"هيومن رايتس" تتهم قوات الدعم السريع في السودان بارتكاب أعمال عنف
وجهت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اتهامات لقوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد.
"هيومن رايتس" تتهم قوات الدعم السريع في السودان بارتكاب أعمال عنف
والشهر الماضي، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، خلال زيارة للسودان من وباء عنف جنسي تتعرض له النساء في البلد الغارق في الحرب منذ أكثر من عام ونصف.
ومن بين الاتهامات التي وجهتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" لقوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في السودان هو اغتصاب واستعباد جنسي، وارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد.
ووفقا للتقرير الذي نشر الإثنين، فأن عشرات النساء والفتيات، تراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، تعرضن للعنف الجنسي، بما في ذلك اغتصاب جماعي واستعباد جنسي في ولاية جنوب كردفان السودانية.
وتخضع ولاية جنوب كردفان بجزء كبير منها لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، وهي مجموعة مسلحة ينتمي معظم عناصرها إلى الإثنية النوبية وغير ضالعة مباشرة في النزاع الحالي.
هذا وتواجه قوات الدعم السريع أيضا الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال للسيطرة على المنطقة.
ووفقا لما ذكره تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فقد تعرض الكثير من الضحايا للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن وغالبا أمام عائلاتهن، بينما اختطف بعضهن واستُعبدن.
ووفقا للتقرير، فقد روت امرأة نوبية عمرها 35 عاما أن ستة مقاتلين من قوات الدعم السريع "يرتدون زيا باللون الكاكي اقتحموا مسكن" عائلتها، "وقال أحد الرجال: يا نوبية، اليوم يومك". ثم اغتصبها الرجال جماعيا. وأضافت "حاول زوجي وابني الدفاع عني، فأطلق أحد مقاتلي الدعم السريع النار عليهما وقتلهما. ثم استمروا في اغتصابي، الستة جميعهم" بحسب التقرير.
وقالت امرأة ثانية عمرها 18 عاما إن "مقاتلي قوات الدعم السريع أخذوها في شباط/فبراير مع 17 امرأة وفتاة أخريات من فايو إلى قاعدة عسكرية، حيث احتُجزن مع مجموعة من 33 امرأة وفتاة كن هناك أصلا".
وتابع التقرير "تحت السيطرة الكاملة لخاطفيهن من قوات الدعم السريع، احتُجزت النساء والفتيات في ظروف استعباد، وفي بعض الأحيان رُبطن بالسلاسل"، وأضاف "كل يوم لثلاثة أشهر، اغتصب المقاتلون النساء والفتيات وضربوهن، ومن بينهن الضحية البالغة من العمر 18 عاما، وهي جرائم تشكل أيضا استعبادا جنسيا".
واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي هي "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، وجريمة حرب" داعية "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة".
وأشارت إلى أن "أعمال العنف الجنسي هذه (...) تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات دولية جادة لحماية المدنيين وتحقيق العدالة".
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر قد حذر الشهر الماضي خلال زيارة للسودان من وباء عنف جنسي تتعرض له النساء في البلد الغارق في الحرب، محذرا من أن نطاق هذه الاعتداءات الجنسية "غير مقبول".
وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر قالت الأمم المتحدة في تقرير إن جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة". وأوضحت المنظمة الأممية أنها أجرت تحقيقا أكد أن معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.