بالفيديو.. العزاوي: اختيار "المشهداني" رئيسًا للبرلمان العراقي جزء من ترتيبات المنطقة بعد حرب لبنان وغزة
أكد الدكتور رائد العزاوي، مدير مركز الأمصار للدراسات السياسية والاقتصادية والأمنية وأستاذ العلاقات الدولية، أن مشهد انتخاب رئيس مجلس النواب العراقي، جزء مكمل للمشهد الذي يدور في المنطقة والعالم أيضًا، قائلًا:"قد يتعجب المشاهد مما أقول لكن في الحقيقة مشهد انتخاب رئيس مجلس النواب العراقي مرتبط بوقف إطلاق النار في لبنان وغزة، ومرتبط أيضًا بالمشهد الانتخابي في أمريكا، وفي حالة الحراك الحادث بالمنطقة".
وأوضح "العزاوي"، خلال لقائه التليفزيوني على شاشة العربية الحدث عاجل، أن إيران تريد إعادة ترتيب أوراقها بالمنطقة، فهي لا تريد أن تخسر قوتها، مثلما حدث مؤخرًا بخسارتها السياسية لحزب الله، قائلًا:"خلال الأسبوع الماضي حدث ضغوطات على عدد من نواب السنة، علاوة على عدد من النواب الآخرين الرافضين لانتخاب المشهداني رئيسًا لمجلس النواب وهو مدعوم من كتل سياسية شيعية مدعومة من إيران، مما أحدث خلل في هذه الكتل السنية".
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية:"انتخاب المشهداني اليوم هو استعداد إيراني دولي للانتخابات المقبلة، فهو جزء من الدولة العميقة، الولايات المتحدة لا تريد أيضًا أن تخسر نفوذها في العراق، مما غير المشهد تماشيًا مع الحراك الذي يحدث في العالم أجمع".
وتابع العزاوي :"هناك محاولات مستمرة من إيران وأمريكا لإبقاء الأوضاع في العراق على حالها حتى موعد الانتخابات الأمريكية، وحتى يتم انتخاب رئيس لأمريكا، وبعد ذلك يتم وضع تصورات لتدخل أمريكا وإيران بالمنطقة، ومن بعدها يتم إحداث حراك سياسي واضح في العراق".
من هو رئيس مجلس النواب العراقي الجديد محمود المشهداني؟
عاد السياسي العراقي المخضرم محمود المشهداني، طبيب ذو خلفية إسلامية، إلى الساحة السياسية بقوة، بعد غيابٍ دام نحو 16 عامًا عن منصب رئاسة البرلمان.
هذا التعيين جاء بعد توافق نادر بين زعيمين بارزين على الساحة العراقية، نوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق، ومحمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق، في خطوة تحمل دلالات سياسية كبيرة حول مستقبل السلطة التشريعية في البلاد.
ولد محمود المشهداني في بغداد عام 1948، ودرس الطب ليحصل على شهادته الجامعية عام 1972، حيث بدأ مسيرته كطبيب في الجيش العراقي برتبة ملازم أول.
دخل السياسة من أوسع أبوابها، حيث كان أول رئيس للبرلمان العراقي بعد سقوط النظام السابق في عام 2003. وفي عام 2008، تولى المشهداني رئاسة الاتحاد البرلماني العربي، ليعزز دوره كلاعب مؤثر على الساحة الإقليمية.
عودة غير متوقعة بدعم قوي من المالكي
تأتي عودة المشهداني لرئاسة البرلمان كجزء من صفقة معقدة شهدت دعماً مباشراً من نوري المالكي، المعروف بتأثيره القوي على السياسة العراقية، وسط توترات داخل الكتلة السنية.
وكان المشهداني قد تعرض عام 2022 لحادث "اعتداء" أثناء رئاسته لجلسة البرلمان بصفته العضو الأكبر سنًا، مما استدعى نقله للمستشفى.
وبعد سنوات من الابتعاد عن المشهد، يرى مراقبون أن دعم المالكي هذه المرة أسهم بشكل حاسم في عودة المشهداني، ما يعكس تحالفًا ضمنيًا بين قيادات سياسية عريقة، وينذر بتغيير ديناميكيات السلطة في العراق.