وزير الري المصري: المنطقة العربية الأكثر معاناة من الشح المائي في العالم
أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري المصري، أن المنطقة العربية تُعد من أكثر المناطق التي تعاني من الشح المائي في العالم، مشددًا على أهمية تكاتف جهود دول المنطقة؛ للعمل على إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة تحديات المياه؛ مثل التوسع في استخدام المياه غير التقليدية.
جاء ذلك خلال لقاء وزير الري ومريم خليفة الكعبي سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى القاهرة؛ حيث ناقش اللقاء سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجال المياه، وتم بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين في مجال الموارد المائية.
وأوضح بيان وزارة الري، تأكيد الدكتور سويلم، استعداد مصر للتعاون مع الإمارات في مجال إدارة الموارد المائية، ونقل الخبرات المصرية المتميزة في مجال معالجة وإعادة استخدام المياه؛ حيث من المقرر أن يزور وفد إماراتي محطات الدلتا الجديدة والمحسمة لمعالجة مياه الصرف الزراعي.
كما ناقش اللقاء، فرص الاستثمارات الإماراتية في مصر، وتبادل الخبرات في مجالات إدارة المياه وطرق الري الحديثة، والتحلية للإنتاج الكثيف للغذاء؛ اعتمادًا على الطاقة الشمسية؛ باعتبارها أحد الحلول لمواجهة العجز المائي، وخاصة في ظل تشابه تحديات الشح المائي في كل من مصر والإمارات.
وأشار الوزير إلى أهمية تطبيق مفهوم الترابط بين المياه والغذاء والطاقة، خاصة وأن قطاع الزراعة هو المستهلك الأكبر للمياه، مع الاستفادة من التجارب الناجحة للدول في مجال التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء، مثل المغرب وإسبانيا وأستراليا، ومواصلة الدراسات والبحوث المعنية بتقليل تكلفة الطاقة لتقليل تكلفة التحلية.
وبحث وزير الري مع السفيرة الإماراتية موقف مشاركة مصر في المؤتمر العالمي لتحلية المياه، المقرر عقده في شهر ديسمبر 2024 بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وشكلت العلاقات المصرية الإماراتية نموذجا متميزا يحتذى به في العلاقات بين الدول والشعوب، إذ يجمع البلدين الشقيقين روابط تاريخية أثمرت على مدى نصف قرن عن ترابط وتوافق في جميع المواقف والقضايا، كما يحرص كلا البلدين على مشاركة بعضهما البعض الاحتفال بإنجازاتهما في مختلف المجالات.
علاقات اقتصادية مثمرة
إن قوة تلك العلاقات على الصعيد الاقتصادى تترجم البنيان المتين لتلك العلاقات على الصعيدين التاريخي والسياسي ، فالإمارات تعد أكبر دولة مستثمرة في السوق المصرية ، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 68 مليار دولار خلال 22 عاما فقط.
وتتميز العلاقات بين البلدين أيضا بالدعم المتبادل في العديد من المواقف سواء في الداخلية أو الإقليمية أو الدولية، وهناك تطابق في الرؤى والأفكار بين قيادة البلدين.
وشهدت هذه العلاقات دفعة كبيرة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أصبحت نموذجاً يحتذي في العلاقات العربية العربية؛ وأدت العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين إلى زيادة التعاون، بخاصة على المستويات الاقتصادية المختلفة، فتحتل الإمارات المرتبة الأولى بين الدول العربية والأجنبية المستثمرة في مصر، وفي هذا الإطار، قام الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بعدة زيارات إلى دولة الإمارات، والتقى في مقر إقامته بعدد من كبار مستثمري دولة الإمارات، لبحث سبل تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وتوضح الأرقام نمو العلاقات بين مصر والإمارات ، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين ، ليسجل 4.9 مليار دولار بدلا من 3 مليارات دولار سجلها التبادل التجاري عام 2022 .
وسجلت الصادرات المصرية إلى الإمارات ارتفعا بلغ 1.8 مليار دولار خلال الـ11 شهر الأولى من عام 2022 مقابل 1.4 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 14.4%.
وأهم صادرات مصر للإمارات، اللؤلؤ والأحجار الكريمة والحلي و الآلات والأجهزة الكهربائية والملابس والخضروات ومنشآت جاهزة الصنع.
وتعد أهم واردات مصر من الإمارات الوقود والزيوت المعدنية ومنتجات تقطيرها واللدائن ومصنوعاتها و اللؤلؤ والأحجار الكريمة، والنحاس ومصنوعاته والأسماك.
وبشأن الاستثمارات الإماراتية في مصر، فقد قفزت إلى 5.7 مليار دولار خلال العام المالي 2021 ـ 2022 من 1.4 مليار دولار خلال عام 2020 ـ 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 300.8%.