السودان.. كسلا تشهد وفاة وإصابة مئات الأطباء بحمى الضنك
أفاد مصدر طبي في مدينة كسلا في السودان، بوفاة طبيبة وإصابة 150 طبيبًا بحمى الضنك، التي تواصل انتشارها في مناطق شرق السودان.
وتأتي هذه الأنباء في وقت حرج، حيث يعاني القطاع الصحي في السودان، من تداعيات هذه الحمى التي تسببت في وفاة ثلاثة أطباء في المدينة خلال شهر أكتوبر الماضي.
وأوضح الدكتور صلاح نورين، من مستشفى كسلا في السودان، أن طبيبة امتياز توفيت نتيجة إصابتها بحمى الضنك، مشيرًا إلى أن 130 طبيبًا من أصل 180 في سكن الأطباء العام قد أصيبوا بالمرض.
وأضاف الدكتور صلاح نورين، من مستشفى كسلا في السودان، أن 21 طبيبًا من بين 41 في سكن نواب الاختصاصيين تعرضوا للإصابة، مما يرفع العدد الإجمالي للإصابات بين الأطباء إلى 150.
بالإضافة إلى ذلك، أشار الدكتور صلاح نورين، من مستشفى كسلا في السودان، إلى وجود إصابات كبيرة أخرى في سكن الطبيبات وداخليات كلية الطب، والتي لم يتم حصرها بعد، وهذه الأرقام تعكس الوضع الصحي المتدهور في المنطقة، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تفشي حمى الضنك وحماية العاملين في القطاع الصحي.
وصف الدكتور صلاح نورين، من مستشفى كسلا في السودان، الوضع الحالي لارتفاع حالات الإصابة بين الأطباء في القطاع الصحي بأنه كارثي، مما يعيق قدرتهم على أداء واجباتهم في مواجهة المرض الذي يهدد حياة المواطنين. هذا الوضع يتطلب استجابة عاجلة من الجهات المعنية لضمان سلامة العاملين في المجال الصحي.
وأكد الدكتور صلاح نورين، من مستشفى كسلا في السودان، أن مستوى الاهتمام الرسمي بالمرض لا يتناسب مع خطورته، مشيرًا إلى تدخل المدير الطبي لمستشفى كسلا الذي قام بتوفير المحاليل الوريدية ومسكنات الألم للأطباء المصابين.
كما أشار الدكتور صلاح نورين، من مستشفى كسلا في السودان، إلى وجود نقص حاد في المضادات الحيوية اللازمة لعلاج آثار المرض، مما يزيد من تعقيد الوضع.
تشهد ولاية كسلا في السودان، ارتفاعًا غير مسبوق في حالات الإصابة بحمى الضنك منذ الشهر الماضي، حيث سجلت التقارير الوبائية الصادرة عن وزارة الصحة الاتحادية في السودان 6011 حالة إصابة، هذا الرقم يعكس الحاجة الملحة لتكثيف الجهود لمكافحة انتشار المرض وحماية المواطنين.
مواجهات السودان
اندلعت المواجهات في السودان في منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني، الذي يقوده رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها نائبه السابق محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في ديسمبر 2023، تمكنت قوات الدعم السريع بقيادة كيكل من السيطرة على عدة مدن في الجزيرة، بما في ذلك "ود مدني"، التي تُعتبر مركز الولاية.
في الوقت الراهن، تتحكم قوات الدعم السريع في مساحات شاسعة من الولاية باستثناء مدينة المناقل والمناطق المجاورة لها، وصولا إلى حدود ولاية سنار في الجنوب، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض، منذ أن انفصل القائد أبوعاقلة كيكل عن قوات الدعم السريع وانضم إلى الجيش في 20 أكتوبر الماضي، أصبحت ولاية الجزيرة ميدانًا للهجمات الانتقامية من قبل قوات الدعم السريع.
وأدت هذه الحرب إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى ونزوح أكثر من 11 مليون شخص من السودان، مما تسبب –حسب ما ذكرته الأمم المتحدة– في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ المعاصر، وسط تبادل الاتهامات بين طرفي النزاع بارتكاب جرائم حرب من خلال استهداف المدنيين وعرقلة المساعدات الإنسانية.