تعاون روسي كوري يثير قلق المجتمع الأوروبي.. تفاصيل
تساءلت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية عن تداعيات إرسال جنود كوريين شماليين إلى روسيا للمشاركة في الحرب ضد أوكرانيا، حيث أفادت تقارير أمريكية وكورية جنوبية يوم /الأربعاء/ الماضي بوجود أدلة على أن كوريا الشمالية أرسلت جنودًا إلى روسيا، مما قد يمثل تصعيدًا محتملاً في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أنه إذا كانت مهمة هؤلاء الجنود هي القتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها جيش ثالث بشكل مباشر في النزاع.
ولفتت الوكالة الأمريكية أنه بينما قدمت دول أخرى دعمًا عسكريًا، بما في ذلك الأسلحة والتدريب، لم يتضمن ذلك إرسال قوات على الأرض.
3 آلاف جندي من كوريا الشمالية يصلون روسيا
وأخبر رئيس الاستخبارات الكورية الجنوبية المشرعين أن حوالي 3 آلاف جندي من كوريا الشمالية يتلقون تدريبًا لاستخدام معدات مثل الطائرات المسيرة قبل أن يتم إرسالهم إلى أوكرانيا، كما أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن - في مؤتمر صحفي - وجود أدلة على إرسال القوات الكورية الشمالية إلى روسيا، ولكن لم يتم الكشف عن تفاصيل حول مهامهم.
كما أشار رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، إلى أن الجنود الكوريين الشماليين وصلوا إلى منطقة كورسك الروسية لمساعدة القوات الروسية في التصدي لهجوم أوكراني محتمل، بينما ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الضباط الكوريين الشماليين قد تم رصدهم بالفعل في المناطق التي تحتلها روسيا.
اوكرانيا تستعد لمواجهة احتمال وجود قوات كورية شمالية على أراضيها
وتستعد أوكرانيا لمواجهة احتمال وجود قوات كورية شمالية على أراضيها، حيث يرى محللون أن وجود 10 آلاف جندي من كوريا الشمالية يمكن أن يزعزع بشكل كبير الدفاعات الأوكرانية وقد أطلق مشروع "أريد أن أعيش" في أوكرانيا، والذي يشجع الجنود الروس على الاستسلام، مقطع فيديو باللغة الكورية يدعو الجنود الكوريين الشماليين إلى تجنب القتال.
وأعرب زيلينسكي عن قلقه من ردود الفعل المحسوبة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية تجاه إرسال القوات الكورية الشمالية، وقد أشار وزير الدفاع الألماني إلى تصعيد الوضع وضرورة مراقبة الأحداث عن كثب، بينما حذر وزير الدفاع البريطاني من أن هذا التطور لا ينذر بخير بالنسبة لأمن أوروبا أو منطقة المحيط الهادئ.
وتتزايد التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا، حيث تعمقت العلاقات بين البلدين خلال العامين الماضيين، ويشير المحللون إلى أن الحاجة إلى جنود كوريا الشمالية قد تعكس أن الوضع العسكري في أوكرانيا لا يسير كما خططت له روسيا.
وفي هذا السياق، تم إرسال أكثر من 13 ألف حاوية من الأسلحة والذخائر إلى روسيا من كوريا الشمالية منذ أغسطس 2023، وهي تستخدم حاليًا ضد الأهداف الأوكرانية.
ويُظهر هذا التطور تعقيدات الصراع في أوكرانيا ويُشير إلى تصعيدات محتملة قد تؤثر على مسار الحرب وتوازن القوى في المنطقة.
بوتين: استخدام القوات الكورية الشمالية من عدمه أمر يخص روسيا فقط
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، إن قرار استخدام القوات الكورية الشمالية أم لا هو أمر يخص روسيا، وقال إنه إذا أرادت أوكرانيا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي فإن موسكو يمكنها أن تفعل ما تريد لضمان أمنها.
قالت الولايات المتحدة يوم الأربعاء إنها اطلعت على أدلة على أن كوريا الشمالية أرسلت ثلاثة آلاف جندي إلى روسيا لنشرهم المحتمل في أوكرانيا، وهي خطوة وصفها الغرب بأنها تصعيد كبير للحرب الأوكرانية.
وقالت المخابرات العسكرية الأوكرانية إن أولى الوحدات الكورية الشمالية التي تدربت في روسيا تم نشرها في منطقة كورسك، وهي منطقة حدودية روسية سيطرت عليها القوات الأوكرانية على قطعة أرض روسية في أغسطس.
وقال بوتين للتلفزيون الرسمي الروسي "عندما يتعين علينا أن نقرر شيئا ما، سنقرر... لكن قرارنا السيادي هو ما إذا كنا سنطبقه، أو ما إذا كنا سنطبقه، أو ما إذا كنا سنحتاج إليه".
وأضاف بوتين أن الغرب قال مرارا وتكرارا إن الأمر متروك لأوكرانيا في كيفية ضمان أمنها - 'مع أو بدون الناتو'.
وتابع: " كلما أسرعوا في إدراك عدم جدوى مثل هذا النهج في العلاقات مع روسيا، كلما كان ذلك أفضل للجميع، وربما، قبل كل شيء، لأنفسهم".
ووقع بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون شراكة استراتيجية شاملة، مما يفتح باب اتفاق جديد خلال زيارة بوتين لبيونغ يانغ في يونيو.
تنص المادة 4 من الاتفاقية على ما يلي: " إذا تعرض أحد الطرفين لهجوم مسلح من قبل أي دولة أو عدة دول، وبالتالي يجد نفسه في حالة حرب، يقدم الطرف الآخر على الفور المساعدة العسكرية وغيرها من المساعدات بكل الوسائل المتاحة له".
ولم ينف بوتين يوم الخميس مزاعم أمريكية بأن كوريا الشمالية أرسلت قوات إلى روسيا لكنه قال يوم الخميس إن الأمر متروك لموسكو في كيفية إدارة بند الدفاع المشترك مع بيونجيانج واتهم الغرب بتصعيد الحرب الأوكرانية..