"حلب" ما بين قبضة النظام والمعارضة.. تفاصيل الأحداث الأخيرة في سوريا
كانت البداية خلال تواجد الفصائل المعارضة للنظام السوري عام 2012 حيث كانت للمعارضة سيطرة جزئية على مناطق في ريف حلب الشمالي مثل تل رفعت وأعزاز ومارع وأحياء حلب الشرقية.
تطور سريع لتواجد المعارضة السورية المسلحة
لكن سرعان ما توسعت لمحاصرة قاعدة منغ العسكرية وفرض السيطرة على الأحياء الشرقية في حلب بمقدمتها هنانو والحيدرية والصاخور الملاصقة للريف الشمالي المفتوح باتجاه الحدود التركية.
أما في عام 2013، فقطعت فصائل المعارضة المسلحة الطريق السريع من حلب إلى الجنوب إضافة إلى السيطرة على أحياء جديدة داخل حلب كأحياء المدينة القديمة والصاخور والشعار والسكر وصلاح الدين.
وسجل العام 2014 انهيارا للفصائل في حلب، حيث نجح الجيش السوري في فك الحصار عن سجن حلب المركزي الذي استمر 14 شهرا، ووصل الى طريق الكاستيلو آخر طرق الإمداد للفصائل المسلحة باتجاه الأحياء الشرقية.
وفي العام 2015، تدخلت روسيا لتساند الجيش السوري جويا واستطاعت قلب الموازين، لتشن بعدها القوات السورية، بإسناد من إيران وحزب الله، هجوما واسعا على الريف الشرقي للمدينة وتفك الحصار عن مطار كويرس العسكري و الكلية الجوية فيه.
وفي يوليو 2016، طوقت القوات الحكومية شرق حلب بالكامل. ثم استعادت إثر قصف مكثف في ديسمبر أغلب مناطق المدينة القديمة ما أبقى للمسلحين جيبا صغيرا.
وتلى ذلك هدنة شملت إخلاءهم للأحياء المحاصرة في شرق حلب، وبالتالي سيطرة كاملة للجيش السوري والقوات المساندة.
تفاصيل الأحداث الأخيرة
أعلنت الفصائل المسلحة بقيادة ما تعرف بهيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابق"، السبت، سيطرتها على 75 بالمئة من أحياء حلب وفرضت حظر التجوال المسائي داخل الأحياء.
وأعلنت الفصائل أن حلب ستتبع إداريا لما تعرف بحكومة الإنقاذ وهي حكومة الجولاني التي تدير إدلب وريفها.
ولا تزال الفصائل المسلحة، تحرز تقدما على الأرض داخل مدينة حلب دون أي مقاومة تذكر.
بسط التنظيمات المسلحة سيطرتها على الأحياء الغربية
فبعدما بسطت التنظيمات المسلحة سيطرتها على الأحياء الغربية، تقدمت نحو الأحياء الشرقية، حيث تشهد أحياء المدينة الشرقية اشتباكات متقطعة مع سيطرة التنظيمات على قلعة حلب، كما تم إغلاق مطار حلب الدولي وإيقاف جميع الرحلات.
من جبهة، سيطرت التنظيمات شرقي إدلب على قرى الشيخ إدريس والريان وتل دبس والكنايس مع استمرار الاشتباكات.
وبلغت حصيلة القتلى من العسكريين والمدنيين في العملية المستمرة ليومها الرابع في ريفي إدلب وحلب، إلى 301 منذ فجر يوم 27 نوفمبر.
وكانت البداية، اجتياح الفصائل المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقا"، الأربعاء، قرى وبلدات بمحافظة حلب التي تسيطر عليها حكومة بشار الأسد.
في أواخر عام 2016 استعادت قوات الجيش السوري بدعم من روسيا وإيران وفصائل موالية مسلحة في المنطقة، مدينة حلب بأكملها، ووافق مقاتلو المعارضة على الانسحاب بعد أشهر من القصف والحصار في معركة قلبت دفة الأمور ضد المعارضة.
قال مصطفى عبد الجابر، أحد قادة الفصائل المعارضة، إن التقدم السريع يرجع إلى عدم وجود عدد كاف من المسلحين المدعومين من إيران في المحافظة.
معارك مستمرة
من جانبه، أفاد المرصد في وقت سابق، أنه بعد معارك مستمرة منذ 3 أيام، أصبح نصف مدينة حلب في شمال سوريا تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة".
ودخلت المجموعات المسلحة والفصائل المدعومة من تركيا، الجمعة، مدينة حلب، بعد قصفها في سياق هجوم مباغت وسريع بدأته قبل يومين على القوات الحكومية، هو الأعنف منذ سنوات، مكّنها أيضا من السيطرة على مدينة سراقب في محافظة إدلب.
وهذه أول مرة تدخل فصائل مسلحة إلى حلب منذ استعاد نظام الرئيس بشار الأسد، السيطرة الكاملة على المدينة عام 2016.
وبدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة يمر بها الشرق الأوسط، مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله، الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام في سوريا.
وبحلول الجمعة، كانت الفصائل قد سيطرت على أكثر من 50 بلدة وقرية في الشمال، وفق المرصد السوري، في أكبر تقدم منذ سنوات تحرزه المجموعات المسلحة المعارضة للنظام.
وأدت المعارك إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم تقريبا من الأطفال، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وتزامنا مع الاشتباكات، شن الطيران الحربي الروسي والسوري أكثر من 20 غارة على إدلب وقرى محيطة بها، حسب المرصد.
بدوره، أعلن الجيش الروسي، الجمعة، أن قواته الجوية تقصف فصائل "متطرفة"
وفي هذا الصدد دعت تركيا، الجمعة، إلى "وقف الهجمات" على مدينة إدلب ومحيطها، معقل المعارضة المسلحة في شمال غرب البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عبر منصة إكس، إن الاشتباكات الأخيرة "أدت إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوترات في المنطقة الحدودية".
ويعد القتال الناجم عن هذا الهجوم، الأعنف منذ سنوات في سوريا، التي تشهد منذ عام 2011 نزاعا داميا عقب احتجاجات شعبية ضد النظام، أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص ودفع الملايين إلى النزوح، وأتى على البنى التحتية والاقتصاد في البلاد.