5 أسرار وراء هزيمة كامالا هاريس في الانتخابات الأمريكية
حسم دونالد ترامب، معترك انتخابات الرئاسة الأمريكية، على حساب كامالا هاريس، وخلال السطور التالية، نُسلط الضوء على أبرز 5 أسباب كانت وراء منح الأمريكيون ثقتهم من جديد لـ"ترامب" على حساب منافسته.
- المشاكل الاقتصادية: ارتدت مشاكل التضخم بعد جائحة كوفيد-19 وارتفاع أسعار الوقود والمنتجات الأولية سلبًا على حملة كامالا هاريس وولاية جو بايدن.
- مسألة الهجرة: استمر الرئيس المنتخب دونالد ترامب طوال حملته الانتخابية في التنديد بالهجرة غير النظامية لملايين "المجرمين" متعهدًا بطردهم بأعداد كبيرة وكانت "هاريس" مكلفة بسياسة الهجرة.
- ديموغرافيا انتخابية جديدة: دعم الأمريكيين من أصول أفريقية لدونالد ترامب ازداد من 8 إلى 13% بين 2020 و2024 في مقابل ارتفاع من 32 إلى 45% في أوساط الأمريكيين من أصول أمريكية لاتينية.
- دخول متأخر في السباق الانتخابي: لم يكن أمام هاريس سوى ثلاثة أشهر لتعويض شعبيتها المتدنية وتبديد الانطباع السائد بأنها لم يكن لديها وقت كافٍ للتحضير لهذا الاستحقاق.
- النأي بالنفس من بايدن: تأخرت "هاريس" في النأي بنفسها منه خاصة في قضيتي الهجرة والاقتصاد اللتين أثرتا سلبًا على شعبيته والانتقادات التي تلقاها من الأمريكيين ذوي الأصول العربية بشأن دعمه لإسرائيل.
5 أسرار وراء هزيمة هاريس في الانتخابات الأمريكية
بعد ساعات طويلة من فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية، لا يزال البعض يبحث عن أسباب خسارة الديمقراطية هزيمة كامالا هاريس.
وبحسب "فرانس برس" فإن هناك عوامل عديدة وراء خسارة هاريس، من بينها قضيتا الهجرة والتضخم، وتأييد الرجال البيض أو السود أو من أمريكا اللاتينية لترامب، ودخولها المتأخر السباق الانتخابي، وعدم النأي بنفسها بما فيه الكفاية عن جو بايدن.
المشاكل الاقتصادية
أولى جيم كارفيل، كبير المسؤولين عن الحملة الانتخابية لبيل كلينتون، أهمية مطلقة لمسألة الاقتصاد، مما ساعد في فوز المرشح الديمقراطي في 1992.
وبعد ثلاثين عامًا على رئاسة كلينتون، ارتدت مشاكل التضخم بعد جائحة كوفيد-19 وارتفاع أسعار الوقود والمنتجات الأولية سلبًا على حملة كامالا هاريس وولاية جو بايدن، بينما استمر دونالد ترامب في تعهداته بحل هذه الأزمات.
وأشار برنارد ياروس، الخبير الاقتصادي في "أكسفورد إيكونوميكس"، إلى أن مسألة "التضخم" أدت دورًا بارزًا، رغم التباطؤ الذي سجله، إلا أنه لم ينعكس بشكل إيجابي على الحزب الحاكم.
مسألة الهجرة
استمر الرئيس المنتخب دونالد ترامب طوال حملته الانتخابية في التنديد بالهجرة غير النظامية لملايين "المجرمين"، متعهدًا بطردهم بأعداد كبيرة.
ولا شك في أن هذه السردية لقيت آذانًا صاغية في أوساط قاعدته الانتخابية التي اتسع نطاقها.
ورأى كارل توبياس، الأستاذ في الحقوق بجامعة ريتشموند، أن "مسألة الهجرة كانت بلا شك عاملاً حاسمًا في فوز ترامب، وهو موضوع أكّد عليه منذ عام 2016 بخطابات عن الجدار و"الاجتياح" و"التهديدات" الموجهة للعمالة الأمريكية".
وقد وجه سهامه مباشرة إلى كامالا هاريس، التي كانت مكلّفة بسياسة الهجرة في البلاد بصفتها نائبة الرئيس الأمريكي.
ديموغرافيا انتخابية جديدة
أظهر استطلاعان للرأي أجريا بعد خروج الناخبين من مراكز الاقتراع، بمبادرة من مركز "إديسون" البحثي و"سي إن إن"، أن دعم الأمريكيين من أصول أفريقية لدونالد ترامب ازداد من 8 إلى 13% بين 2020 و2024، في مقابل ارتفاع من 32 إلى 45% في أوساط الأمريكيين من أصول أمريكية لاتينية، مما يمثل مؤشراً على تغير قاعدة الديمقراطيين الانتخابية.
وقال روبرتو سورو، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا الجنوبية: "لاحظنا فعلاً ميولًا متزايدة نحو ترامب في أوساط الأمريكيين من أصول مكسيكية (المسيحيين) والإنجيليين غير الحاصلين على شهادات جامعية، المنتمين إلى الطبقة العاملة، الذين يعدون محافظين تقليديين في المسائل الاجتماعية".
وعلى عكس التوقعات، سجل دونالد ترامب نتائج أفضل في أوساط النساء والشباب مقارنة بعام 2020، رغم تركيز كامالا هاريس في حملتها على الدفاع عن حقوق النساء، خاصة في مسألة الإجهاض.
وأشارت سيلفي لوران، الأستاذة في كلية العلوم السياسية في باريس، إلى أن "النساء يتولين إدارة نفقات الأسرة ويشترين المواد اللازمة للطعام.
وقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية بأكثر من 30% منذ 2020، ولم تعرف هاريس كيف تتعامل مع هذا الوضع أو تجذب غالبية هذه الفئة من الناخبين".
دخول متأخر في السباق الانتخابي
أثار إعلان جو بايدن نيته الترشح للانتخابات في أبريل 2023 تحفظات العديد من الديمقراطيين.
لكن الشخصيات البارزة في الحزب اختارت الوقوف وراء الرئيس الثمانيني في مسار الترشح لولاية ثانية، متجاهلة طوال أشهر مؤشرات تدهور حال الرئيس، الذي كان يؤكد أنه الوحيد القادر على التغلّب على دونالد ترامب.
وعندما استدعى الأمر إيجاد بديل من بايدن بشكل عاجل في تموز، لم يكن أمام هاريس سوى ثلاثة أشهر لتعويض شعبيتها المتدنية، وتبديد الانطباع السائد بأنها لم يكن لديها وقت كافٍ للتحضير لهذا الاستحقاق.
وأفاد لاري ساباتو، خبير السياسة في جامعة فيرجينيا، أن "هذه الكارثة في الحزب الديمقراطي تعزى إلى جو بايدن بشكل كبير. كان يجدر به ألا يترشح في سن الثمانين، مما ترك لهاريس وقتًا قصيرًا لإدارة حملة الاستبدال التي تبين في النهاية أنها لم تكن مناسبة".
النأي بالنفس من بايدن
أعرب عدد كبير من الأمريكيين عن عدم رضاهم عن رئاسة بايدن، وتأخرت كامالا هاريس في النأي بنفسها منه، خاصة في قضيتي الهجرة والاقتصاد، اللتين أثرتا سلبًا على شعبيته، فضلاً عن الانتقادات اللاذعة التي تلقاها من الأمريكيين ذوي الأصول العربية بشأن دعمه لإسرائيل.
وجدت نائبة الرئيس نفسها في مأزق في 8 أكتوبر عندما سئلت على قناة "إيه بي سي" إذا كانت ستتصرف بشكل مختلف عن جو بايدن في السنوات الأربع الأخيرة.
وبعد تردد بسيط، قالت "لا يخطر شيء خاص في بالي".
وكان لهذه الإجابة وقع "كارثي"، وفقًا لما قاله ديفيد أكسيلرود، المستشار السابق لباراك أوباما عبر "سي إن إن".
واستغل دونالد ترامب هذه الهفوة في تجمّعاته الانتخابية، مستخدمًا التسجيل المصوّر لهذا المقطع في أشرطته الدعائية.