السودان.. مرتزقة من كولومبيا يقاتلون في صفوف ميليشيات الدعم السريع
كشفت وسائل إعلام أن ميليشيات الدعم السريع تستعين بمرتزقة من كولومبيا للقتال ضد الجيش السوداني في الحرب الدائرة منذ شهر أبريل 2023 والتي تسببت في أزمة إنسانية مروعة للشعب السوداني.
وأفادت صحيفة "لاسيلا فاسيا" الكولمبية في تحقيق نشر أمس الأول الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 أن ميلشيات الدعم السريع استعانت بأكثر من 300 عسكري كولومبي، أي ما يعادل سريتين، يقاتلون في الأراضي السودانية.
وبدأت القصة بتداول مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لعناصر تتبع للقوة المشتركة، التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني ضد الدعم السريع، وهم يستعرضون وثائق وأوراق ثبوتية قالوا إنها تخص مرتزقة كولومبيين قادمين من ليبيا للقتال في صفوف قوات الدعم السريع.
ونجحت عناصر القوات المشتركة في نصب كمين لقافلة لوجستية قادمة من ليبيا وتم القبض على عدد من الجنود الكولومبيين وقتل بعضهم.
وأكدت الصحيفة الكولومبية أن 40 من الجنود الكولومبيين ارسلوا إلى السودان من دون أن يكونوا راغبين في الأمر، وذلك عبر عملية عابرة للحدود شاركت فيها أربع دول، حيث أوضح العناصر الكولومبية أنهم تعاقدوا للعمل من أجل أمر آخر غير الذي اكتشفوه عند وصولهم إلى الجهة التي يقصدونها.
ووفقا للتقرير، فقد أعرب عدد من هؤلاء الجنود الكولومبيين عن مخاوفهم من أن يُقتلوا في حال رفضوا المشاركة في الحرب بجانب ميليشيات الدعم السريع.
وأضاف تقرير صحيفة لاسيلا فاسيا أن أول دفعة من الجنود الكولومبيين وصلت إلى مطار بنغازي في شهر سبتمبر الماضي، ومن ثم نُقلوا إلى السودان عبر رحلة طويلة استغرقت ثمانية أيام عبر طرق صحراوية غير معهودة في حركة النقل البري بين البلدين.
وشارك الجنود الكولومبيون في المعارك التي تهدف للسيطرة على مدينة الفاشر، عاصمة إقليم شمال دارفور، لكن قوات الجيش السوداني شنت هجمات منتظمة على مناطقهم، الأمر الذي أدى لمقتل ثلاثة منهم في أكتوبر الماضي.
وأكدت عائلة أحد الجنود الكولومبيين القتلى هذه المعلومات في حديثها مع الصحيفة، وأضافت أنه قتل مع عدد آخر من زملائه، كما سقط العديد من الجرحى في صفوفهم بعد أن سقطت قذيفة في منطقتهم في 30 أكتوبر 2024.
وتقول الصحيفة إن وزارة الخارجية الكولومبية رفضت، عند الاتصال بها، تقديم أي معلومات عن مصير جثث الجنود الثلاث الذين قتلوا نهاية أكتوبر الماضي ولم يُنقلوا إلى بلادهم حتى الآن.