التوترات بين الصومال وإثيوبيا وأزمة التمويل تهددان اكتمال مهمة بعثة الاتحاد الأفريقي
تشكل التوترات القائمة بين الصومال وإثيوبيا وأزمة التمويل تهديدا لاكتمال مهمة بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال "أتميص" نهاية العام الجاري.
وقام رئيس الصومال، حسن شيخ محمود، مؤخرا، بجولة في البلدان المساهمة بقوات في بعثة الاتحاد الأفريقي بما في ذلك كينيا وجيبوتي وأوغندا وبوروندي، ومع ذلك سلطت المناقشات الضوء على التمويل غير المستقر لعملية الاتحاد الأفريقي المرتقب انطلاقها في يناير 2025، وكذلك الخلاف في مشاركة القوات الإثيوبية في تلك العملية.
ولا يزال المجتمع الدولي منقسما بشأن الدعم المالي اللازم لإنشاء إطار عمل جديد لحفظ السلام في الصومال. في حين يتردد بعض أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في دعم استمرار البعثة في شكلها الحالي، فإن آخرين، بما في ذلك الولايات المتحدة وحلفاؤها، يدعون إلى تجديد البعثة في عام 2026.
واقترح مسؤولون من الأمم المتحدة تمديدا محتملا لبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال "أتميص" للسماح بالوقت لمراجعة النماذج التشغيلية الجديدة.
وأكد الصومال على نيته تولي قيادة أكبر في مهمة حفظ السلام، والتي تشمل اختيار البلدان المساهمة بقوات في العملية الجديدة، وأكد المسؤولون الصوماليون أن القوات الإثيوبية، المتمركزة حاليا في الصومال بموجب بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال "أتميص"، لا ينبغي أن تظل جزءا من تلك العملية.
وفي الوقت الذي تصر فيه الحكومة الفيدرالية الصومالية على استبعاد القوات الإثيوبية من مهمة الاتحاد الأفريقي الجديدة، فإن الحكومة الإثيوبية تعتبر ذلك خطرا على أمنها القومي، وتحث الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة على منع أي جهد لاستبعاد قواتها من المشاركة في العملية الأفريقية المقرر بدؤها في الصومال مطلع العام القادم.
تمثل هذه التحديات منعطفا حاسما للمشهد الأمني في الصومال مع انتهاء مهمة بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية نهاية العام واستمرار المناقشات حول الهيكل الذي سيحل محلها.
بحث سبل التعاون بين وزير الخارجية الصومالي والمبعوث الألماني للقرن الأفريقي
استقبل وزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي في الصومال، علي محمد عمر، بمكتبه بمقر الوزارة، المبعوث الخاص لجمهورية ألمانيا الإتحادية إلى منطقة القرن الأفريقي، هيكو نيتشكي وبرفقته نائب السفير الألماني لدى جمهورية الصومال الفيدرالية.
وتناول اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، كما تم مناقشة الموضوعات ذات الإهتمام المشترك، وسبل توطيدها في كافة المجالات، وفي خلال اللقاء تم التسليط الضوء على إنتخاب الصومال لعضوية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمدة عامين والتي تبدأ في مطلع عام 2025.
كما ناقش الجانبان، حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وتعزيز الجهود الرامية لمعالجة تحديات الراهنة في المنطقة، وأكد الطرفان التزامهما بتعزيز النمو الإقتصادي الإقليمي، ودعم مهمة الإتحاد الأفريقي الجديدة بقيادة الصومال، وذلك من خلال منصات الإتحاد الأوروبي.
وبدوره أكد معالي وزير الدولة إلتزام الصومال الثابت بمكافحة الإرهاب، بما في ذلك حركة الشباب وداعش، مشددا على أهمية تكثيف الجهود الدبلوماسية لتحقيق السلام والأمن الدائمين في المنطقة.
الصومال وألمانيا يبحثان جهود مكافحة الإرهاب
وفي سياق آخر، استقبل وزير الدفاع الصومالي، عبد القادر محمد نور، المبعوث الخاص للحكومة الألمانية لمنطقة القرن الأفريقي، السفير هيكو نيتشكي.
وركز اللقاء على العمليات الجارية للقضاء على الجماعات الإرهابية، وانتقال مهام بعثة أتميس إلى العملية الجديدة أوسوم، وضمان الأمن العام في البلاد.
كما ناقش الاجتماع القلق الإقليمي بشأن انتهاك إثيوبيا لاستقلال ووحدة الأراضي الصومالية، وأكد على موقف الصومال الثابت في الحفاظ على السيادة الوطنية.