وزير خارجية السودان: الميليشيات تتبع سياسة تجويع الشعب كمدخل للتدخل الأجنبي
قال الدكتور على يوسف، وزير خارجية السودان المكلف، إن هناك ظروفًا إنسانية وظروفًا في الوضع السياسي العام بالنسبة للسودان تؤثر على حياة ملايين من السودانيين.
الدكتور على يوسف وزير خارجية السودان
وأضاف الدكتور على يوسف، في حوارصحفي: «نعول على أن تأتي الولايات المتحدة الأمريكية بفهم جديد وسياسة وأسلوب جديد للتعامل مع القضية السودانية، وأن يكون هذا مبنيًّا على المصالح والتفاهم المشترك، وألا تكون هناك إملاءات».
وتابع: «وجهنا التهنئة إلى الشعب الأمريكي على إعادة انتخاب الرئيس ترامب، ولكن نعتقد أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات، ولن يكون هناك فرق كبير جدًّا في السياسات الأمريكية بين الحزبين الحاكمين «الديمقراطيين والجمهوريين»، مؤكدًا أن يحدث تغيير في فترة حكم الرئيس ترامب بدءًا من يناير العام المقبل 2025، وإلى ذلك الوقت فالأشهر الثلاثة المقبلة لها أهمية خاصة، ولها خطورة في تطورات الوضع العسكري في السودان، ولا أعتقد أن الوقت سيسمح بالانتظار طويلًا».
واستطرد: «لذلك نحن نتمنى من الإدارة الأمريكية الحالية والإدارة الجديدة أن تَعِى خطورة الأوضاع في السودان وخطورة ما يتعرض له الشعب السوداني، وأن تكون لها سياسات ليست قائمة فقط على المصالح الجيوسياسية والصراع القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين في إفريقيا، وإنما تنظر للأمر الآن، حيث تجري ظروف إنسانية وظروف في الوضع السياسى العام بالنسبة للسودان تؤثر على حياة ملايين من السودانيين».
وفيما يتعلق بتوجيه المبعوث الأمريكي للسودان، مؤخرًا، اتهامات إلى مفوضية العون الإنساني بالسودان بعرقلة دخول المساعدات الإنسانية، أكد الدكتور على يوسف أن السودان ملتزم التزامًا كاملًا بتقديم العون وتوصيله وكل الاتفاقيات التي توصل إليها المجتمع الدولي مع السودان حول المسائل المرتبطة بالإغاثة لسببين: السبب الأول هو أن مَن يحتاج للإغاثة هو الشعب السودانى، والسبب الثانى هو أن السودان ملتزم بالقوانين والقواعد الدولية ذات الشأن.
وتابع: «بالنسبة لنا نقول إن هذه الأزمات الغذائية وما يُشار إليه بالمجاعة في السودان هي اتهامات باطلة، لكن السبب الرئيسي فيها تصرفات الميليشيا واعتداؤها على المزارع ومخازن الأغذية والمنتجات الزراعية، حيث تتبع تلك الميليشيا المتمردة سياسة تجويع الشعب السوداني حتى يكون هذا مدخلًا لتدخل أجنبي».
وأكد أن السودان لديه استعداد كبير جدًّا لمواصلة التعاون، قائلًا: «قمنا بفتح عدد من المعابر لإدخال المساعدات، من ضمنها إدخال المساعدات عن طريق الطيران إلى منطقة كادوقلى بجنوب كردفان، وفتحنا معبر أدرى، وهو معبر خطير جدًّا، فالمساعدات العسكرية التي تصل إلى الميليشيا المتمردة عن طريق تشاد، وفى مطار مشهور اسمه أم جرس، هي مسألة معروفة ومرصودة من قِبَل أطراف دولية عديدة، والعملية كلها في النهاية مبنية على التوازن بين المسائل المرتبطة بأمن السودان ودعم القوات المسلحة، ودعم التمرد بالأسلحة من قِبَل بعض الجهات، والسودان على استعداد للمساعدة في توصيل المساعدات، لكن لابد من التأكد من أن المساعدات التي تدخل السودان لا تحتوى على أسلحة وذخائر وأشياء تساعد التمرد في الاستمرار في عمليات القتل والتنكيل بالشعب السوداني».