مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

«ترقب وحذر ومخاوف».. «سقوط الأسد» في عيون دول العالم

نشر
الأمصار

مع إعلان المعارضة السورية المسلحة «إسقاط رئيس سوريا بشار الأسد» تباينت ردود الفعل الدولية بين الترحيب والترقب والحذر، والدعوات لانتقال سلمي للسلطة.

وكانت المعارضة السورية المسلحة بثت، الأحد، أول بيان لها على التلفزيون السوري الرسمي، مؤكدة «تحرير مدينة دمشق وإسقاط إسقاط رئيس سوريا بشار الأسد»، وكذلك «إطلاق سراح جميع المعتقلين في السجون»، وطالبت المسلحين والأهالي بعدم الاقتراب من المؤسسات العامة للدولة، والمحافظة عليها.

فرنسا

من جانبها، رحبت فرنسا بـ«إسقاط الأسد»، لكنها حثت السوريين على التوحد والابتعاد عن العنف.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان، الأحد، إن فرنسا «ترحب بسقوط بشار الأسد بعد 13 عاما من العنف في سوريا».

وأضاف في بيان أن «باريس تحض جميع السوريين على الوحدة والمصالحة ونبذ كل أشكال التطرف».

تركيا

بدورها، أكّدت تركيا على لسان وزير الخارجية هاكان فيدان، الأحد، أن الحكومة السورية "انهارت"، وحثّت الأطراف الإقليميين والدوليين على ضمان "انتقال سلس" للسلطة في سوريا.

وقال الوزير التركي خلال منتدى الدوحة: "علينا أن نعمل بجد، كما ذكرت، علينا أن نعمل مع الشعب السوري، وليس تركيا فحسب، ولكن أيضا الأطراف الإقليميين والأطراف الدوليين لضمان وجود فترة انتقالية جيدة وسلسة، وعدم إلحاق المزيد من الأذى بالمدنيين".

ورجح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأحد أنّ يكون الرئيس بشار الأسد "خارج سوريا"، بعد ساعات من إعلان فصائل معارضة مسلّحة "هروبه" من دمشق.

وردا على سؤال بشأن مكان وجود الرئيس السوري وعما إذا كانت حياته في خطر، قال فيدان إنّ الأسد "على الأرجح خارج سوريا".

الصين

أما الصين فقد أعربت الأحد عن أملها في أن تستعيد سوريا "الاستقرار في أسرع وقت ممكن".

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان، إن بكين "تتابع عن كثب تطور الوضع في سوريا وتأمل في أن تستعيد سوريا الاستقرار في أسرع وقت ممكن".

وأشارت إلى أن "الحكومة الصينية ساعدت مواطنين صينيين كانوا يريدون مغادرة سوريا بطريقة آمنة ومنظمة، وحافظت على الاتصال مع المواطنين الصينيين الذين بقوا في سوريا".

وأضافت: "ندعو الأطراف السورية المعنية إلى اتخاذ إجراءات عملية لضمان سلامة المؤسسات والأفراد الصينيين في سوريا".

وتابعت: "في الوقت الراهن، لا تزال السفارة الصينية في سوريا قيد الخدمة، وسنواصل تقديم المساعدة الكاملة للمواطنين الصينيين الذين يحتاجون إليها".

والصين هي واحدة من الدول القليلة خارج الشرق الأوسط التي زارها الأسد منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011.

وفي تلك الرحلة التي قام بها الأسد في العام 2023، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره السوري "شراكة استراتيجية" بين بلديهما.

دخان متصاعد من مبنى في دمشق

أمريكا

أما واشنطن، فقد أكد دانييل شابيرو، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، أن «الولايات المتحدة ستحتفظ بوجود عسكري في شرق البلاد لمنع عودة ظهور داعش».

وقالت شابيرو، في مؤتمر حوار المنامة الأمني في العاصمة البحرينية، إن «الجيش الأمريكي سيحافظ على وجوده في شرق سوريا للسيطرة على تنظيم داعش، وسط مخاوف من أن التنظيم قد يستغل الوضع السياسي غير المستقر الحالي في البلاد.»

وأضاف شابيرو أن الوجود الأمريكي "كان فقط لضمان الهزيمة الدائمة لداعش وليس له علاقة بجوانب أخرى من هذا الصراع".

وأضاف: "نحن ندرك أن الظروف الفوضوية والديناميكية على الأرض في سوريا قد تمنح تنظيم داعش مساحة لإيجاد القدرة على النشاط والتخطيط لعمليات خارجية".

مصر 

من جانبها، قالت مصر إنها «تتابع باهتمام كبير التغير الذي شهدته سوريا».

وأكدت في بيان لوزارة الخارجية، «وقوفها إلي جانب الدولة والشعب السوري ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها».

ودعت مصر «جميع الأطراف السورية بكل توجهاتها إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد».

وطالبت بـ«توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، واستعادة وضع سوريا الإقليمي والدولي».

كما أكدت مصر في هذا السياق استمرارها في العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين التقديم يد العون والعمل علي إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق.

الأمم المتحدة

في سياق متصل، أبدى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، الأحد، "أملا حذرا" بعد سيطرة الفصائل المعارضة على دمشق، قائلا إنها "لحظة فاصلة" أنهت حكم عائلة الأسد الذي امتد على أكثر من خمسة عقود.

وقال بيدرسن في بيان "يمثل اليوم لحظة فاصلة في تاريخ سوريا، وهي الأمة التي تحمّلت ما يقرب من 14 عاما من المعاناة المستمرة والخسارة التي لا توصف"، معربا عن "تضامنه مع كل من تحملوا وطأة الموت والدمار والاعتقال".

وأضاف "لقد ترك هذا الفصل المظلم آثارا عميقة، لكننا نتطلع اليوم بأمل حذر إلى فتح فصل جديد - فصل السلام والمصالحة والكرامة والإدماج لجميع السوريين".

ولفت بيدرسن إلى أن "التحديات التي تنتظرنا هائلة ونحن نسمع من ينتابه القلق والتوجس. ومع ذلك، فهذه لحظةٌ لاحتضان إمكانية التجديد. إن صمود الشعب السوري يفضي إلى مسار نحو سوريا موحدة وسلمية".

وحض بيدرسن "جميع السوريين على إعطاء الأولوية للحوار والوحدة واحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في سعيهم إلى إعادة بناء مجتمعهم".

وأوضح أنه من أجل الوصول إلى ذلك، يجب "تحقيق الرغبة الواضحة التي عبر عنها ملايين السوريين في وضع ترتيبات انتقالية مستقرة وشاملة، واستمرار المؤسسات السورية في العمل".

وقال "اسمحوا لي أن أردد هذه التصريحات وأوجه نداءً (...) إلى جميع الجهات المسلحة على الأرض للحفاظ على حسن السلوك والقانون والنظام وحماية المدنيين والحفاظ على المؤسسات العامة".