علي الطواب يكتب: كتلة اللهب.. دمشق التي بيعت بثمن بخس
من يتابع المشهد المأساوي الحزين في سوريا العربية يجد نفسه أمام سيناريو إجرامي سخيف
أمام بلد عربي تحول الي ملجأ للإرهابيين والمرتزقة والخارجين علي القانون عبر مخطط كبير لدول عظمي وأخري إقليمية ظنت جهلا انها بعيد عن كتلة اللهب التي حتما سوف تصيبها اما اليوم او غد او بعد غد بالمفهوم السياسي القريب او البعيد.
دمشق التي كانت قبلة سياحية وأثرية وزراعية واقتصادية في الشهباء في حلب واللاذقية الان أصبحت ملاذا لكل إرهابي ليس الجيل الأول فقط ولكن الجيل الثاني الذي ولد داخل السجون وعمره الان ما يقرب من 12 عاما كلها سنوات قليلة ويصبح قادرا علي حمل السلاح ومهما كانت المحاولات والتحركات فمن المؤكد أن سوريا قد دخلت براثن الإرهاب الدولي المنظم وسقوط النظام أصبح حقيقة وحلت المعارضة محلها والدعم الروسي تبخر وكذلك الإيراني الذي سلم نفسه منذ السماح باغتيال رئيسه ثم هنية علي أرضه
أن المتابع للمشهد السياسي السوري يجد ان من يحتمي بغير شعبه وجيشه الوطني حتما عريان ولا يجد من يستره لذلك الحفاظ علي الأوطان هي مهمة قومية ووطنية وبالأساس فريضة إيمانية تفرضها عليه الشريعة السمحاء الي يوم الدين
والحقيقة أجد غرابة من هؤلاء الذين ينكرون عليك حب الوطن والدفاع عنه ليوم الدين وكأنك في واد وهم في واد آخر لا يعلمون ان ضياع الوطن هو ضياع لنفسك واهلك وحياتك وتقف وحيدا في مهب الريح لا غطاء ولا ستر ولا ارض ولا سماء
ستظل دمشق كتلة لهب يشاء من يشاء ويرفض من يرفض ومنها ستأتي الرياح المرعبة الي مناطق الجوار أولا والي الكتل التي ارادت لنفسها الخلاص ثانيا والي المشروعات الجديدة الهادفة الي التقسيم اليةم او غد او بعد غدا
ثم الوصول الي مرحلة اكثر نضجا من الاعمال الإرهابية لكن السؤال هل تنتبه المعارضة السورية وتتخطي فخ التقسيم وتصفيه الحسابات هذا سؤال مطروح
وثمة نقطة اخري كيف سيكون الحال مع الجارة الاسوا إسرائيل التي للأسف الشديد تعيش فرحة كبيرة غيرا عادية الجولان المحتل سيظل محتلا الي يوم الدين وربما تزيد المساحة المخطط لها أي بمعني مزيد من ابتلاع الأرض العربية
وهل تنتبه المعارضة الي أهمية البناء والتعمير وترك الخلافات جانبا لان سوريا مهدمة علي رؤوس ساكنيها من سنوات عديدة كافية وحدها ان تحولها الي ركام
ثمة تساؤلات وثمة استنتاجات كثيرة ومختلفة وحالة من اللغط السياسي والتفكيري تدور وتبحث عن المستقبل القريب هل سيكون بداية لتصفية الحسابات أم بداية جديدة لدماء سورية جديدة
وأخيرا تبقي الأرض العربية السورية وحدة متماسكة ليوم الدين وتزول معها الأشخاص والاسماء
حمي الله بلاد العرب من كل مكروه وسوء وهي رسالة لكل من تخيل ان الملك باق ومعه السلطة كذلك والحقيقة مختلفة تماما