إنفوجراف.. من هو رئيس مجلس النواب العراقي الجديد محمود المشهداني؟
عاد السياسي العراقي المخضرم محمود المشهداني، طبيب ذو خلفية إسلامية، إلى الساحة السياسية بقوة، بعد غيابٍ دام نحو 16 عامًا عن منصب رئاسة البرلمان.
هذا التعيين جاء بعد توافق نادر بين زعيمين بارزين على الساحة العراقية، نوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق، ومحمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق، في خطوة تحمل دلالات سياسية كبيرة حول مستقبل السلطة التشريعية في البلاد.
ولد محمود المشهداني في بغداد عام 1948، ودرس الطب ليحصل على شهادته الجامعية عام 1972، حيث بدأ مسيرته كطبيب في الجيش العراقي برتبة ملازم أول.
دخل السياسة من أوسع أبوابها، حيث كان أول رئيس للبرلمان العراقي بعد سقوط النظام السابق في عام 2003. وفي عام 2008، تولى المشهداني رئاسة الاتحاد البرلماني العربي، ليعزز دوره كلاعب مؤثر على الساحة الإقليمية.
عودة غير متوقعة بدعم قوي من المالكي
تأتي عودة المشهداني لرئاسة البرلمان كجزء من صفقة معقدة شهدت دعماً مباشراً من نوري المالكي، المعروف بتأثيره القوي على السياسة العراقية، وسط توترات داخل الكتلة السنية.
وكان المشهداني قد تعرض عام 2022 لحادث "اعتداء" أثناء رئاسته لجلسة البرلمان بصفته العضو الأكبر سنًا، مما استدعى نقله للمستشفى.
وبعد سنوات من الابتعاد عن المشهد، يرى مراقبون أن دعم المالكي هذه المرة أسهم بشكل حاسم في عودة المشهداني، ما يعكس تحالفًا ضمنيًا بين قيادات سياسية عريقة، وينذر بتغيير ديناميكيات السلطة في العراق.
تحديات أمام البرلمان ومكانة المشهداني كـ"أب مؤسس"
ينتمي المشهداني إلى جيل من القيادات العراقية التي ساهمت في تشكيل النظام السياسي الجديد بعد 2003، ويعتبر من بين ما يعرف بـ "الآباء المؤسسين"، وهم شخصيات مثل طارق الهاشمي، وصالح المطلك، ورافع العيساوي، الذين تميزوا بتأثيرهم الكبير خلال تلك الحقبة.
وعُرف المشهداني بانتقاداته اللاذعة لقادة الكتلة الشيعية، لا سيما خلال فترة رئاسته السابقة للبرلمان عام 2006، حين حاول لعب دور الوسيط وسط أجواء العنف الطائفي المتصاعد، وهو ما قاد لاحقًا إلى استقالته في 2008 تحت ضغوط سياسية شديدة.
ومع تزايد التحديات أمام البرلمان، ينظر البعض إلى عودة المشهداني بوصفها بداية لتحالفات جديدة قد تساهم في إعادة التوازن بين الأطراف السياسية المختلفة.