مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تساقط الولايات دون مقاومة..كابول بيد طالبان بعد عشرين عام

نشر
الأمصار

على مدار الأيام الماضية، حققت حركة “طالبان” إنجازات ميدانية جديدة في زحفها نحو العاصمة كابول إلى إحكام سيطرتها على عموم أفغانستان.

وسيطر مقاتلي طالبان، على مدينة مزار الشريف الواقعة في شمال أفغانستان والتي كانت آخر معاقل الحكومة الأفغانية في الشمال، مع فرار قوات الأمن إلى حدود أوزبكستان، بينما تتقدم بشكل سريع دون مقاومة إلى العاصمة كابول.

وأكد نائب أفغاني، على أن طالبان سيطرت على إقليم كونار شرقي البلاد دون قتال.

وينتظر المئات من عناصر الجيش والشرطة الأفغانية، أمام المعبر الحدودي مع أوزباكستان، بانتظار السماح لهم بالدخول بعد سيطرة طالبان على مدينة مزار الشريف.

استسلام ولايات أفغانستان لحركة “طالبان”

وحقق مسلحو أفغانستان مكاسب كبيرة في شهر من القتال، إذ أعلنت الحركة سيطرتها على مدينة شرنة مركز ولاية بكتيكا شرق البلاد وتحرير 300 أسير “طالباني” من سجنها المركزي.

وأكدت استيلائها على مديريتي أسمار وشلطن في ولاية كونر شرق البلاد، واقترابها من السيطرة على مديرية شيجل، وأعلنت سيطرتها على كل من مديرية خيركوت في ولاية بكتيكا شرق البلاد.

وتتحرك طالبان بسرعة، واستولت على أراض جديدة في ظل انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية الأخرى بعد 20 عاما من الغزو العسكري لأفغانستان.

وفي غضون ساعات استولت الحركة يوم الخميس، على هرات وغزني وقلعة نو، وهي بعض من أهم المدن الأفغانية، وأعلن متحدث باسم طالبان أن “قندهار قد احتُلت بالكامل”، وأن مقاتلو طالبان سيطروا على مدينة لشكرغاه عاصمة إقليم هلمند في جنوب البلاد. 

وتعد ولاي قندهار معقل طالبان السابق، وتمثل السيطرة على المدينة جائزة كبرى للمسلحين.

كانت قد اخترقت حركة طالبان، سجن قندهار المركزي الأربعاء الماضي، وأظهرت الصور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس مسلحين في وسط المدينة.

وقال أحد السكان، إن القوات الحكومية انسحبت على ما يبدو بشكل جماعي إلى منشأة عسكرية خارج المدينة الواقعة جنوبي البلاد.

وتعد قندهار مهمة من الناحية الاستراتيجية بسبب مطارها الدولي وإنتاجها الزراعي والصناعي ومكانتها كواحدة من المراكز التجارية الرئيسية في البلاد

بينما يعد استسلام دايكندي ليل السبت هو التطور الأحدث في الهجوم الخاطف لحركة طالبان التي تقترب الآن من العاصمة كابول.

وبذلك تكون قد سيطرت طالبان على 25 عاصمة ولاية دون أدنى مقاومة تذكر، فيما قامت السلطات في هذه الولايات بتسليمها بينما فرت قوات الأمن منها وآلاف السكان.

انهيار الجيش الأفغاني أمام طالبان

أظهر التقدم السريع لطالبان أن جهود الولايات المتحدة لتحويل الجيش الأفغاني، إلى قوة قتالية قوية ومستقلة قد باءت بالفشل.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير لها، إن استسلام الجيش الأفغاني تتم بنفس سرعة تقدم عناصر حركة طالبان ففي الأيام الأخيرة استسلمت قوات الجيش في أكثر من 15 ولاية أمام زحف طالبان، الذي بدأ في مايو/أيار.

 أشارت إلى أن تقدم طالبان السريع أسفر عنه عمليات استسلام بالجملة، والاستيلاء على طائرات مروحية، ومعدات عسكرية بملايين الدولارات قدمتها الولايات المتحدة، سقطت جميعها في قبضة حركة طالبان، وعرضتها الحركة في مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضحت أن هذا الانفجار الداخلي يأتي على الرغم من ضخِّ الولايات المتحدة أكثر من 83 مليار دولار في صورة أسلحة ومعدات وتدريبات لقوات الأمن في البلاد على مدار العقدين الماضيين.

وأرجع التقرير سبب تفكك الجيش الأفغاني، إلى الخسائر التي لحقت به قبل إعلان الرئيس بايدن أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها بحلول 11 سبتمبر/أيلول.

ويشار إلى أن سقوط الجيش الأفغاني بدأ في بؤر منعزلة بالمناطق الريفية، حيث أحاطت عناصر طالبان بوحدات الشرطة والجنود الجائعين الذين نفذت ذخيرتهم، ووعدوهم بالمرور الآمن إذا استسلموا وتركوا معداتهم، مما منح عناصر الحركة المزيد من السيطرة على الطرق، ثم السيطرة على مناطق بأكملها.

ومع انهيار المواقع في قبضة طالبان، كانت الشكوى هي نفسها تقريباً من جانب قوات الجيش الأفغاني “لم يكن هناك دعمٌ جوي أو نفدت الإمدادات والغذاء”.

ووفقا للصحيفة، كان عدد قوات الأمن الأفغانية على الورق حوالي 300 ألف شخص، لكن مجموعها بلغ في الأيام الأخيرة سُدس هذا العدد فقط، وفقاً لمسؤولين أمريكيين.

مساعدات دولية 

لجأ الرئيس الأفغاني، أشرف غني إلى المجتمع الدولي طلبا للمساعدة، في الوقت الذي حقق فيه مسلحو حركة طالبان مكاسب إقليمية سريعة في الفراغ، الذي خلفه انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي(ناتو) في البلاد.

وقال في خطاب متلفز إلى الأمة اليوم السبت أنه يجري محادثات مع زعماء العالم لبحث الوضع في البلاد، حيث أنه في غضون بضعة أسابيع سيطرت طالبان على عواصم إقليمية رئيسة ومراكز جمركية على الحدود، مما أضر بشكل كبير بعائدات البلاد.

وأوضح غني إنه يحاول وقف الحرب الأهلية التي فرضت على الأفغان ومنع قتل الأبرياء وخسارة 20 عامًا من الإنجازات منذ إطاحة القوات الأميركية بطالبان في 2001.

ولم يقدم غني سوى تفاصيل ضئيلة، حيث أنه لم يوضح على الفور ما طبيعة المساعدات التي يتوقعها من الغرب ومن جيرانه الإقليميين.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزيرا الخارجية أنطوني بلينكن، والدفاع لويد أوستن تحدثا إلى الرئيس الأفغاني أشرف غني، الخميس، وأبلغوه أن الولايات المتحدة “ما زالت تستثمر في أمن واستقرار أفغانستان”. كما أكد الوزيران أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم حل سياسي.

وتوعد الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم السبت، برد عسكري أمريكي سريع وقوي مع أي عمل يُعرّض الأمريكيين لخطر في أفغانستان.

وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض: “على مدار الأيام العديدة الماضية، كنت على اتصال وثيق مع فريقي للأمن القومي لتوجيههم بشأن كيفية حماية مصالحنا وقيمنا بينما ننهي مهمتنا العسكرية في أفغانستان”.

وأضاف: “بناءً على توصيات فرقنا الدبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية، فقد سمحت بنشر ما يقرب من خمسة آلاف جندي أمريكي للتأكد من أنه يمكننا إجراء انسحاب منظم وآمن للأفراد الأمريكيين وغيرهم من أفراد الحلفاء، ومن أجل إجلاء منظم وآمن للأفغان الذين ساعدوا قواتنا خلال مهمتنا وأولئك المعرضين لخطر خاص من تقدم طالبان”.

وأعلن بايدن أنه تم توجيه وزير الخارجية بدعم الرئيس أشرف غني والقادة الأفغان الآخرين في سعيهم لمنع المزيد من إراقة الدماء والسعي إلى تسوية سياسية. كما سيتواصل الوزير أنتوني بلينكن مع أصحاب المصلحة الإقليميين الرئيسيين”.

تأمين انسحاب القوات الأجنبية

ترسل الولايات المتحدة قرابة ثلاثة آلاف جندي إلى أفغانستان للمساعدة في إجلاء الموظفين من سفارتها في كابول.

كما أنها سترسل قوات إلى مطار كابول للمساعدة في إجلاء عدد “كبير” من موظفي السفارة في رحلات خاصة.

بينما قالت بريطانيا إنها ستنشر أيضا نحو 600 جندي لتقديم دعم قصير الأجل للمواطنين البريطانيين الذين يغادرون البلاد، بعد تقليص عدد الموظفين العاملين في السفارة البريطانية في كابول إلى فريق أساسي.

وقال وزير الداخلية الألماني، هورست سيهوفر، الجمعة، إنه يتعين على ألمانيا التخلي عن البيروقراطية لتمكين الموظفين المحليين الذين عملوا مع جيشها في أفغانستان من مغادرة البلاد بسرعة، مشيرًا إلى أن “الوضع في أفغانستان أصبح أكثر تهديدًا، ليس هناك وقت للبيروقراطية، يجب أن نتحرك”.

ومن جانبها حذرت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة من حدوث كارثة إنسانية في أفغانستان، مع استمرار القتال بين القوات الحكومية الأفغانية وحركة طالبان للسيطرة على العاصمة الأفغانية كابول.

وحثت الأمم المتحدة الدول المجاورة لأفغانستان على إبقاء حدودها مفتوحة، بعد أن أُجبر مئات الآلاف من الأشخاص في البلاد على الفرار من منازلهم.

ووصل العديد من هؤلاء النازحين داخليا إلى العاصمة كابول، آملين أن تكون الملاذ الآمن الأخير لهم، حيث تفيض الملاجئ، ويخيم الناس في العراء.

ووصف برنامج الغذاء العالمي نقص الطعام في أفغانستان بالمريع. وحذر من كارثة إنسانية.

ويقدر البرنامج أن ثلث الأفغان – 14 مليون شخص – يعانون من الجوع – ويطالب بـ 200 مليون دولار إضافية لتلبية احتياجاتهم المتزايدة.