مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

عقب سقوط بشار الأسد..من هي أسماء الأخرس زوجته وما هو مصيرها ؟

نشر
الأمصار

عقب سقوط نظام العلويين برئاسة بشار الأسد، وفراره برفقة عائلته إلى روسيا، تتجه الأنظار إلى زوجته أسماء الأسد، ومنصب السيدة الأولى الذي انتهى بشكل مفاجئ عندما تمت الإطاحة بالأسد بعد أن استولت الفصائل المسلحة على عاصمة البلاد دمشق، بعد ما يقرب من 25 عامًا.

أسماء الأسد تبدأ مراحل العلاج من ورم خبيث بالثدي - CNN Arabic

وتتواجد عائلة الأسد حاليًا في روسيا، الحليف الرئيسي للنظام السابق، حيث حصلوا على اللجوء السياسي، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية الروسية، بحسب بى بى سى.

 أسماء الأسد

ولدت أسماء الأسد في لندن العام 1975 لوالدين سوريين هما طبيب القلب فواز الأخرس والدبلوماسية المتقاعدة سحر العطري. وأقامت لفترة طويلة في منطقة أكتون في غرب العاصمة. ولا تزال عائلة الأخرس تملك منزلا في هذه المنطقة بحسب وسائل الإعلام البريطانية.

ارتادت أسماء مدرسة ابتدائية محلية حيث كانت تطلب أن ينادى عليها باسم إيما، قبل أن تنضم إلى مدرسة كينغز كوليدج الخاصة العريقة.

ونالت شهادة من جامعة كينغز كوليدج في المعلوماتية والأدب الفرنسي وتوجهت إلى عالم المال وعملت مع مصرفي دويتشه بنك وجاي بي مورغن.

أسماء الأسد معلّقة على إصابتها بسرطان الثدي: أنا من الشعب الذي علّم العالم  الصمود - CNN Arabic

ارتبطت بعلاقة مع بشار الأسد في نهاية التسعينات، وتزوجا بعد أشهر قليلة بعدما خلف والده في الرئاسة في تموز/يوليو 2000.

في دمشق جسدت أسماء، التي تنتمي إلى الطائفة السنية فيما زوجها من الطائفة العلوية، في تلك الفترة  رمزا للحداثة ، محدثة تغيرا جذريا في دور السيدة السورية الأولى بعدما بقيت أنيسة والدة بشار الأسد بعيدة عن الأضواء عندما كان زوجها رئيسا.

زوج بشار من أسماء الأخرس

والتقاها الأسد في لندن، وكان حينها متخصصًا في جراحة العيون، وانتقلت أسماء إلى سوريا عام 2000 وتزوجت الأسد في العام نفسه، بعد أشهر فقط من توليه الرئاسة وتوليه السلطة خلفًا لوالده حافظ الأسد، وكان لديهم ثلاثة أطفال معًا، ولدان وبنت، وجميعهم الآن بالغون.

ووُصِف هذا الرجل البالغ من العمر 49 عامًا بأنه مُغيِّر في سوريا عندما تولى منصبه، لكن هذه النظرة تغيرت منذ بداية الحرب الأهلية العنيفة في البلاد في مارس 2011.

ولسنوات، كان الغرب يأمل أن تتمكن أسماء، التي نشأت في بريطانيا، من إلهام الإصلاح السياسي في سوريا، حيث كانت شركة بريطانية تعرف باسم PR تعمل في سوريا، حيث كان من المفترض أن تعمل من أجل جعل هذا البلد مشهورًا عالميًا.

يوميات أسماء الأسد: خبراء إنجليز لتجميل حديقة القصر.. وتكاليف الإقامة  تتحملها الدولة

 تقديم وجه جديد وعصري لدول الشرق الأوسط

وبحسب بى بى سى، قال مصدر عام 2012 إن الأسد تزوج من أسماء للعمل معه على تقديم وجه جديد وعصري لدول الشرق الأوسط، وقد شهدت استراتيجية التسويق بعض التحسن.

وفي فبراير 2011، نشرت مجلة فوج الأمريكية صورة جميلة بعنوان «وردة في الصحراء»، ووصف المقال، الذي تمت إزالته لاحقًا من وسائل الإعلام، بأنه يظهر «جمالًا طويل القامة ونحيلًا مع التدريب وعقلًا قائمًا على الخداع»، فضلًا عن أنه «جذاب للغاية».

وفي ذلك الوقت كانت هناك انتفاضات انتشرت في أماكن كثيرة من البلاد، لكن الأسد بعد ذلك بقليل اتخذ خطوات للقضاء على الانتفاضة التي وُصفت بالديمقراطية، رغم أنها عندما استمرت تحولت إلى حرب أهلية قاسية ماتوا فيها أكثر من نصف مليون شخص، في حين اضطر 12 مليون آخرين إلى الفرار من منازلهم.

ويكيليكس يفجر مفاجأة مدوية".. زوجة بشار الأسد تخونه مع هذا الشخص - النيلين

التعليق الأول لزوجة بشار الأسد على الحرب 

وبعد مرور عام، في فبراير 2012، تحدثت أسماء علنًا عن الحرب وأدلت بأول تعليق علني لها، قائلة في ذلك الوقت إنها كانت تريح ضحايا العنف.

و جددت دعمها لزوجها وقالت: «الرئيس هو رئيس سوريا وليس مجموعة من السوريين، والسيدة الأولى تدعمه في هذا الدور».

وفي العام نفسه، تعرضت سمعة أسماء لضربة أخرى بعد أن نشر النشطاء آلاف رسائل البريد الإلكتروني الخاصة التي تزعم حبها للسلع الفاخرة.

وظهرت رسائل البريد الإلكتروني، التي كشفت عنها لأول مرة صحيفة الجارديان في بريطانيا، أسماء وهي تبحث عن حذاء بكعب عالٍ يبلغ 16 سم بقيمة 5000 دولار (3200 جنيه إسترليني) في وقت كانت فيه البلاد تواجه عدم استقرار متزايد.

وفى السياق ذاته، قدرت وزارة الخارجية الأمريكية ثروة عائلة الأسد في عام 2022 بما يتراوح بين مليار إلى ملياري دولار.

اتهامها بالإرهاب

أفادت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، بأن شرطة لندن فتحت تحقيقًا أوَّليًا في مزاعم تورُّط أسماء الأسد في "التحريض على ارتكاب أعمال إرهابية" في أثناء الحرب في بلدها. وأكدت الصحيفة أن قرينة الرئيس السوري تواجه ملاحقةً قضائية محتملة وإسقاط الجنسية البريطانية عنها، موضحة أن هذه الاتهامات بـ"التحريض على الإرهاب" مرتبطة بمزاعم استخدام الحكومة السورية أسلحة كيميائية في النزاع، ما تصنفه السلطات البريطانية عملًا إرهابيًّا.

وذكرت الصحيفة أن إطلاق التحقيق الأوَّلي بحق أسماء الأسد جاء بعد تقديم منظمة Guernica 37 الدَّولية للمحامين "أدلة تثبت نفوذ السيدة الأولى بين أفراد الطبقة الحاكمة في سوريا ودعمها العلني للقوَّات المسلَّحة السورية". ونقلت الصحيفة عن المتحدِّث باسم الشرطة تأكيده، أن وحدَتها المعنية بجرائم الحرب تلقَّت طلبًا متعلقًا بالنزاع السوري، وهو لا يزال في قيد البحث.

وأقرَّت الصحيفة بأنه من غير المرجَّح وصولُ زوجة الرئيس السوري إلى المملكة المتحدة لحضور محاكمتها المحتملة، ومن غير الواضح ما إذا كانت السلطات القضائية البريطانية ستمضي قدُمًا في محاكمتها غيابيًّا. 

 عقوبات ضد أسماء الأخرس في عام 2012

وقالت أسماء خلال وسائل الإعلام في عام 2016، إنها تلقت عروضًا لمغادرة سوريا، وقالت إنها رفضت لا أقول من أين جاءت تلك العروض.، وقالت: «أنا هنا منذ البداية ولم أفكر قط في الذهاب إلى أي مكان آخر».

وأضافت، «نعم، لقد أتيحت لي الفرصة لمغادرة سوريا أو الفرار من سوريا. وكان من بين تلك الأشياء ضمانات السلامة والحماية لأطفالي وحتى الأمن المالي. لا يتطلب الأمر عبقرية لمعرفة حقيقة هؤلاء الأشخاص.. لقد كان محاولة متعمدة لتدمير ثقة الشعب برئيسه».

ومع استمرار الحرب، قادت أسماء الجهود الإنسانية، والتقت بعائلات الجنود القتلى، وأصبحت رئيسة «صندوق سوريا للتنمية»، وهي منظمة غير حكومية كبيرة تنسق جهود الإغاثة.

وفي عام 2018، تم تشخيص إصابتها بسرطان الثدي وتم علاجها من ورم خبيث في مرحلة مبكرة. وبعد مرور عام، أعلنت علنًا أنها شفيت تمامًا.

بالصور.. أسماء الأسد قبل الثورة السورية - CNN Arabic

وفي مايو 2024، أعلنت الرئاسة السورية إصابة أسماء بمرض سرطان الدم، وقالت في بيان إنها ستبدأ في بروتوكول علاج خاص يتطلب منها العزلة والانسحاب من المشاركة العامة.

وبحسب  الأنباء الروسية العامة أن أسماء الأسد، البالغة 49 عاما، موجودة في روسيا إلى جانب زوجها الذي فرّ إلى موسكو حليفته الكبرى. ونقلت وكالات أنباء روسية عن مصدر في الكرملين لم تذكر اسمه قوله إن الأسد موجود في موسكو مع عائلته. 

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين "لا يمكن اتخاذ مثل هذه القرارات بدون رئيس الدولة. هذا قراره"، لكنه لم يذكر أي تفاصيل عن تحركات الأسد..

ويشكل هذا المنفى الاضطراري الضربة الأخيرة الموجهة إلى سمعة أسماء الأسد، التي اعتبرت في فترة من الفترات ورقة رابحة للنظام السوري بعدما تزوجت، في عام 2000، بشار الأسد الذي خلف والده حافظ الأسد في رئاسة البلاد.

وقد جمدت في آذار/مارس 2012 أصول أسماء الأسد في إطار  عقوبات أوروبية  أبقت عليها لندن رغم خروجها من الاتحاد الأوروبي، مبررة ذلك بانها "تستفيد من النظام السوري المرتبطة به". 

إلا أنها تحمل جواز سفر بريطانيا وغير ممنوعة من دخول الأراضي البريطانية.

وردا على سؤال مساء الاثنين أمام مجلس العموم، جاء موقف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي قاطعا، وقال "اطلعت في الأيام الأخيرة على تداول إمكان أن تحاول أسماء الأسد التي تحمل الجنسية البريطانية المجيء إلى بلادنا. أوكد أنها موضع عقوبات وغير مرحب بها". ومضى يقول "سأبذل قصارى جهدي لضمان عدم إقامة أي من أفراد هذه العائلة في المملكة المتحدة".

فقبل ذلك، أوضح المسؤول الكبير في الحكومة العمالية بات ماكفادن أن السلطات "لم تجر أي اتصال ولم تتلق أي طلب لمجيء زوجة الأسد إلى المملكة المتحدة".

الواقع الحالي لأسماء الأسد وعائلتها

بعد سقوط النظام، تراجعت أسماء الأسد إلى الظل مع استمرار تسليط الضوء على دورها في دعم النظام خلال أصعب فتراته.

التحديات المقبلة: تواجه أسماء وعائلتها تحقيقات دولية قد تطالهم بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها النظام السوري.
المستقبل الغامض: لا يزال مصير أسماء غامضًا، إذ لم يتضح بعد ما إذا كانت ستتمكن من العودة للحياة العامة أو ستبقى في المنفى.