بوركينا فاسو تقررالعفو عن مرتكبي محاولة الانقلاب عام 2015

اعتمدت الحكومة البوركينية مشروع قانون ينص على العفو عن الأشخاص المدانين في الانقلاب الفاشل عام 2015.
وقال وزير العدل البوركيني رودريج بايالا - وفقا لما أورده "راديو فرنسا الدولي"، اليوم /السبت/ - إنه يتعين على الأشخاص المعنيين الاعتراف بأفعالهم، والتصرف بشكل جيد، وإظهار الالتزام الوطني بمحاربة الإرهاب.
وكانت بوركينا فاسو قد شهدت انقلابا عام 2015، حيث حاولت مجموعة من الحرس الرئاسي وضع حد للمرحلة الانتقالية الجارية بعد سقوط الرئيس الأسبق بليز كومباوري.. وبعد معارضة جزء من الجيش والسكان، فشل هذا الانقلاب وحُكم على العديد من الضباط، بمن فيهم الجنرالين جيلبرت دينديري وجبريل باسولي، بالسجن المشدد.
وسيتم تحديد الأشخاص المشمولين بالعفو في مرسوم مستقبلي.
وجرت المحاكمة الأولى للانقلابيين في سبتمبر 2019، ولا تزال أحكام الاستئناف معلقة.. ويرى وزير العدل البوركيني أن قانون العفو قد يمكّن من تعويض بطء العدالة وتسوية الوضع.
بوركينا فاسو وروسيا.. «تحالف» في ثغرة الغياب الفرنسي
في ثغرة الغياب الفرنسي تتعزز العلاقات بين بوركينا فاسو وروسيا في شراكة تبدو «أكثر ملاءمة» لاحتياجات البلد الأفريقي، وترسم ملامح تحالف مختلف.
علاقات تجاوزت مرحلة جس النبض، حيث تجدد واغادوغو التأكيد على ضرورة التوجه نحو روسيا، في خطوات ثابتة تتخلص فيها من حليفها التاريخي فرنسا.
«أكثر ملاءمة»
طرح أكده وزير خارجية بوركينا فاسو، كاراموكو جان ماري تراوري، بالقول إن شراكة بلاده مع روسيا "أكثر ملاءمة" لاحتياجات البلاد مقارنةً بالتحالف التاريخي مع فرنسا.
وأكد تراوري خلال قمة روسيا- أفريقيا، توافق رؤية روسيا مع تطلعات بوركينا فاسو، مشيراً إلى أنها شريك يمكن "التقدم معه".
ونفى الوزير المخاوف من الاعتماد المفرط على موسكو، وقال في تصريحات منفصلة، إنه لا يوجد خوف من الاعتماد العسكري على روسيا، مؤكدا ثقة بوركينا فاسو في رسم مسارها الخاص.
وتابع: "نعرف ما نريده، ونعرف إلى أين نتجه، وكيف نرغب في العمل مع شركائنا الجدد"، منتقدا في الآن نفسه ما وصفه بـ"الكليشيهات التي صنعها شركاء آخرون" في الغرب حول روسيا.
وشدد على أن هذه السرديات لا تتماشى مع احتياجات بوركينا فاسو.
وتأتي التصريحات استمرارا لتوجه بوركينا فاسو نحو التعاون العسكري مع موسكو بعد انقلاب عسكري في عام 2022 جاء بحكومة جديدة للسلطة.
في الأثناء، يتصاعد توتر العلاقات مع باريس منذ تولي الحكومة البوركينية مهامها وسط تحديات كبيرة على رأسها اضطرابات أمنية مع تنظيمات إرهابية تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار بالبلد الأفريقي.
ودفع ذلك واغادوغو للاتجاه إلى موسكو طالبة دعما عسكريا لمواجهة هذا التحدي الكبير، وسط نزعة شعبية واسعة في دول المثلث الساحلي (مالي وبوركينا فاسو والنيجر)، بضرورة التخلص مما يصفونه بالنفوذ والاستعمار الفرنسي.
وفي غضون ذلك، تقدم روسيا نفسها على أنها بديل جديد يحترم سيادة الشعوب، ويتعامل بندية من أجل مصالح مشتركة.
فكيف يمكن قراءة أهداف هذا التحالف بين روسيا وبوركينا فاسو؟ وإلى أي مدى وصل هذا التحالف؟، وماهي مآلاته وتوقعات مستقبله؟