بعد فوز ترامب.. تصاعد ملحوظ لهجمات الحوثيين على سفن البحر الأحمر
خلال الفترة الأخيرة، تجاوزت الهجمات الحوثيية على السفن التجارية بالبحر الأحمر ازديادا ملحوظا، بالتزامن مع فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة.
ماذا تعني زيادة الهجمات خلال هذه الفترة؟
لم تكن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بداية دق أجراس الخطر في المنطقة، بل هي إضافة إلى التوترات التي تشهدا المنطقة بسبب الحروب .
وأزمة البحر الأحمر؛ هي هجمات شنتها القوات المسلحة اليمنية الموالية لحركة الحوثيين اليمنية على إسرائيل خلال الحرب الفلسطينية الإسرائيلية بهدف الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة الذي قُتِل فيه أكثر من 30 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.
واشتملت الهجمات على عمليات قصف لجنوب إسرائيل باستخدام الصواريخ الباليستية والجوالة والطائرات المسيرة، وأعلنت منع مرور السفن الإسرائيلية والتابعة لاسرائيلين من العبور من مضيق باب المندب والبحر الأحمر والبحر العربي وشنَّت هجمات على السفن الإسرائيلية باستخدام المسيرات البحرية والصواريخ البحرية واحتجزت سفينة واحدة على الأقل.
وفي التاسع من ديسمبر/كانون الأول أعلنت منع مرور جميع السفن من جميع الجنسيات المتوجهة من وإلى الموانئ الإسرائيلية في حال عدم دخول احتياجات قطاع غزة من الدواء والغذاء، وشنَّت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة سلسلة هجمات على مناطق سيطرة حركة الحوثيين في اليمن ردًا على استهداف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وعلى إثر الهجمات الأمريكية والبريطانية على اليمن أعلن قائد الحركة عبد الملك الحوثي توسيع دائرة الاستهداف لتشمل السفن الأمريكية والبريطانية.
تنشق الأراء حول أسباب زيادة الهجمات على السفن التجارية بالبحر الأحمر، إلى شقين الأول يرتبط برغبات خفية لدى إيران ، والأخر يرتبط برغبات لدى جماعة الحوثيين نفسها:
أهداف إيران من الهجمات على سفن البحر الأحمر:
تحسين موقف طهران التفاوضي من خلال استخدام ورقة الحوثيين للحصول على تنازلات من الولايات المتحدة في الملف النووي و الملفات الإقليمية الأخرى.
تتوسم إيران أن يجبر تصعيد الحوثيين الولايات المتحدة على إعادة النظر في العقوبات المفروضة عليها.
زيادة سيطرتها وتوسيع نفوذها الإقليمي، وترى في تصاعد هجمات الحوثيين فرصة لتعزيز نفوذها في اليمن و المنطقة بشكل عام.
أهداف جماعة الحوثيين من الهجمات على سفن البحر الأحمر:
قد تكون جماعة الحوثيين، تضع في قائمة أهدافها فرض سياسة الأمر الواقع، حيث تريد الجماعة الحوثية أن تثبت سيطرتها على مناطق واسعة من اليمن، و أن تصبح طرفًا رئيسيا لا يمكن تجاهله في أي تسوية سياسية قادمة.
وقد تكون الجماعة الحوثية، تسعى من أجل تعزيز موقفها التفاوضي، من خلال تصعيد هجماتها إلى تعزيز موقفها في أي مفاوضات سلام مستقبلية.
وتأمل الجماعة الحوثية أن يجبرها تصعيدها على الحكومة اليمنية و القوى الإقليمية على تقديم تنازلات لها.
كيف أدت هجمات الحوثيين إلى ضرر يطال الجميع؟
- خسائر تخص شركات وسفن الشحن التجارية وشركات التأمين: تصاعدت هجمات جماعة الحوثيين على السفن التجارية المملوكة لإسرائيليين أو المتوجهة إلى الموانئ في إسرائيل في كل من خليج عدن والمحيط الهندي، وهو تصعيد وصفه الحوثيون بأنه تضامن مع فصائل المقاومة الفلسطينية بالقطاع المحاصر.
وأمام هذا الواقع، لجأ كثير من شركات وسفن الشحن التجارية وشركات التأمين إلى تغيير مسارها وتجنب عبور مضيق باب المندب نحو قناة السويس، وبدلا من ذلك أعادت توجيه مسار شحناتها عبر رأس الرجاء الصالح الأطول حول أفريقيا، مما يزيد التكاليف ويطيل مدة الرحلات ويخلف أزمة متصاعدة في التجارة العالمية.
وتراجع إبحار سفن الحاويات عبر البحر الأحمر بنسبة 78% في مايو/أيار 2024 مقارنة بالشهر نفسه من العام الفائت، حسبما يظهر تحليل من منصة بروجكت 44 للخدمات اللوجستية.
لكن هذا التراجع لإبحار السفن عبر البحر الأحمر لم يكن الأثر البارز الوحيد لهجمات الحوثيين، بل امتد ليشكل أزمة حقيقية عند البحارة الذين تتفاقم لديهم طبقات متعددة من الأزمات، والتي كانت هجمات الحوثيين هي قمة جبل الجليد الذي دفع العديد منهم لتفضيل حياته عن الاستمرار في التعرض لمخاطر الإبحار بمناطق النزاعات.
-التأثير على أسعار النفط: مع استمرار هذه الهجمات، زادت أسعار النفط ، حيث تعرقل التوترات في مياه البحر الأحمر عبور الناقلات النفطية إلى مختلف دول العالم وهو ما يؤثر على الإمدادات في موسم الشتاء، الأكثر استهلاكا وحاجة للطاقة.
-زيادة أسعار السلع: زيادة مسافة الطرق البحرية البديلة يعني استهلاك اكثر للوقود وزيادة مدة الشحن، وهو ما سينعكس مباشرة على زيادة أسعار السلع وبالتالي رفع معدلات التضخم عالمياً.
-التأثير على إيرادات قناة السويس المصرية: مع تحويل شركات الشحن مساراتها بعيدا عن البحر الأحمر وبالتالي قناة السويس، تجنبا لعمليات قرصنة أو هجمات مبنية على اعتقاد بارتباط هذه السفن بشكل مباشر أو غير مباشر بشركات أو رجال أعمال إسرائيليين أو يهود.