عقب اغتياله .. أبرز المحطات في حياة مهندس الطوفان يحيى السنوار
يحيى السنوار هو سياسي فلسطيني، وُلد في 1967 في خان يونس بقطاع غزة، و يُعتبر أحد قادة حركة حماس، وقد شغل منصب رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة.
يُعرف السنوار بتوجهه العسكري والسياسي، وقد لعب دورًا مهمًا في الأحداث السياسية والعسكرية في فلسطين، خاصة في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقبل دخوله العمل السياسي، كان السنوار قد قضى عدة سنوات في السجون الإسرائيلية، حيث اعتُقل بتهم تتعلق بالنشاطات العسكرية.
وعقب الإفراج عنه، بدأ في تعزيز دوره القيادي داخل حماس، وتركزت جهوده على تعزيز القوة العسكرية للحركة، بالإضافة إلى العمل على تحسين الوضع الإنساني في غزة.
ويعد يحيى السنوار أبرز الشخصيات البارزة في الحركة الفلسطينية، وخاصة في حركة حماس.
اعتقال السنوار
اعتقل لأول مرة عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي وكان عمره حينها 20 عاما، ووضع رهن الاعتقال الإداري 4 أشهر وأعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه، وبقي في السجن 6 أشهر من دون محاكمة، وفي عام 1985 اعتقل مجددا وحكم عليه بـ8 أشهر.
في 20 يناير 1988، اعتقل مرة أخرى وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل، وصدرت في حقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عاما).
خلال فترة اعتقاله تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون لدورتين تنظيميتين، وساهم في إدارة المواجهة مع مصلحة السجون خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2004.
تعرض لمشاكل صحية خلال فترة اعتقاله، إذ عانى من صداع دائم وارتفاع حاد في درجة الحرارة، وبعد ضغط كبير من الأسرى أجريت له فحوصات طبية أظهرت وجود نقطة دم متجمدة في دماغه، وأجريت له عملية جراحية على الدماغ استغرقت 7 ساعات.
أطلق سراح يحيى السنوار عام 2011، وكان واحدا من بين أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندى الإسرائيلي جلعاد شاليط ضمن ما سمي صفقة "وفاء الأحرار".
وتمت الصفقة بعد أكثر من 5 سنوات قضاها شاليط فى الأسر بغزة، ولم تنجح إسرائيل خلال عدوانها الذي شنته على القطاع نهاية 2008 في تخليصه من الأسر.
تولي المناصب
بعد الإفراج عنه، شغل عدة مناصب قيادية في حماس، وأصبح قياديًا بارزًا في الحركة.
حيث في عام 2017، تم انتخابه رئيسًا لحركة حماس في قطاع غزة، حيث لعب دورًا رئيسيًا في إدارة الأزمات والمفاوضات مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، و يُعتبر السنوار شخصية مؤثرة في السياسة الفلسطينية، وقد ساهم في تعزيز دور حماس في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي .
السنوار مهندس الطوفان
عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، أصبح يحيى السنوار المطلوب الأول لدى إسرائيل، إضافة إلى محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام.
أصبح التخلص من زعيم حماس أهم الأهداف الإستراتيجية للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية"، إذ يعتبره مسؤولون إسرائيليون العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر 2023.
في 14 نوفمبر 2023 فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على قيادات من حماس تشمل تجميد أصول وحظر السفر، ومن بينهم السنوار.
وأصدرت السلطات الفرنسية في 30 نوفمبر2023 مرسوما يقضي بتجميد أصول السنوار لمدة ستة أشهر.
لم يظهر السنوار علنا خلال تلك الحرب، وذكرت صحيفة "هآرتس" أنه التقى بعض الأسرى الإسرائيليين خلال فترة احتجازهم في غزة، وأخبرهم بلغة عبرية سليمة أنهم في المكان الأكثر أمانا ولن يتعرضوا لأي مكروه.
محاصرة قوات الجيش الإسرائيلي منزل السنوار
في 6 ديسمبر 2023، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو محاصرة قوات الجيش الإسرائيلي منزل السنوار لكن لم يتم الوصول إليه، ويعتقد مسؤولون في الجيش أنه يدير العمليات مع باقي قادة الجناح العسكري لحماس من داخل شبكة الأنفاق التي بنتها الكتائب تحت الأرض.
يوم 20 مايو 2024 أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان تقديمه طلبا للمحكمة لاستصدار أمر اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ومن جهة أخرى السنوار والضيف وهنية بتهم ارتكابهم جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية عقب أحداث أكتوبر 2023.
في يوم 31 يوليو 2024 أعلنت حركة حماس أن إسرائيل اغتالت رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران، وذلك بقصف الشقة التي كان فيها مع مرافقه.
وقد كان هنية في طهران على رأس وفد من الحركة للمشاركة في مراسيم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشيكيان.
وبعد دفن هنية في العاصمة القطرية الدوحة، بدأت الحركة انتخابات داخلية لاختيار خلفية لهنية، وأعلنت يوم الثلاثاء 6 أغسطس 2024 أن هيآتها الشورية اختارت بالإجماع يحيى السنوار رئيسا جديدا للحركة.
اغتيال السنوار
ليست عملية خاصة، ولا وحدة خاصة من الجيش الإسرائيلي قامت بتصفيته...
وهو ما قالته إسرائيل عن بعض تفاصيل عملية مقتل يحيى السنوار زعيم حركة حماس.
وقال الجيش الإسرائيلي والشاباك إنه خلال نشاط لقوات جيش الدفاع في غزة تم القضاء على 3 مخربين.
وأضافوا أن عملية فحص احتمال أن يكون أحدهم يحيى السنوار جارية.
وواجهت قوات مشاة إسرائيلية ثلاثة مسلحين قرب مبنى في غزة واشتبكت معهم.
وبعد انتهاء المواجهات عثرت القوات على جثة تشبه جثة السنوار، وأبلغت كبار القادة.
فإن الاشتباك مع السنوار جاء بالصدفة دون معرفة مكانه بعد عام من المطاردة وأن وجوده كان بمثابة مفاجأة كبيرة لهم.
وتقول القناة الـ13 إنه عثر في المبنى على قنابل يدوية ومتفجرات.
وتحتفظ الدولة العبرية بعينات من الحمض النووي وبصمات الأصابع للسنوار، بسبب بقائه في السجون الإسرئيلية 22 عاما.
ومن العلامات الأخرى التي أكدت هوية السنوار الساعة التي كان يرتديها، حيث إنه من المعروف أنه كان يتجول سرا في غزة دون هاتف أو أجهزة اتصال لاسلكية لمنع تعقبه.