تركيا تُعلن استعدادها للتوسط بين واشنطن والإدارة الجديدة في سوريا

قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، اليوم الأحد، إن بلاده مستعدة للتوسط بين واشنطن والإدارة الجديدة في سوريا، مؤكدًا أنه لا يرى أن سوريا ستتحول إلى ساحة صراع.
وفي تصريح لشبكة "العربية"، أوضح فيدان أن "الأسد تلقى مكالمة خارجية تطلب منه مغادرة العاصمة دمشق".
وأضاف في تصريحاته أن "لم يتواصل مع تركيا أحد من ضباط المخابرات السورية بشأن مغادرتهم"، مشيرًا إلى أن الأسد يتقاسم السلطة في سوريا بين إيران وروسيا.
وتابع فيدان: "لا أعتقد أن سوريا ستكون ساحة للصراعات، فطهران تدرك الوضع الجديد". جاء ذلك عقب السيطرة الكاملة من قبل "هيئة تحرير الشام" على معظم محافظات سوريا يوم الأحد الماضي، منهية بذلك حكم عائلة الأسد الذي استمر لعقود.
يذكر أن "هيئة تحرير الشام" كانت قد صنفت كجماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، إلا أن مسؤولي إدارة بايدن أشاروا إلى أنهم يدرسون إمكانية إزالة التصنيف.
وأعرب فيدان عن استعداد بلاده "للتوسط بين واشنطن والسلطة الجديدة"، مشيرًا إلى أن تركيا ستعرض مساعدتها للإدارة الجديدة في سوريا.
تركيا: أقنعنا روسيا وإيران بعدم دعم الأسد.. ومكالمة حسمت رحيله
كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، السبت، عن كواليس الاتصالات التي أجرتها بلاده مع روسيا وإيران، قبيل سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرًا إلى أن محادثات مكثفة جرت لإقناعهما بعدم التدخل عسكريًا لدعمه، فيما أدى اتصال من حلفاء الأسد إلى رحيله في ذلك المساء.
تفاصيل المحادثات مع روسيا وإيران
وقال فيدان في مقابلة مع قناة NTV التركية: "مع بداية التحرك، ركزنا على إقناع الروس والإيرانيين بعدم الدخول عسكريًا في الأزمة"، موضحًا أن أنقرة كانت تعمل على تقليل الخسائر البشرية عبر التواصل مع "أكثر قوتين تأثيرًا" في الملف السوري. وأضاف: "أجروا مكالمة مع الأسد، ورحل بعدها في تلك الليلة".
وأكد فيدان أن الأسد فقد الدعم العسكري من موسكو وطهران بعد فترة طويلة من تحالفه معهما، معتبرًا أن ذلك جنّب سوريا "مزيدًا من الدماء"، مشيرًا إلى أن المعارضة المسلحة كانت ستحقق النصر في النهاية، لكن بدعم الطرفين للنظام، كان الصراع سيطول ويتفاقم.
وأضاف وزير الخارجية التركي أن بلاده أبلغت روسيا وإيران بأن "الأسد لم يعد يستحق الرهان عليه، وأن الظروف الإقليمية تغيّرت".
التوتر مع إيران
في المقابل، كشفت وكالة "رويترز" عن تصريحات لمسؤولين إيرانيين أوضحوا أن الأسد اشتكى خلال اجتماع مع نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، من "الدعم التركي الكبير للمعارضة المسلحة"، وذلك قبل أيام قليلة من سقوطه.
ووفقًا لمسؤول إيراني، عبّر الأسد عن غضبه مما أسماه "جهود تركيا المكثفة لإزاحته"، بينما التقى عراقجي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لإبلاغه باستياء طهران من موقف أنقرة، وهو اجتماع وصفه مسؤول إيراني ثان بأنه "توتر للغاية".