وسط تعثر المفاوضات.. تفاصيل موقف دول العالم من الوضع في أفغانستان
تصاعدت وتيرة العنف، والقتال في أفغانستان، وذلك وسط تعثر المفاوضات بين طرفي النزاع الأفغاني، للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وبحث المستقبل السياسي للبلاد.
وتقدمت قوات حركة طالبان باتجاه العاصمة كابول، بعدما سيطرت على مدينة “بولي علم” عاصمة ولاية لوجار، وسط أفغانستان، والتي تقع على مسافة نحو 80 كيلومترًا من الأفغانية “كابول”.
وإزاء تدهور الوضع في أفغانستان، فقد أعلنت بعض الدول الغربية موقفها بشكل واضح سواء من حيث إجلاء الرعايا، أو غلق سفارتها في أفغانستان، وذلك على النحو الآتي:-
إسبانيا
أعلنت إسبانيا، أنها باشرت إجلاء من تبقى من مواطنيها في أفغانستان، إضافة إلى موظفي سفارتها في كابول وزملائهم الأفغان.
وأشار وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس في بيان له إلى “بدء إعادة أفراد السفارة والإسبان الذين بقوا في البلاد وكذلك الأفغان وأسرهم الذين عملوا إلى جانبنا”، مضيفًا بأن بلاده مستعدة لأي احتمال، بما في ذلك إخلاء السفارة إذا لزم الأمر.
وأوضح ألباريس ، أن الوزارة تعمل مع الوزارات الأخرى “لتنسيق نقل المواطنين الأفغان الذين تعاونوا في المهمات العسكرية ومشاريع التعاون الإسبانية في أفغانستان”.
وسحبت إسبانيا آخر قواتها من أفغانستان في مايو 2021 بعد مهمة استمرت نحو عقدين وقُتل خلالها حوالي 100 جندي إسباني .
الدنمارك
كما أعلنت الدنمارك والنرويج، أنهما ستغلقان سفارتيهما في كابول بشكل مؤقت، بينما ستجلي فنلندا ما يصل إلى 130 عاملًا أفغانيًا، وذلك وفق ما أعلن وزراء خارجية البلدان الثلاثة.
وقد صرح وزير الخارجية الدنماركي جيبي كوفود قائلًا “يتعين على الدنماركيين في أفغانستان مغادرة البلاد فورا، فالوضع خطر جدا”، مشيرًا إلى أنه سيتم إجلاء جميع موظفي السفارة، على أن تُغلِق البعثة مؤقتا.
النرويج
وقررت النرويج سحب رعاياها أيضًا من أفغانستان، مؤكدة أن الإجلاء سيكون متاحا “للأفغان العاملين محليا مع أسرهم”، وذلك حسب تصريح وزيرة الخارجية النروجية إين إريكسن سورييد.
فنلندا
كما وافق البرلمان الفلندي على سحب رعاياها من أفغانستان، مع بقاء سفارة فلندا مفتوحة، مع استمرار تقييم الوضع الوضع الأمني في بلاد الأفغان.
وصرح وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو، بأن برلمان بلاده وافق على استقبال “ما يصل إلى 130 أفغانيا عملوا في خدمة، والاتحاد الأوروبي والناتو مع عائلاتهم” بسبب “الوضع الأمني الذي يتدهور سريعًا” في أفغانستان.
السويد
ومن جانب آخر فقد عملت السويد على تقليص التمثيل الدبلوماسي في أفغانستان.
وأشارت وزيرة الخارجية السويدية إلى ذلك في تغريدة لها على تويتر، مؤكدة أن الاستعدادات جارية لإجلاء موظفي السفارة.
ألمانيا
وأعلنت دولة ألمانيا الاتحادية، الجمعة، عن خفض عدد موظفيها الدبلوماسيين في كابول إلى “الحد الأدنى” في مواجهة الهجوم الذي تشنه حركة طالبان.
كما ناشدت السفارة الألمانية في كابول جميع المواطنين الألمان داخل أفغانستان على مغادرة البلاد على الفور، وذلك عبر رحلات جوية مجدولة.
فرنسا
ومن جهة أخرى فقد استمرت دعوات فرنسا للمواطنين الفرنسيين لمغادرة أفغانستان في أسرع وقت ممكن.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها “في ضوء الوضع الأمني المتفاقم (في أفغانستان) ندعو المواطنين الفرنسيين مجددا لمغادرة هذا البلد بأسرع وقت ممكن”.
الولايات المتحدة
ومن جهتها فقد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية إرسال آلاف الجنود إلى كابول لإجلاء دبلوماسيين، ومواطنين أميركيين، نظرا للتقدم السريع لطالبان نحو العاصمة الافغانية.
بريطانيا
كما أعلنت بريطانيا إرسال نحو 600 جندي لاجلاء الرعايا البريطانيين من أفغانستان، وذلك حسب تصريح وزير الدفاع البريطاني.
الأمم المتحدة
وعلى صعيد آخر فقد حذرت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة من حدوث كارثة إنسانية في أفغانستان، مع استمرار القتال بين القوات الحكومية الأفغانية وحركة طالبان للسيطرة على البلاد.
كما حثت الأمم المتحدة الدول المجاورة لأفغانستان على إبقاء حدودها مفتوحة، بعد أن أُجبر مئات الآلاف من الأشخاص في البلاد على الفرار من منازلهم.
ووصل العديد من هؤلاء النازحين داخليا إلى العاصمة كابول، آملين أن تكون الملاذ الآمن الأخير لهم، حيث تفيض الملاجئ، ويخيم الناس في العراء.
ووصف برنامج الغذاء العالمي نقص الطعام في أفغانستان بالمريع. وحذر من كارثة إنسانية.
حركة طالبان في الأراضي الافغانية
وقد شهدت الأيام الماضية تقدما متسارعًا لحركة طالبان في أجزاء كبيرة من أفغانستان.
إذ استطاعت السيطرة على قندهار وهرات ثاني وثالث كبرى المدن الأفغانية.
كما أنهم أصبحوا يسيطرون على المزيد من الأراضي أكثر من أي وقت مضى منذ الإطاحة بهم من السلطة في عام 2001.
وشدد مقاتلو حركة طالبان قبضتهم على أفغانستان اليوم الجمعة وانتزعوا السيطرة على ثاني وثالث أكبر مدينتين في البلاد.
بينما أثار المخاوف من احتمال تعرض العاصمة كابول لهجوم خلال أيام، وساهم الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في تشجيع حركة طالبان على تنفيذ المزيد من العمليات بهدف التقدم.
وتشمل المدن الخاضعة الآن لسيطرة طالبان قندهار وهرات ولاشكر جاه وغزنة، والتي تبعد 150 كيلومترًا فقط عن كابول، كما يقترب مقاتلو طالبان من مدينة مزار الشريف.
وبين المدن الرئيسية في أفغانستان، لا تزال الحكومة تسيطر على مزار الشريف في الشمال وجلال أباد قرب الحدود الباكستانية في الشرق بالإضافة إلى كابول.