسيما أن إسرائيل أطلقت عليه لقب "مهندس هجوم 7 أكتوبر" الذي كشف الستار عن فشل استخباراتي لم يكن بحسبان نتنياهو على الإطلاق.
وحسن نصر الله أيضا ليس بالهدف العادي، وباغتياله وضعت إسرائيل حزب الله أمام "معادلة فقدان القائد" الذي فرض بدوره على إسرائيل معادلة أخرجت سكان الشمال من منازلهم وأضافت إلى الوضع الأمني المعقد في إسرائيل تعقيدا.
في لبنان.. حتى اليوم ما زال الجيش الإسرائيلي يتقدم ببُطء في الجنوب اللبناني على وقع تسريبات صحفية بأنه يتطلع إلى إقامة منطقة عازلة بعمق 3 كيلومترات.
ومنالواضح أيضا أن الجيش الإسرائيلي يُخطط لمنع عودة النازحين اللبنانيين إلى القرى الحدودية في أي اتفاق مستقبلي.
وبحسب الأخبار المتداولة فأن إسرائيل تريد الدخول إلى لبنان بعمق 3 كيلومترات وتحويل هذه المساحة بكاملها إلى منطقة محروقة، و ذلك مع الإبقاء على مطلبها السابق بإقامة منطقة عازلة بعمق 10 كيلومترات على أن تكون المنطقة بين الـ3 والـ10 كيلومترات من مسؤولية اليونيفل والجيش اللبناني.
المنطقة العازلة ليست الهدف الوحيد، فإسرائيل تقول إن هدف التوغل الإسرائيلي في لبنان هو تدمير الأنفاق والأسلحة التي أعدها حزب الله بالقرب من الحدود بين البلدين.
وفي فلسطين.. هناك أيضا إشارة قوية، في الأوساط الإسرائيلية إلى وجود مخططات عسكرية وسياسية بشأن غزة واليوم التالي للحرب.
تشمل هذه المخططات سيناريوهات عدة منها إرساء إدارة مدنية في غزة وعودة السلطة الفلسطينية للقطاع أو حتى الحكم العسكري الإسرائيلي.
كما يهدف نتنياهو إلى تحويل الحركة على إثر الخسائر الكبيرة في قادتها السياسيين والعسكريين، إلى جسم لا وزن له على الساحتين الفلسطينية والإقليمية، أمر قد يجبرها على القبول بشروط إسرائيل.
وأما عن صفقة تبادل الرهائن لأشهر، والتي تحولت إلى صفقة شاملة تُعرف بـ"الكل مقابل الكل" – والتي تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس مقابل كل الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بهم حماس – وهي صفقة تُعد بعيدة المنال إلى حد كبير، كان بعض المسؤولين الأميركيين يرون أن تلك الفكرة قد تصبح ممكنة إذا تم القضاء على السنوار.
من الممكن أن يدفع مقتل السنوار حماس إلى قبول بعض مطالب إسرائيل، أو يمنح نتنياهو انتصارا رمزيا يتيح له الغطاء السياسي اللازم لتخفيف موقفه التفاوضي.
وبهذاسيكون نتنياهو أمام خطر خسارة جميع الرهائن الأمر الذي سيكلفه كثيرا على الساحة الداخلية في إسرائيل.
يأتي ذلك وسط ضغط وانتقادات على نتنياهو من عائلات الرهائن المحتجزين لدى حماس، ومن مسؤولين حاليين وسابقين ومحللين سياسيين، متهمينه بالسعي لإطالة أمد الحرب والمفاوضات من أجل التمسك بالسلطة.
