مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

خطف وتعذيب حتى الموت.. سطوة المليشيات تربك عاصمة ليبيا

نشر
الأمصار

تشهد منطقة الزهراء، جنوبي طرابلس عاصمة ليبيا، حالة من التوتر الأمني والغضب الشعبي، بعد مقتل شاب تحت التعذيب على يد مليشيات خارجة عن القانون، في استمرارٍ لسلسلة جرائم متصلة من هذا النوع منذ سنوات، يفلت أصحابها في أحيان كثيرة من العقاب.

ووفق تصريحات مصادر أمنية في ليبيا، فإن قياديا مليشياويا يدعى أحمد عظيم، تابع لمليشيا الـ"55" التي يقودها المليشياوي الأبرز في العاصمة، معمر الضاوي، اختطف الشاب "منير. أ." من منزله، والذي تعرض للسجن والتعذيب والضرب لعدة أيام داخل سجن المليشيات الخارج عن سيطرة الدولة في منطقة ورشفانة، فيما يحشد ذوو القتيل لاستيفاء حقه.

جريمة مكررة في 24 ساعة

لا تعد هذه الجريمة هى الوحيدة خلال الـ24 ساعة التي ترتكبها المليشيات في طرابلس عاصمة ليبيا، إذ سجلت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، حادثة مشابهة.
وجاء في بيان نشرته على صفحتها في موقع "فيسبوك" الثلاثاء، أن مواطنا يدعى "عبدالمالك. ج. ط."، يبلغ من العمر 28 عاما، جرى اختطافه من أمام مقهى بمنطقة طريق الشوك في منطقة صلاح الدين، جنوب غرب طرابلس، يوم الاثنين، على يد مسلحين مجهولين بسيارة عسكرية مصفحة ذات دفع رباعي، معتمة الزجاج، ودون لوحات معدنية، ولا تعرف أسرته مصيره حتى الآن.
وطالبت المؤسسة المحامي العام بمحكمة استئناف طرابلس ووزارة الداخلية والأجهزة الأمنية المختصة ومديرية أمن طرابلس في ليبيا، بالعمل على فتح تحقيق شامل في ملابسات الواقعة، وضمان الكشف عن مصيره وإطلاق سراحه، وملاحقة المتهمين، محمّلةً الخاطفين المسؤولية القانونية الكاملة حيال سلامته ومصيره.

كذلك شددت في ذات البيان على "أهمية التزام سلطات إنفاذ القانون بالعمل، وفقا لما نص عليه قانون الإجراءات الجنائية، وبما يتوافق مع الشرعية الإجرائية وضمانات حماية حقوق الإنسان في سياق العمل الأمني، وضرورة أن تكفل وتضمن الحكومة ووزارة الداخلية، حماية المواطنين من حوادث الاختطاف والاعتقال والاحتجاز التعسفي الخارج عن القانون والإخفاء القسري". 

عناصر من المليشيات في ليبيا- أرشيفية
عناصر من المليشيات في ليبيا

من هو معمر الضاوي؟

ويعد معمر الضاوي، آمر مليشيات الـ"55 مشاة"، أحد أبرز القيادات المليشياوية في ليبيا، ويسيطر على المنطقة الجنوبية في العاصمة، ودخل في اشتباكات مع المليشيات المنافسة حول النفوذ والسيطرة.

ويتم إبرازه في صورة زعيم المليشيات في غرب البلاد، ولعب دورا بارزا في عدة حروب اندلعت بطرابلس منذ 2011، أبرزها ما عرف بـ"فجر ليبيا" عام 2014، والتي نجم عنها إحكام سيطرة المليشيات على غرب ليبيا، والانقسام المؤسسي بين شرق البلاد وغربها.

وبجانب تاريخه هذا، فإن الضاوي يثير حفيظة الليبيين بشكل أكبر من وقت لآخر حين يستضيف وفودا رسمية كبيرة، ويشارك في افتتاحات، ويتلقى برقيات، ويشارك في حفلات تكريم، كما تستقبله السفارات الأجنبية كأنه شخصية لها صفة شرعية.

وفي ظل حالة الفوضى المليشياوية التي تسيطر على طرابلس منذ سنوات، تنتشر ظاهرتا الإفلات من العقاب والاعتقال التعسفي، حتى في الجرائم التي طالت حائزي الحصانات النيابية أو القضائية، وفق منظمات حقوقية محلية.
ومن الأمثلة على ذلك، أن مليشيات أخرى تسمى"الردع" التي يرأسها عبدالرؤوف كاره، الشهير بـ"الشيخ الملازم"، اعتقلت وكيل النيابة، محمد المبروك أحمد الكار، وكذلك اعتقلت وكيل النيابة العسكرية، منصور نور الدين دعوب، رئيس نيابة مكافحة الإرهاب بمكتب المدعي العام العسكري.