مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

«ولاية ترامب الثانية».. هل تنهي «زعامة أمريكا» للعالم؟

نشر
الأمصار

أثار حسم دونالد ترامب، تساؤلات جمّة بشأن موقفه من حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي طالما انتقده خلال حملته الانتخابية للضغط على الدول الأوروبية لزيادة إنفاقها الدفاعي.

وخلال الحملة الإنتخابية، قال ترامب إنه "سيشجع" روسيا "على فعل كل ما تريده" لأعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذين لم يساهموا بما يكفي في الميزانية وحتى لو ظلت الولايات المتحدة، على الورق، أحد الأعضاء الرئيسيين في الحلف فإن رؤية الرئيس المنتخب لالتزامات واشنطن قد تكون كافية لتآكل الحلف من الداخل.

ووفقا لـ"نيويورك تايمز"، فإن المهمة الأمريكية التي أعلنها جورج دبليو بوش في تنصيبه الثاني، قبل ما يقرب من عقدين "للسعي إلى دعم نمو الحركات والمؤسسات الديمقراطية في كل دولة وثقافة"، قد انتهت رسميًا الآن.

ومنذ فوزه في انتخابات 2020، زعم بايدن أن ولاية ترامب الأولى كانت مجرد ومضة في التاريخ الأمريكي، وليست نقطة تحول وأكد في أول اجتماع له مع حلفاء الولايات المتحدة أن "أمريكا عادت"، وتعهد باستعادة عالم يمكن الاعتماد فيه على واشنطن.

وأثبت بايدن رؤيته عندما حشدت الولايات المتحدة الغرب للدفاع عن أوكرانيا منذ اندلاع الحرب في 2022 ومع ذلك، أثبت فوز ترامب في انتخابات 2024 أن ترامب لم يكن مجرد ومضة.

والآن يعتمد تطبيق ترامب لاستراتيجية "أمريكا أولا" إلى حد كبير على "كيفية مزج خطابه الانعزالي برغبته الغريزية في أن يكون اللاعب المركزي في عصره"، وفق الصحيفة.

وقال هال براندز، مؤرخ الحرب الباردة في جامعة جونز هوبكنز "خلال ولايته الأولى، تحدث ترامب غالبًا وكأنه يريد إنهاء تقليد القيادة الأمريكية".

ومنذ هاري ترومان وصولا إلى بايدن، اعتبر رؤساء الولايات المتحدة أن التحالفات الأمريكية هي مصدر للقوة وعلى النقيض من ذلك اعتبرها ترامب عبئا وذكر دائما أنه لا يفهم لماذا تدافع واشنطن عن الدول التي تعاني أمريكا من عجز تجاري معها.

وفي ولايته الأولى، أعلن رفضه لمفهوم أن أوروبا كانت حصنًا ضد الاتحاد السوفياتي أو أن كوريا الجنوبية هي المفتاح لاحتواء كوريا الشمالية.

وبعد مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني 2021، أعلن بايدن على الفور أنه يستعيد الدور التقليدي لأمريكا حيث تضمنت إنجازاته توسيع خريطة التحالفات مثل الشراكة مع أستراليا وبريطانيا فيما يتعلق بالغواصات النووية بهدف احتواء الصين، بالإضافة إلى العلاقات المتجددة مع الفلبين والهند، والشراكة الجديدة بين اليابان وكوريا الجنوبية.

تساؤلات حول موقف ترامب من الحلف

والسؤال الآن يتعلق بكيفية تعامل ترامب مع هذه التحالفات ومن المتوقع أن يأتي الاختبار الأول من أوكرانيا حيث ألمح الرئيس المنتخب ونائبه جي دي فانس أكثر من مرة إلى قطع عشرات المليارات من الدولارات من المساعدات الأمريكية، مؤكدا أنه إذا كان هناك "صفقة" حول الأراضي الأوكرانية لما اندلعت الحرب.

ويتوقع المسؤولون الأوكرانيون أن يحاول ترامب فرض صفقة عليهم تمكن روسيا من الاحتفاظ بـ20% من الأراضي التي تسيطر عليها حاليا الأمر الذي يمكن أن يُنظر إليه كرسالة عبر أوروبا مفادها أن كل الحدود الدولية قابلة للتفاوض بحسب تعبير "نيويورك تايمز".

أيا كانت اختياره، فإن ترامب سيكتشف أنه يعمل في عصر أكثر تعقيدا بكثير مما كان عليه قبل 4 سنوات خاصة وأنه لم يتحدث خلال حملته عن التغييرات الضخمة في الجغرافيا السياسية خلال السنوات القليلة الماضية مثل الشراكة المتنامية بين روسيا والصين.