إثيوبيا تكشف تطورات سد النهضة وتؤكد مواصلة السعي للحصول على منفذ بحري
من تطورات سد النهضة في إثيوبيا، مرورا بمساعي بلاده للحصول على منفذ بحري، إلى علاقة أديس أبابا بمقديشو، ملفات عدة سلط رئيس وزراء إثيوبيا الضوء عليها.
فخلال رده على استفسارات نواب البرلمان الإثيوبي، الخميس، قال رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، إن سد النهضة قد اكتمل، وإن بلاده «استطاعت تخزين كمية مياه ضخمة خلف السد»، وصفها بأنها «بمثابة مخزون ستقوم بإطلاقه حال مواجهة دول المصب أي نقص في المياه».
وبلغت نسبة إجمالي المياه المحتجزة في بحيرة سد النهضة في إثيوبيا نحو: 62.5 مليار متر مكعب، فيما من المتوقع أن تصل في ديسمبر المقبل ما بين 70 و71 مليار متر مكعب من إجمالي السعة الكلية للسد البالغة: 74 مليار متر مكعب.
منفذ بحري
وحول مساعي بلاده للحصول على منفذ على البحر الأحمر، وصف رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، وجود ميناء على البحر الأحمر بأنه "مصلحة وطنية لإثيوبيا لا تتزعزع"، متعهدا بمواصلة العمل دون الدخول في أي صراع.
وأوضح رئيس وزراء إثيوبيا، أن «إثيوبيا وقعت اتفاقية مع أرض الصومال للحصول على منفذ بحري، وهي إيجار لمدة 50 عاما فقط لتلبية احتياجات تزايد عدد سكانها الذي وصل إلى 120 مليونا».
إثيوبيا وإريتريا
أما عن فتور العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا، قال رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، إن موقف حكومته تجاه إريتريا «يقوم على مبدأ حسن الجوار والسلام (..) ما أود أن أقوله للإريتريين.. إثيوبيا لن تكون مهدِّدة لكم ولن تتسبب في إيذائكم».
ومؤخرا، شهدت العلاقات الإثيوبية-الإريترية فتورا، تزايد بعد تعليق إريتريا رحلات الخطوط الجوية الإثيوبية الشهر الماضي، في تطور عزاه مراقبون إلى توقيع أديس أبابا اتفاق سلام مع جبهة تحرير تيغراي، التي تعد بمثابة «العدو اللدود» لإريتريا طيلة أكثر من عقدين من الزمن.
وتعارض إريتريا عودة جبهة تحرير تيغراي مجددا إلى المشهد السياسي في إثيوبيا، خاصة بعد أن وقعت حكومة آبي أحمد اتفاقا معها، أتاح لها العودة السياسية بشكل مؤقت وحكمها لإقليم تيغراي.
أزمة الملاريا في إثيوبيا تتفاقم بولاية أمهرة.. إصابة 600 ألف بـ90 يومًا
تشهد ولاية أمهرة في إثيوبيا أزمة صحية خطيرة بسبب انتشار وباء الملاريا، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 50 ألف حالة إصابة جديدة خلال أسبوع واحد فقط، ليصل الإجمالي إلى حوالي 600 ألف حالة خلال ثلاثة أشهر.
دفع هذا الوضع المقلق معهد أمهرة للصحة العامة إلى إصدار بيان يحذر من الانتشار السريع للمرض.
تفاصيل انتشار الملاريا في ولاية أمهرة
بحسب معهد أمهرة للصحة العامة، فإن 72% من حالات الملاريا تتركز في 40 مقاطعة في الولاية، مما يعكس خطورة الوضع. منذ عام 2017، شهدت المنطقة ارتفاعًا كبيرًا في حالات الإصابة بالملاريا، حيث أظهرت الإحصائيات زيادة بنسبة 65.8% في عدد الحالات مقارنة بالسنة المالية السابقة.
وأكد بيلاي بيزابه، المدير العام لمعهد أمهرة للصحة العامة، أن أكثر من 1.5 مليون شخص تأثروا بالملاريا في السنة المالية السابقة، مما يدل على التحديات المستمرة التي تواجهها المنطقة.
ووفقًا للمعهد، فإن الظروف المناخية الملائمة لتكاثر البعوض، والتي تزامنت مع موسم الأمطار، تعتبر من العوامل الرئيسية وراء هذا الارتفاع الكبير في الإصابات.
التحديات الأمنية وتأثيرها على مكافحة الملاريا
التحديات الأمنية المستمرة في ولاية أمهرة تعيق جهود الوقاية والعلاج من الملاريا. وقد أشار بيزابه إلى أن هذه الاضطرابات يمكن أن تؤدي إلى نقص في الأدوية الأساسية، مما يهدد حياة المواطنين.
فالتوترات السياسية والنزاعات المسلحة تعرقل الوصول إلى مناطق معينة، مما يؤثر سلبًا على توزيع الأدوية والعلاج.
كما أن ظروف الحياة الصعبة الناتجة عن النزاعات تؤدي إلى ضعف الوعي بين المواطنين بشأن طرق الوقاية من الملاريا، مما يزيد من انتشار المرض.
ومن المهم أن يكون لدى المجتمعات المحلية المعرفة الكافية بأعراض المرض، حتى يتمكنوا من طلب العلاج في الوقت المناسب.
جهود الحكومة لمواجهة الوباء
استجابة لهذه الأزمة، أعلن المعهد عن إطلاق "حملة مكافحة البيئة المجتمعية" التي من المقرر أن تبدأ في 27 أكتوبر 2024.
وتهدف الحملة إلى إشراك المجتمعات المحلية في جهود الوقاية، من خلال تصريف المياه الراكدة، وتنظيف الخنادق، وحرق القمامة، وتعزيز استخدام الناموسيات.
وسيتم أيضًا زيادة الوعي بأعراض الملاريا وطرق الوقاية، مما يعد خطوة ضرورية في مواجهة هذا الوباء.
وصرحت دامتي لانكير، منسقة برنامج الملاريا، بأن هذه الجهود تهدف إلى تقليل انتشار المرض وتحسين صحة المجتمع.